السياسية : صادق سريع

نفى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ما تروج له وسائل الإعلام الغربي وجود أي شكل من أشكال الحصار البحري في البحر الأحمر، وقال في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة MintPress الناطقة باللغة الإنجليزية ،أمس الجمعة 2 فبراير 2024: “لا يوجد حصار للبحر الأحمر، وما يروج في وسائل الإعلام الغربية بأننا نستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر ونعرض التجارة الدولية للخطر غير صحيح”.

وأوضح عضو السياسي الاعلى: “الملاحة عبر البحر الأحمر آمنة لجميع السفن باستثناء تلك المرتبطة بـ “إسرائيل” .. وحتى وقت قريب، عبرت 4,874 سفينة بأمان منذ أن أعلنا عن عملياتنا، ويمر عبر باب المندب حوالي 70 سفينة يومياً دون ضرر”.

وتابع محمد الحوثي: “لقد أكدنا باستمرار أن السفن المستهدفة هي فقط السفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، سواء بالتوجه إلى الموانئ المحتلة أو تلك المملوكة لصهاينة أو السفن التي تدخل ميناء أم الرشراش المسمى “إيلات”.

واستطرد: “تؤكد القوات المسلحة اليمنية مراراً وتكراراً أن جميع السفن التي لا علاقة لها بـ “إسرائيل” لن تتعرض للأذى، وهذا ما يؤكده المتحدث الرسمي باسم الجيش مراراً وتكراراً في كافة التصريحات الصادرة حول العمليات البحرية للقوات المسلحة اليمنية”.

وقال “لا نريد أن يُغلق باب المندب، ولا أن يُغلق البحر الأحمر، والدليل على ذلك اقتصار استهداف السفن على السفن الصهيونية المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولو أردنا إغلاق باب المندب لكانت هناك إجراءات أخرى، بعضها أسهل من إطلاق الصواريخ”.

وأضاف: “في الواقع فإن ما يتم الترويج له في وسائل الإعلام الغربية هو نتيجة الخداع الأمريكي الذي يحرص على نشر الروايات الكاذبة حول الأحداث حتى تصبح هي المهيمنة على وسائل الإعلام العالمية”.

وأكد بالقول: “تقوم الولايات المتحدة تقوم بشيطنتنا من خلال وسائل الإعلام من خلال ضخ روايات غير صحيحة، على الرغم من أنها والبريطانيين هم الشياطين الذين يرفضون وقف الإبادة الجماعية في غزة ورفع الحصار عن أهلها.. إنهم يقومون بعسكرة البحر الأحمر ويواصلون التصعيد والعدوان على اليمن”.

دقة المعلومات
وحول كيفية تحديد وجهة السفن المتجهة إلى “إسرائيل” أوضح: “بالنسبة لكيفية تحديد السفن المتجهة إلى “إسرائيل”، فهذا يعتمد على معلومات دقيقة من وزارة الدفاع اليمنية، وإذا كانت السفينة مرتبطة ب “إسرائيل”، يتم تحذيرها بعدم المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.

ومضى قائلاً “أما إذا رفضت الإنذار – بعد الإعلان والتوضيح وإعطاء الإشارات بالتوقف والعودة – فيتم استهدافها”.

وأكد أنه لم يتم استهداف أي سفينة لم تكن متجهة إلى الموانئ الصهيونية، بحسب المعطيات العسكرية التي نثق بها ولم يتمكن الأمريكيون ولا البريطانيون من إثبات خلاف ذلك.

قنوات اتصال
وعن سؤال وكالة MintPress News، حول وجود قنوات اتصال مع السفن لتجنب مخاطر المرور من البحر الأحمر ، أشار إلى أن البحرية تؤكد ذلك وتكرره دائماً في تصريحاتها أن هناك قناة رقم 16 يمكن التواصل من خلالها، وقال : تحدثنا مع شركات الشحن مباشرة أن هناك حلا بسيطا يمكنها كتابة عبارة “ليس لدينا علاقة ب “إسرائيل” والمرور بسلام.

وحول تداول الدول الغربية الاخبار إن عملياتها في البحر الأحمر تهدف إلى الحفاظ على أمن وسلامة الملاحة الدولية، رد قائلاً: “أمريكا هي التي تعرض الملاحة الدولية للخطر من خلال إنشاء ما تسميه “تحالف الرخاء” لحماية السفن الصهيونية، وإن كان الاسم الأنسب له هو “تحالف الدمار وعسكرة البحر الأحمر” وتوسيع نطاق الصراع”.

موقف اليمن مع غزة
وحول موقف اليمن في التضامن مع غزة سياسيا وعسكريا، قال: ” أولاً موقفنا ديني وإنساني ونرى ظلماً فادحاً، ونحن نعلم حجم وخطورة هذه المجازر التي ارتكبت بحق أهل غزة”.

وأضاف:” لقد عانينا من الإرهاب الأمريكي السعودي الإماراتي في تحالف شن حربا وفرض علينا حصارا لا يزال مستمرا، ولذلك فإننا نتحرك من هذا المنطلق ولا نريد أن تتكرر نفس الجريمة”.

وتابع: ” نحن نستجيب لمطلب شعبنا الذي يخرج إلى الشوارع كل يوم جمعة بالملايين للتظاهر، كما أننا نرد على الجماهير في الأمتين العربية والإسلامية وعلى كل الأحرار الذين يطلبون منا الدفاع عن إخوانهم الفلسطينيين”.

وأكد: “لا يمكننا أن ننظر إلى الوضع الإنساني المأساوي في غزة، والذي اعترفت به محكمة العدل الدولية باعتباره إبادة جماعية، ولا نستطيع أن نفعل شيئا، ولذلك تحركنا في هذا الاتجاه: مواجهة المستكبرين الذين يواجهون المظلومين”.

أضرار العدوان الأمريكي
وعن أضرار غارات العدوان الأمريكي البريطاني، قال:” أولا العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن ليس جديداً، وتمارس هاتان الدولتان العدوان على الجمهورية اليمنية منذ عام 2015، وهي نفس التصرفات.. نحن لسنا خائفين من التصعيد الأمريكي.. وإذا قررت الدولتان الغزو براً، فسوف تواجهان دروساً قاسية أسوأ حتى من تلك التي واجهتهما في فيتنام وأفغانستان والعراق”.

وأضاف: “الشعب اليمني يحب الحرية، وهو محارب ومسلح جيداً، فالجيش مستعد جيداً، واليمنيون لديهم العديد من الخيارات لإلحاق هزيمة استراتيجية بالأميركيين في المنطقة”.

وتابع: “الغارات الأمريكية البريطانية استهدفت المدن المأهولة بالسكان، بما في ذلك صنعاء وصعدة والحديدة وحجة وذمار، وقبل ذلك استهدفت دورياتنا في البحر الأحمر، واستشهد عدد من القوات البحرية، ولم يكن للضربات أي تأثير، وما يقال عن تأثيرها هو وهم لا أساس له من الصحة، وهو فشل والحمد لله تعالى”.

وأردف: “أن العدوان الامريكي البريطاني في البحر وعلى اليمن هو دفاع لاستمرار حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وقتل المدنيين على يد العدو الصهيوني دون إزعاج”.

وقال: “موقفنا في الجمهورية اليمنية الدفاع عن الإنسانية وننفذ عملياتنا لوقف الإبادة الجماعية ووقف القتل وخيارنا هو خيار الإنسانية، وهو الخيار الصحيح الذي نضحي من أجله، وعلى الأمريكيين أن يأخذوا تحذيرات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي على محمل الجد”.

تصعيد الحرب
وعن الحديث عن تصعيد الحرب على اليمن، أكد أن الحرب البرية وهو ما يتمناه الشعب اليمني لأنه سيواجه من تسبب في معاناته منذ أكثر من تسع سنوات، وستكون فرصة للانتقام، مشيرا إلى ما قال قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي: “لتعلم أمريكا أنها إذا أرسلت جنودها إلى اليمن فسوف يواجهون شيئاً أقسى مما واجهوه في أفغانستان وما تعرضوا له في فيتنام”، وقال: “لدينا القوة لمواجهة العدو والثبات لقد صمد شعبنا تسع سنوات في وجه العدوان الكاسح”.

