محمد صالح حاتم

خمسة وسبعون عاما وأرض فلسطين محتلة مغتصبة، من قبل الكيان الصهيوني، قتل، ودمار، تشريد، ونزوح، وتهجير في كل البلدان.

حتى باتت فلسطين عبارة عن قضية، تتاجر بها الأنظمة العربية، وحصروها في مساحة من الأرض لا تتعدى مئات الكيلومترات، مقسمة إلى قسمي الضفة الغربية، وقطاع غزة، وتحت ذريعة قيام دولة فلسطينية، وأخرى إسرائيلية، وتنازلوا عن القضية، نسوا أو تناسوا المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعبر اتفاقيات الاستسلام في أرسلوا، ومدريد، ومعها انتهت القضية.

اليوم ومع بروز المجاهدين الأحرار من أبطال المقاومة الفلسطينية، وفي السابع من أكتوبر 2023م، تم إعادة إحياء القضية، وأصبحت قضية دولية، أكثر منها قضية عربية إسلامية.

وتحركت الشعوب الإنسانية مدافعة عن أبناء غزة، ومستنكرة الإرهاب والوحشية الإسرائيلية، تحركت مشاعرهم الإنسانية من الهول مشاهد القتل والدمار، والمجازر التي يرتكبها الإرهاب الصهيوني وبمساعدة ودعم أمريكي، بريطاني، فرنسي، ألماني، وغيرها من الدول الغربية.

جاءت قيادة تلك الدول إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة، لتعلن الدعم والمساندة، والمشاركة في الدفاع عن اسرائيل.

بالمقابل صمت، وسكوت، وخضوع عربي اسلامي، لم تتحرك رابطة الدين والاخوة، وعوامل اللغة والتاريخ، والجنس والقومية، وحتى مشاعرهم الانسانية.

وكأن لحم الخنزير هي وجبتهم اليومية، فماتت الاخوة والغيرة، والحمية العربية.

ثار وتحرك الشعب اليمني بقيادة القرآنية، اعلن استنكارة للمجازر الصهيونية، حذر وتوعد أنه لن يظل يتفرج ولن يصمت كبقية الدول العربية، فكان عند الموعد واتبع القول بالفعل، فشارك بالطيران المسير والقوة الصاروخية، قصف ام الرشراش، وتل ابيب، وحيفاء وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة.

اغلق باب المندب، والبحر الاحمر اصبح محرما على السفن الاسرائيلية، وبقية السفن المتجة نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ثارت امريكا والعجوز الاوربية، شكلت حلفا لحماية ما يسمى بالدولة العبرية، قصفوا صنعاء وبقية المدن الحرة اليمنية.
جاءوا من اقصى الأرضي يدافعون عن اسرائيل، قطعوا آلافا الاميال البحرية لحمايتها والدفاع عنها، لا تربطهم لغة، او جنس، او تاريخ او رابطة الاخوة ولا قومية، ما يجمعهم هو الحقد والعداء للامة العربية والاسلامية.

يحرمون علينا أن نقف مع فلسطين، ويجرمون دفاعنا عن ابنائها الذين يقتلون ويشردون بشكل يومي، وهم اصحاب واصحاب القضية.

يصنفوننا ارهابيين لأننا لم نخضع، ولم نستسلم لأوامرهم، ونقف عائق في طريق مخططاتهم الماسونية.

متناسيين أن الارهاب وداعش هي صناعة اسرائيلية امريكية، والعالم يعرف ذلك، ولم تعد سوطا، أو عصى غليضة تأديبية.

فنحن وفلسطين شعبا واحدا تربطنا روابط الدين، واللغة، والتاريخ، والجنسية والاخوة والقومية، لن نصمت أو نسكت، من حقنا ان نقف معها، وندافع عنها، تنفيذا لأوامر ربنا الدينية.

  • المصدر: ملتقى الكتاب اليمنيين
  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع