اليمن ينجح في مهمته: الموانئ الفلسطينية المحتلة مُستبعدة
السياسية:
نجح اليمن في فرض حصار بحري على كيان الاحتلال، وبدت نتائجه الاقتصادية على مختلف القطاعات التي تتخذ من الموانئ الفلسطينية المحتلة ممراً لنقل البضائع. اذ أن العمليات المزدوجة التي ترتكز على مسارين، منع السفن التجارية وتلك المحملة بالأسلحة من الوصول إلى السواحل الفلسطينية، ثم استهداف ميناء أم الرشراش المحتلة المسماة حاليا “ايلات”، جعل من تلك الموانئ غير موثوقة لدى المستثمرين، وزادت المخاوف بشأن التعاملات الاقتصادية مع الكيان خلال فترة الحرب.
كان من أهم نتائج الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأزمة الاقتصادية المتراكمة التي ضربت مختلف القطاعات ومن بينها الموانئ. حيث تركت أثرها العميق على ميناء أم الرشراش جنوبي الكيان، أحد أكبر الموانئ وأهمها. حيث تكبد خسائر اقتصادية مباشرة بلغت حوالي 3 مليارات دولار أمريكي بعد أن توقفت أعمال الاستيراد والتصدير الرئيسية إلى حد كبير بسبب الصواريخ طويلة المدى التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية.
ويشير الرئيس التنفيذي لشركة ميناء أم الرشراش جدعون غولبر، أن “كل البضائع التي تأتي إلى إيلات عبر باب المندب (تمر عبره أكثر من 17000 سفينة كل عام)، من الشرق الأقصى، توقفت، أي البضائع من الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند. لذلك لم يعد لدينا أي سفن اعتباراً من ديسمبر).
وقال غولبر إنه “كما تبدو الأمور، فإن عمليات الميناء بالكاد يمكن الحفاظ عليها من الآن وحتى فبراير”، وحذر من أنه “إذا لم تتمكن حكومة الاحتلال من معالجة هذه القضية، فسيتعين عليها النظر في خفض الوظائف.
يتركز عمل الميناء بشكل رئيسي على استيراد السيارات وتصدير الأسمدة البوتاسيوم إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ووفقاً للتصريحات الرسمية، فإن ما يقرب من نصف واردات الكيان السنوية من السيارات في السنوات الأخيرة قد اكتملت عبر الميناء.
كانت واردات السيارات تشكل في السابق أكثر من 75% من إجمالي أرباح ميناء أم الرشراش، وقبل الهجمات اليمنية، كان هناك حوالي 50 ألف سيارة جديدة في الميناء.
لا تقتصر هذه الأزمة على ميناء أم الرشراش، على الرغم من أن النصيب الأكبر من الخسائر يتكبدها، اذ أن هناك ميناءين دوليين آخرين، كان يصل إليها ما لا يقل عن 30 % من البضائع المستوردة هما مينائي حيفا وأشدود، وكان يتعين على السفن المتجهة إليهما المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس. بعد الحصار الذي ضربته صنعاء على مختلف أنواع السفن المتجهة إلى الكيان، انخفض عدد السيارات المستوردة في ميناء أشدود بنسبة 94%. وللمفارقة، ان السفينة الأولى التي احتجزتها القوات المسلحة اليمنية “غالاكسي ليدر”، كانت محملة بآلاف السيارات الكهربائية.
الواقع، أن الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة اليمنية كنوع من المساندة الفاعلة إلى جانب المقاومة الفلسطينية في حربها ضد العدوان الإسرائيلي، لفتت نظر المؤيدين للقضية الفلسطينية في كل أنحاء العالم، إلى الأهمية الكبيرة التي تشكلها هذه الموانئ في مساندة الكيان واعانته على إطالة أمد الحرب. وهذا ما دفع عدد كبير من المؤيدين لوقف الحرب على قطاع غزة، للنزول والاعتصام في الموانئ الأجنبية التي لا تزال ترغب في إتمام رحلاتها إلى إسرائيل، عبر طرق أخرى غير باب المندب والبحر الأحمر، على الرغم من التكاليف الباهظة.
ويأتي في هذا الإطار، المظاهرات التي شهدتها استراليا. حيث تجمع العشرات لمنع سفينة الحاويات ZIM Ganges من الوصول إلى ميناء ملبورن. رغم كل الإجراءات التي نفذتها الشرطة، والتي استخدمت خلالها رذاذ الفلفل لتفرقة الجموع.
وهذا ما فعلته ماليزيا أيضاً، بقرارها منع سفن الشحن التي ترفع العلم الإسرائيلي من الرسو في موانئها رداً على تصرفات الكيان في غزة التي تتجاهل “المبادئ الإنسانية الأساسية”.
* المصدر: موقع الخنادق اللبناني
* المادة نقلت من المصدر بتصرف