الوطن والشعب أبقى من الحاكم
بقلم أ/ عبدالعزيز أحمد البكير
وزير الدولة في حكومة الإنقاذ الوطني
=========
أتسائل لماذا تم طرد وقتل وجرح المواطنين من العمال وأصحاب البسطات والمحلات التجارية المنتمين للمحافظات الشمالية من مدينة عدن “العاصمة المزعومة” لمدعي الشرعية عبدربه منصور المقيم في الرياض!
مامعنى هذا الفعل الاجرامي وما سر هذه السياسة الغوغائية والتصرفات الصبيانية لدعاة الشرعية التي لم تستطع تأمين ذاتها في أي مدينة يمنية ولا يمكنها العودة من المنفى ويُضمن لها حق البقاء داخل الوطن!
أي شرعية هذه وهي لا تسطيع تأمين المواطنين والنازحين والعمال من أبناء المحافظات الشمالية في “عاصمتها المؤقتة” عدن كما تزعم!
أي شرعية تتعامل مع الشعب على أساس جهوي ومناطقي وعنصري يمزق الوطن ويتنازل عن سيادته ووحدته واسقلاله؟!
لا شرعية لمن لم يعمل على أن اليمن وطن حر مستقل ذو سيادة ووحدة واحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن اي جزء منها؛ و الشعب اليمني مالك السلطة ومصدرها وله الحق في التنقل والإقامة في أي مكان يختاره للإقامة والعمل والسكن في عموم الأرض اليمنية وحدودها التي نص عليها دستور الجمهورية اليمنية المعترف بها دوليًا وبدون ذلك التطبيق والالتزام والعمل بإرادة الشعب وبأحكام قانونه الوطني، لا شرعية لمدعي الشرعية ولو اعترف به العالم كله؛ وهو ما يمارسه مدعي الشرعية عبدربه المغتصب لسلطات الدولة اليمنية الخارجية بقوة دول معادية لبلادنا وشعبنا، عبدربه الذي فرط بالسيادة الوطنية وخان القسم والدستور والشعب في سبيل فرضه حاكم بالقوة خارج عن إرادة الشعب وقانونه الوطني المنظم لسلطات الدولة في بلادنا كأي دستور وطني في كل بلدان العالم هو من ينظم ويحدد مهام السلطات الداخلية والعلاقة الخارجية مع الدول، وأي ممارسة خارج القانون الوطني تعتبر عمل وممارسة خارجة عن القانون وإرادة الشعب وتعتبر باطلة وإن استطاع صاحبها فرضها مؤقتاً فهو خارج عن القانون ولن تسقط جرائمه وممارساته عند الشعب بالتقادم..
ما يجري في عدن من انتهاكات وممارسات عنصرية ومناطقية وعوامل قتل وسحل ونهب وامتهان للكرامة وإنكار للمواطنة كما يُعتمل مع المواطنين اصحاب البسطات والخضروات واصحاب المطاعم من أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في مدينة عدن وهو ما يُعد عملًا منكراً ومستنكراً لدى كل اليمنيين بمختلف شرائحهم وتجمعات سكنهم في المحافظات الجنوبية والشمالية وليس من أعراف اليمنيين وقيمهم هذه الأساليب الدخيلة على بلادنا وشعبنا اليمني العربي الأصيل والمسلم المؤمن الصابر أبناء أحفاد الانصار الفاتحين جند الله ورسوله؛ و جريمة تحرم فعلها الشريعة الشريفة والسنة المطهرة وكل الشرائع السماوية والقوانين اليمنية والقوانين الدولية الخاصة بالانسان وحقوقه وحرياته الوطنية والسياسية وحقه في البقاء والعيش والوجود كإنسان لا يجوز الاعتداء عليه وقتله وتخويفه والتنكيل به كما فعلت (حكومة المنفى ومدعي الشرعية من الرياض) من خلال أتباعه ومأجوريه في مدينة عدن الحبيبة!!
إن ما تم يُعتبر جريمة لا تسقط بالتقادم أراد بها أولئك الأقزام خلق صراع وفتنة بين ابناء المحافظات الجنوبية والشمالية من الوطن وإشعال حرب أهلية تحت عنوان حرب جنوبية – شمالية لتحيقق هدف ما أسمي بالشرعية ودول العدوان بإعادة الانفصال من جهة، ومن جهة أخرى هدف ذلك الفعل لجس النبض لدى الشعب في عملية إعلان الانفصال الذي أكده الاماراتيون الذين قالوا لا يحلم اليمنيون بوحدة بعد اليوم ؟!
أقول لن تتحقق أهدافهم ولن يقتل اليمنيين بعضهم على أساس جنوبي شمالي نحن يمنيون أخوة وابن عم كنا عبر مراحل التاريخ كله موحدين أو دويلات أخوة وحتى أيام الاحتلال البريطاني واليمن واحد وبعد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بوحدويتها قامت دولة فى الجنوب ودولة في الشمال كنظام شطري كان النظام مشطر والشعب واحد موحد..
وقرار الوحدة أو الانفصال يحدده الشعب اليمني ولا يمتلك قراره حزب أو جماعة أو مكون سياسي أو قائد عسكري أو قبيلة أو رئيس جمهورية أو رئيس مجلس نواب أن يتخذ قرار الانفصال أو الوحدة أو اتخاذ قرار بطرد أي مواطن يمني من أي منطقة أو محافظة وليس لأحد ممارسة هذه التصرفات الخارجة عن القانون أياً كان أو تكون سلطته من السلطات التشريعية أو التنفيذية أو القضائية لا يحق لها العمل خارج نطاق القانون وممارسة مثل هذه الاعمال الصبيانية الرعناء التي فشلت أمام صمود شعبنا في عامه الخامس في مواجهة العدوان والحصار.. ومثل هذه الممارسات والتصرفات البشعة واللا إنسانية فجرت بخصومتها السياسية وخرجت عن كل القيم وتنكرت لكل الروابط والإخاء وجعلت الشعب دائرة عسكرية وهدف واحد لعدونها وطيرانها وبوارجها وقتلها وحصارها.. المعادية والمستهدفة ضرب اليمن كلها واليمن واليمنيين جميعا بكل شرائحهم ومختلف مناطقهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.
وأدعو هنا إلى عدم الانجرار وراء اهداف تلك القوى والحفاظ على اخوتنا كيمنيين عرب مسلمين فاليمن فوق الأحزاب والاشخاص وأجل وأكبر وأغلى وأعز عند الله وعند رسوله وعند آبائنا وأجدادننا وعند التاريخ وأجيالنا القادمة.. فليفوض أمره من ظلم منا أمره لله والله لن يترك حق مظلوم لظالم بعدله وسلطانه المحيط بالملك والملكوت سبحانه وتعالى القادر على كل شيء ؛؛؛