السياسية - متابعات:

بعد 14 يوماً و6 ساعات من الاعتداء الإسرائيلي على السيادة الإيرانية واغتيال قائد قوة القدس في لبنان وسوريا الجنرال محمد رضا زاهدي واخوانه، ردت الجمهورية الإسلامية في إيران وفي ذكرى معركة الخندق "غزوة الخندق" بعملية صاروخية متكاملة الأبعاد على أهداف صهيونية عسكرية استراتيجية في قلب فلسطين المحتلة.

عملية الرد الإيرانية جاءت تتويجاً لما راكمه محور المقاومة من نقاط منذ ستة أشهر على يد طليعته المركزية " المقاومة الفلسطينية " وعلى يد جبهات الإسناد الأربعة ( لبنان – سوريا – العراق – اليمن ) فالضربة الإيرانية "المنفردة" التي قطعت 1100 كيلومتر من أراضي إيران لتدك قواعد الكيان الجوية والبرية وبعض مستودعاته الاستراتيجية أعطت للجهد الذي يقوم به محور المقاومة منذ 7 تشرين أول 2023 قيمة مضاعفة تضاف إلى النتائج التي كانت تجمع على شكل هزائم تكتيكية يومية وجاءت الضربة الاستراتيجية التي نفذتها إيران لتضاعف النتائج ولتقرب محور المقاومة ككل من عتبة الانتصار سيما وأن "إسرائيل" وحليفته واشنطن ظهرا غير قادرين على استعادة الردع أو فرض الحسم على قوى المساندة في محور المقاومة.

تقييم لأداء منظومة الدفاع الجوي المتكاملة التي تديرها السانتكوم

استخدمت القوة الجوفضائية في هذا الهجوم تكتيك الأسراب التي تتبعها أسراب مضاعفة ثم أسراب الضربة الرئيسية واستخدمت عدة مسارات لإشغال وإغراق القوى التي ساهمت في الدفاع عن كيان الاحتلال، والتي تبين أنها انطلقت من مطارات إماراتية وسعودية وكويتية ومصرية فضلاً عن طائرات اعتراض انطلقت من حاملة الطائرات دوايت آيزنهاور وتشتيت منظومات الدفاع الجوي التي استخدمت وهي:

- نظام صواريخ باتريوت الاعتراضية المحسنة.

- نظامي (الدرع) وعمادها صواريخ AIM 120 الأرضية والجوية ضد المسيرات والصواريخ الجوالة وقد استعملت هذه الصواريخ في 60% من عمليات الاعتراض.

- نظامي ثاد 3 للدفاع الجوي ضد الصواريخ البالستية عالية المسار أحدهما أطلق من منشأة أمريكية قرب خليج العقبة والثاني أطلق من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات.

- نظام القبة الحديدية والذي كان أضعف أنظمة الدفاع الجوي في هذا الاشتباك الصاروخي.

- نظام حيتس 1 و2 و3 وهو نظام دفاع جوي ضد الصواريخ البالستية والأهداف عالية المسار وهو شبيه بنظام الثاد ولكنه لم يجرب بشكل كاف حيث أن الجيلين الثاني والثالث من هذا النظام لم يختبرا ميدانياً بعد ولا زالا قيد التطوير.

- نظام مقلاع داوود وهو نظام ضد الصواريخ الجوالة كروز والوسائط الجوية المتوسطة المسار، وهو جزء من نظام الدفاع الصاروخي لإسرائيل، ويتميز هذا النظام باستخدامه وسيلتين هما نظام رادار نشط ونظام تصوير من باحث بالأشعة تحت الحمراء، وخضع هذا النظام لتجربة فاشلة لأول مرة في هذه العملية الصاروخية تبين أن نقطتي الضعف الرئيسيتين فيه وهما: بطؤه الملحوظ والإشعاعات التي يبثها خلال البحث عن هدفه.

لقد درس خبراء القوة الجوفضائية في حرس الثورة كل تفصيل وجزئية عن المهمة وعلى رأسها معرفة العدو معرفة شبه كاملة، حيث تولت لجان الأبحاث دراسة " نظام الدفاع الجوي المتكامل الذي تطبقه قيادة السانتكوم في المنطقة، وتم تحديد الثغرات في النظام. وتولت وحدة العمليات والدروس المستفادة وضع اجراءات للنفاذ من ثغرات نظام الدفاع الجوي المتكامل، وادماجها بخطة العملية الشاملة وجرت دراسة المسارات المحددة للأهداف ومحاكاتها من خلال سيناريوهات متعددة. تمت مراجعة كل التفصيلات والاحتمالات وتقدير ردات الفعل وفق إمكانيات العدو حيث حددت ساعة الصفر والبدء بالتنفيذ الذي فاق التوقعات.


العقيدة الإيرانية وصاروخ "خيبر تشكن"

عملية الوعد الصادق جاءت لتردع الاحتلال عن المس مجدداً بأهداف إيرانية في الإقليم. وتولّت القوة الجوفضائية معظم الجهد المعقد في هذه العملية. وانطلقت العملية الايرانية من العقيدة القتالية التي صاغتها الجمهورية الاسلامية في إيران منذ عدة عقود ومن العناصر الدفاعية المقررة في هذه العقيدة القتالية والدروس المستفادة وعمليات التطوير المستمرة للقدرات الدفاعية الفتاكة.

من الجدير الإشارة، أن نجاح العملية مرتبط بمميزات صاروخ "خيبر شكن" الذي يجمع بين فكرتي الصاروخ البالستي والصاروخ الجوال، ويتميز الصاروخ بقدرته على المناورة في مرحلة الهبوط لاختراق وتجاوز معظم الدروع الصاروخية والانظمة المضادة للصواريخ ومراوغتها لضرب أهدافه المحددة بدقة وبقدرة تدميرية كبيرة، كما أنه مزود بأجنحة كبيرة نوعاً ما ترفع من قدرته على المناورة والتوجيه الدقيق وتزيد من سرعته وتقلل من استهلاكه للوقود في المرحلة الاخيرة.

- المصدر : الخنادق اللبناني
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع