السياسية || محمد محسن الجوهري*

إن قضية اليمن هي قضية فلسطين، وعدو أولاهما هو نفسه عدو الأخرى، ومن قبل طوفان الأقصى بسنوات طويلة، إلا أن الأيام تثبت ذلك مع كل تحرك بطولي للشعب الواحد في القطرين العربيين، ويشاركهما كل أحرار الأمة الإسلامية، فاليهود أعداء الإسلام والبشرية كافة، وكل تحرك لمواجهة الصهيونية هو تحرك شريف أياً كان مصدره.

وقد تنبه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي لذلك الخطر قبل عقود، فبادر إلى تأسيس مشروع قرآني لا يقبل الهزيمة، منطلقاته في اليمن وثماره في فلسطين، وقد نجح في جعل اليمن قوة إقليمية كبرى تواجه أمريكا وإسرائيل، وتضرب مصالحهم وسفنهم في المنطقة.

بالمقابل فإن عدو اليمن هو عدو فلسطين، ولو كان في الظاهر من أبناء الأمة، فالذين اعتدوا على اليمن بالأمس، هم من يناصرون الكيان الصهيوني اليوم في عدوانه الدموي على الشعب الفلسطيني في غزة الحرة.

ولم ولن تناصر السعودية وحلفاؤها القضية الفلسطينية، ولم نسمع لها أي تحرك، لو مجرد جعجعة لصالح فلسطين، إلا أنها حشدت كل ما لديها من قوة لقتال حلفاء فلسطين في اليمن، لعلمها أن صعود اليمن كقوة إقليمية وعالمية سيشكل خطراً وجودياً للكيان الصهيوني، الحاكم الفعلي للرياض وأبو ظبي.

وبما أنَّ اليمن قد انتصر على عدوان حلفاء إسرائيل، فإن نصر فلسطين قادم لا محالة على ” كيان إسرائيل”، وما هيمنة اليمن على المشهد السياسي اليوم إلا علامة على قرب اليوم الأخير الذي يخشاه اليهود على أرض المسرى.

وقد بدت مؤشرات الهزيمة على “الكيان الصهيوني”، وها هو جيشها اليوم يتلقى هزائم مروعة في غزة، وقتلاه يومياً هناك بالجملة، فيما لا تزال عمليات المقاومة الفلسطينية على أشدها، بعد مائة وعشرة يوم من الإبادة الجماعية بحق المدنيين.

ولم يعد بإمكان إسرائيل تقديم المزيد في حربها في غزة، كما أن من المستحيل أن تشن حرباً أخرى على حزب الله شمالاً، وفي حال جازفت بذلك، فقد جنت بنفسها على نفسها ورسمت نهايتها الموعودة.

– المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع