مفاجآت الردع اليماني لأمريكا وبريطانيا تتوالى بحكمة القيادة وتفويض الشعب
السياسية // كتب: المحرر السياسي
تتوالى المواقف اليمنية المناصرة للشعب الفلسطيني والمساندة لمقاومته وقضيته العادلة، التي ستظل قضية الأمة المركزية والأولى، خاصة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي كسرت العربدة الصهيونية في المنطقة، وهزمت ما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر.
الإجرام الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً تجاوز كل التصورات وانتهك الحرمات، وأصبحت الإبادة الجماعية لكيان العدو وعصاباته عنواناً رهيباً وفظيعاً وخطيراً، كما حدث أمس باستهداف تجمع لأهالي سكان غزة الجائعين والمحاصرين منذ خمسة أشهر على شاحنات المساعدات شمال القطاع التي جعل منها فخاً لارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين راح ضحيتها نحو 950 ما بين شهيد وجريح، إلى جانب آلاف المجازر الصهيونية.
حرب التجويع التي ينتهجها العدو الصهيوني، بدعم أمريكا وبريطانيا وبتواطؤ من قبل أنظمة العمالة والخيانة العربية والإسلامية، إحدى وسائل الضغط على المقاومة الفلسطينية لتقديم المزيد من التنازلات باتجاه الإفراج عن أسرى كيان العدو، الذي يواجه ضغطاً كبيراً وبصورة مباشرة من عوائلهم ممن يتظاهرون يومياً في المدن المحتلة، للمطالبة باستقالة المجرم نتنياهو، وإجراء انتخابات وإطلاق سراح الأسرى في غزة.
تحوّل العدو الصهيوني، في حربه بإيعاز أمريكي أوروبي لاستخدام سلاح الجوع والحصار الخانق، إلى جانب ما يرتكبه من جرائم وحشية ومروعة يومياً في غزة، يضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المتخاذلة، أمام مسؤولية والتزام أخلاقي وإنساني، في وضع حد لتلك الانتهاكات والمجازر وحماية أبناء الشعب الفلسطيني.
لكن على ما يبدو أن العالم اتخذ من شعار “لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم” وسيلة للتماهي مع ما يمارسه الكيان الصهيوني من حرب إبادة في غزة والأراضي المحتلة، وفي ظل وجود حكام وأنظمة خانعة والت لأمريكا وأوروبا وطبعّت مع الكيان الصهيوني، وضعت لها حسابات أخرى، مقابل الدم الفلسطيني الذي يُسفك يومياً بالمئات على مرأى ومسمع العالم الأصم والأبكم، رضيت على نفسها وشعوبها التبعية والارتهان لقوى الهيمنة والاستكبار.
الشعب اليمني ومن بين ركام الحرب على مدى تسع سنوات، والعدوان الذي شنه التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، نهض بكل قواه الحيّة واستنهض قدراته وإمكانياته وسخرّها في خدمة الشعب الفلسطيني ومظلوميته، انطلاقاً من واجبه الديني والإنساني والأخلاقي، وضميره ونخوته وشهامته في نصرة المستضعفين والوقوف إلى جانب المظلومين.
وفي ظل حكمة وحنكة رجل القول والفعل قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتفويض الشعب اليمني له بدخول معركة “طوفان الأقصى”، نال شرف السبق عن دول العالم العربي والإسلامي بكل شجاعة وثقة لدعم فلسطين ومناصرة قضيته وإسناد مقاومته، وتأديب قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وإيقافها عند حدها.
حينئذٍ فرضت القوات المسلحة اليمنية، بما تمتلكه من قوات ردع صاروخية وسلاح الجو المسير، السيطرة العسكرية على البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، وتمكنت من منع مرور السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية وكذا المتجهة إلى كيان العدو، فضلاً عن قصف العدو في الأراضي المحتلة، في رسالة واضحة لقوى الاستكبار بالحضور اليماني الذي سيعمل على إعادة التوازن وتغيير المعادلة في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى.
ولعل الموقف اليماني المناصر للقضية الفلسطينية، شكل رقماً صعباً ومهماً في المعادلة الدولية بدليل تكالب قوى الاستكبار بقيادة الشيطان الأكبر “أمريكا” على البحرين الأحمر والعربي، في محاولة لثني اليمن عن موقفه الداعم والمساند لفلسطين ومقاومته، لكنها فشلت بفضل الله والزخم الشعبي المؤيد والمبارك للعمليات العسكرية اليمنية، ولم تستطع إيقافها، ولجأت واشنطن ولندن لشن العدوان على اليمن بحجج وأعذار واهية.
وبعد مرور خمسة أشهر على عملية “طوفان الأقصى”، توّعد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أمريكا وبريطانيا بمفاجآت فاعلة ومؤثرة لا يتوقعها الأعداء نهائياً، في رسالة لكل من واشنطن ولندن بأن القادم سيكون أشد إيلاماً من ذي قبل في حال استمرتا بدعم ومساندة كيان العدو الصهيوني في حربه على غزة وشن العدوان على اليمن.
وقال السيد عبدالملك الحوثي في خطاب له الخميس حول آخر التطورات والمستجدات “لدينا بإذن الله تعالى مفاجآت لا يتوقعها الأعداء نهائياً، وستكون مفاجئة جداً للأعداء وفوق ما يتوقعه العدو والصديق، مفاجآت ستأتي بصورة فاعلة ومؤثرة، لا نريد الحديث عنها، لأننا نريد أن تبدأ بالفعل، ثم نعقب عليها بالقول”.
وذكّر بأن الجميع سئم من تصرفات أمريكا العدوانية وعلى واشنطن أن تنصاع لصوت العقل والإنسانية، لافتاً إلى أن سفن أمريكا وبريطانيا تلقت ضربات موجعة ومنكلة، وأن أمريكا بعدوانها على اليمن مساندة للعدو الإسرائيلي ورّطت نفسها في إطار الاستهداف.
ساعات حاسمة تعيشها المنطقة، تتشكل فيها تيارات جديدة بفضل عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر العام الماضي، ضد كيان العدو الصهيوني، تيارات غير منظمة وبلا قالب أيديولوجي تجمع المتناقضات السياسية حول أساسيات ترسم مستقبل المنطقة والعالم.