وزير الخارجية التونسي الأسبق – رفيق عبدالسلام: أصرار اليمن دعم غزة أفشل العدوان الأمريكي – البريطاني
السياسية: صادق سريع
قال وزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبدالسلام:” أن العدوان الأمريكي – البريطاني ، على اليمن بلا أفق وقد فشل بسبب ضعف المعلومات الاستخباراتية الغربية وإصرار اليمنيين على مواصلة دعم غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها”.
وأضاف في حوار صحفي لموقع (عرب جورنال) ،نُشر اليوم السبت 16 مارس 2024، عن آخر التطورات في غزة والبحر الأحمر ، :”أعلنت اليمن منذ البداية أنه لا تريد تعطيل الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، بل تستهدف السفن الصهيونية المتجهه إلى الموانئ “الإسرائيلية” تضامناً مع غزة حتى وقف العدوان”.
وأشار إلى أن ،اليمن عرضت على واشنطن أن تقوم بنزع فتيل الحريق عبر الضغط على حليفتها “إسرائيل” بالسماح بإدخال المساعدات ورفع الحصار ووقف العدوان، اتجهت إلى تدويل الأزمة وحشد سفنها في البحر الأحمر ومياه الخليج، ثم أقدمت على قصف اليمن الذي تعاني أصلا من مخلفات الحصار.
سلوك أخلاقي
وقال الوزير التونسي الأسبق :” ما قام به اليمنيون ،سلوك أخلاقي نبيل وينم عن روح التضامن العربي والإسلامي، ويؤكد انحيازهم الكامل لإخوانهم الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية مفتوحة”.
وأضاف : يقدر العالمين العربي والإسلامي عالياً وقفة اليمن ومشاركتها الفاعلة والجدية في تخذيل العدوان بشكل لم تحتسبه دولة الاحتلال وحلفائها، وربما تكون هذه فرصة مناسبة لدعوة الاخوة اليمنيين إلى بذل مزيد من الجهد والتوحد والتضامن فيما بينهم ووضع النزاع الداخلي خلف ظهورهم”.
وأكد إن مهاجمة اليمن واستهدافها بالقصف الجوي والصاروخي لا أفق له بسبب ضعف المعلومات الاستخباراتية الغربية عن اليمن أولا، ثم بسبب تصميم اليمنيين على عدم التوقف ما لم تتوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة ويرفع الحصار ثانيا”.
بيع الوهم للفلسطينيين
وقال :” أن فكرة الدولة الفلسطينية هي بيع للوهم للفلسطينيين والعرب لتمرير مشروع التطبيع لا غير، وهو وهم يحتاجه الأمريكان مثلما يحتاجه النظام الرسمي العربي غطاء لنسج تحالف متبادل”.
وأعتبر الوزير التونسي عبدالسلام ، فكرة الدولة الفلسطيينية التي يطرحها الأمريكان الآن على الطاولة بعدما سحبوها من دائرة النقاش والاهتمام السياسي منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن هي تكتيك سياسي يدخل ضمن ما يسمى بترتيب اليوم التالي.
وأضاف :” الدولة الفلسطينية التي يطرحها الأمريكان هي عبارة عن كنتونات معزولة تفتقد الاتصال الجغرافي، ولا تملك أي سلطة فعلية أو سيادة على الأرض والبحر والجو، ومن دون قدس، وكل ما تملكه هو أجهزة أمنية واستخباراتية للتنسيق مع الاحتلال وضبط الفلسطينيين والسيطرة عليهم”.
وأوضح، لكن ما عطل وسيعطل هذا المشروع هو رفض نتنياهو وفريقه الصهيوني المتطرف أن يعطي حبل النجاة لبايدن والأنظمة العربية الراغبة في التطبيع، فقد حرمهم إلى حد الآن من الغطاء السياسي الذي يسمح لهم بترويج التطبيع.
وأشار إلى أن الشارع العربي مضروب على يديه بسبب أجواء القمع ومنع التحركات الشعبية، مع بعض الاستثناءات القليلة هنا أو هناك، بما يجعل من الخروج للشارع لعبة مكلفة ومجازفة وثمنها في الغالب الاعتقال والملاحقات البوليسية.
سبعة أكتوبر
وحول متغيرات عملية 7 أكتوبر” قال:” للأسف أظهر النظام العربي سواء بشكله الفردي أو الجمعي، ضعفاً وعجزاً كبيرين ، وتواطؤ متعمد في بعض الأحيان”.
وتسائل الوزير عبدالسلام بالقول:” ما معنى أن تعجز الدول العربية مجتمعة بعد القمة العربية الإسلامية عن إدخال الماء والطعام والدواء لأهل غزة المحاصرين والجوعى، وأي معنى للأمن العربي المشترك إذا كان هناك شعب عربي يتعرض للإبادة الجماعية ولا يجد السند من الشقيق والجار القريب له، ولم تتجرأ الدول العربية المطبعة على طرد سفراء “إسرائيل” كما فعلت بعض دول أمريكا الجنوبية”.
واضاف:” في تقديري أن الدول العربية التي انخرطت في مسار تطبيعي مصادم لمشاعر شعبها والجمهور العربي الأوسع، تعرض نفسها للخطر وتهز شرعيتها من القواعد”.
ولفت إلى أن العدوان على غزة فتح عيون العالم على بشاعة المشروع الصهيوني وحجم الاجرام الذي يرتكبه، وعدم التزامه بضوابط القانون الدولي والأخلاق والأعراف الدولية، وأحدث صحوة وعي جماعي في مختلف العواصم الغربية.
وقال:” أن أحداث عزة ستكون محفزاً لمتغيرات ستتفاعل أكثر في الساحة الدولية، ومن أهم سماتها تعمق حالة القطبية الدولية وتراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بسبب ارتباطه الوجودي ب”إسرائيل”.
وأضاف:” كما أن “إسرائيل” لن تستطيع تجاوز مخلفات طوفان الأقصى واهتزاز نظرية الردع التي ظلت ترهب بها الفلسطينيين والعرب منذ تأسيس المشروع الصهيوني رسميا سنة 1948″.
وأكد إن غزة حركت الكثير من المياه الراكدة في المنطقة والساحة الدولية عامة وسيكون لها ما بعدها بكل تأكيد.