قرار التصنيف
وردا على سؤال وكالة MintPress News ، عن موقف اليمن من قرار إدارة بايدن تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية، أجاب بالقول: “تصنيفنا إرهابيين لأننا ندعم غزة شرف وفخر، كما أنه سياسي وغير أخلاقي وليس له أي مبرر والتحرك الأمريكي لا يؤثر علينا، نحن لا ندخل الأراضي الأمريكية، كما أننا لا نملك شركات أو أرصدة بنكية في الخارج وهم يعلمون أن التصنيف لن يؤثر على عملياتنا أو قراراتنا الإنسانية أو الأخلاقية”.. مؤكدا أن الحل يكمن في وقف العدوان على غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء.

قرارنا بأيدينا
وحول إتهام أمريكا لليمن بأنها أداة لإيران، نفى عضو السياسي الأعلى الحوثي، الادعاءات الأمريكية وقال : “مجرد أوهام وإن قرارنا بأيدينا، والأميركيون والصهاينة يعرفون ذلك، إذا كان لديهم أي اتهام ضد إيران، فهذا شأنهم وإيران دولة ذات سيادة ونحن لا نحب أن نكلف أنفسنا عناء الرد على الأعداء ولا يهمنا كلام العدو ما دمنا نتخذ الموقف الصحيح.

هدنة ورسائل تهديد
وفيما يتعلق بالهدنة مع دول تحالف العدوان بقيادة السعودية، قال: “أولاً، لا هدنة بل خفض التصعيد، ونأمل أن يستمر العمل السياسي لتحقيق السلام الدائم للجمهورية اليمنية ورفع الحصار”.

وأضاف: “تلقينا العديد من الرسائل والتهديدات غير المباشرة من الولايات المتحدة، منها فتح جبهات قتال داخلي وتحريك الجبهات وعرقلة السلام ووقف المساعدات وغيرها، بسبب موقف الشعب اليمني الرافض للسماح بإبادة الشعب اليمني. أهل غزة”.

وتابع: “نحن عشاق السلام، نريد أن نبني الجمهورية اليمنية، نود أن يكون هناك سلام، لذا فإن عملياتنا في البحر الأحمر تأتي في إطار البحث عن السلام لأشقائنا في فلسطين”.

وتساءل، من الذي منع السلام في اليمن لمدة تسع سنوات؟ أليست أمريكا هي التي هددت بعرقلة ذلك؟ نعم كان كذلك كما وضحنا سابقاً.

وأوضح: “لقد قدمنا رؤية للحل الشامل في اليمن، وتم نشرها في وسائل الإعلام وتم تسليمها إلى الأمم المتحدة”، لافتا إلى أنه مؤخراً صدرت ورقة تم الاتفاق على نقاطها، ومن عرقلها هم الأميركيون. وكما فعلت واشنطن في الجولات السابقة من المفاوضات، فهي تعرقل السلام الآن.

قنوات اتصال مباشرة
وحول وجود قنوات تفاوض مباشرة مع أمريكا، نفى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وجود أي تفاوض مباشر، وقال: “لم نتفاوض بعد مع الأمريكان بشكل مباشر، على الرغم من أنه طلب منا إجراء مفاوضات مباشرة، إلا أننا رفضنا ولا نعتقد أنه بإمكاننا الدخول في حوار مع الأميركيين لأننا نراهم مجرمين إرهابيين يفعلون كل ما بوسعهم لمواصلة الجرائم والمجازر”.

وأضاف: “إذا كان الأمريكان يأملون في التواصل معنا، فيجب أن يكون من خلال إخواننا في سلطنة عمان مع فريقنا المفاوض هناك، هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتم بها الحوار”.

-المصدر: وكالة MintPress الناطقة باللغة الإنجليزية
-https://www.mintpressnews.com/mohammed-ali-al-houthi-ansar-allah-yemen-interview/286729/