علي أحمد جاحز

للمرة الأولى يعمدُ إلى التركيز على فضح الصهيونية اليهودية كمنظومة إرهابية خارجة على كُـلّ القيم الإنسانية وتدوس على كُـلّ القوانين والشرائع، وولائها العقائدي للشيطان، وأن جرائمهم في غزة كشفت الوجهَ الإرهابي للصهيونية، وركّز السيد القائد على التعريف بالصهيونية واللوبي الصهيوني ونفوذها، وكيف تسيطرُ على العالم ومقدراته، وكيف تنظر إلى البشر بدونية واحتقار مقابل التمييز لليهود، وفي سياق التوضيح على أن قتلَ البشر وإبادتهم عندهم إجراءٌ مباحٌ واعتيادي في سبيل مصالحهم، دلل على ذلك بإبادة الهنود الحمر وحروب الإبادة في اليابان وفيتنام، وما يجري في غزة مثال قائم.

– الالتزامٌ للصهيونية:

عمد إلى التركيزِ على أن العدوان على غزة وتداعياتِه كشفت الستارَ عن حقيقة التزام النظام العالمي للصهيونية، وتحقيق أهدافها وتنفيذ توجيهاتها، وأن الأنظمة في العالم إما صهيونية أيديولوجياً وفكرياً، وإما أنظمة موالية للصهيونية، أَو أنظمة خانعة وخائفة من الصهيونية.. ومؤسّسات أممية ودولية مالية وحقوقية تحَرّكها الصهيونية وفق مصالحها، وجعل المواقف المنفذة وَالمشاركة والمتواطئة والصامتة لجرائم الإبادة بحق غزة تجليًّا لذلك وتجسيداً له.

– الالتزامُ الإيمَـاني:

وضع السيدُ القائد الالتزامَ الإيمَـاني الجهادي لله ولدينه ومصالح الأُمَّــة وللقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ باعتباره الالتزامَ المعادلَ المقابل للالتزام الباطل للصهيونية ومشروعها الإرهابي الإجرامي، وجعل الصمود الجهادي للشعب الفلسطيني في غزة والضفة وتحَرّك محور المقاومة تجليًّا لذلك، وأكّـد أن نوعية تحَرّك الشعب اليمني يأتي انطلاقاً من هذا الالتزام.

– دعوةٌ للجهاد.. حان الوقت:

أيضاً للمرة الأولى بهذا المستوى، رفع السيد القائد سقفَ الخطاب التعبوي إلى مستوى إعلان الجهاد والدعوة إليه ليس محلياً وحسب، بل توجّـه إلى الأُمَّــة العربية والإسلامية بالدعوة إلى التحَرّك الجهادي، ووَجَّهَ لها سؤالاً استنكارياً “متى ستتحَرّك الأُمَّــة للجهاد، تعتبر أن الجهاد أصبح واجباً؟”، وعاد ليضعَها أمامَ التزام ديني وقيمي أمام الله ومصالحها، مثلما أن الأعداءَ يتحَرّكون من منطلقِ الالتزام أمام الصهيونية عقائدياً وأيديولوجياً، وأن تحَرُّكَهم يشكِّلُ خطراً على الأُمَّــة وليس على فلسطين وحسب.

– استنهاضُ الشعوب:

وجّه السيدُ القائدُ الدعوةَ إلى كُـلّ أحرار العالم لتوسيع التحَرّك الضاغط على الصهاينة في كُـلّ مكان وخَصَّ أُورُوبا وأمريكا، وحمل الجاليات العربية والإسلامية واليمنية خُصُوصاً مسؤولية جهادية في قيادة من تبقى لديهم إنسانية للضغط على أنظمتهم..

– ثباتُ الموقف اليمني وتطوُّرُ الإمْكَانات:

أكّـد السيدُ القائدُ على ثبات الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني والمناهض للعدوان الصهيوني على غزة واستحالة تراجعه مهما كانت التحديات، وجدّد التحذير للأمريكي والبريطاني من تبعات العدوان على اليمن، ولفت إلى جزئية هامة وهي تطور إمْكَانات اليمن العسكرية، وعمد إلى التذكير بتجربة عدوان تسع سنوات وكيف كان اليمن يطور قدراته وإمْكَاناته العسكرية كلما طور العدوان أساليبه، وخلص إلى أن العدوان الأمريكي البريطاني إنما يزيد من تطور قدرات اليمن وإمْكَاناته، وكشف أن آخر عملية بحرية تمت بسلاح جديد، وأعلن بشارة تتعلق بهذا التطور.

هذه قراءة عامة لأهم الجوانب التي ركّز عليها خطاب السيد القائد، وهناك تفاصيلُ وجزئيات كثيرة مهمة يتم تناولها من قبل محللين وكتاب يمنيين وعرب بشكل واسع..

وإنما ركَّزَت على هذه الجوانب العامة لأهميّة الوقوف عندها وتجسيدها عمليًّا، واعتبارها أرضيةً ومنطلقاً للتحَرّك الجهادي الجاد.

ختامًا:

نثقُ في نصرِ الله وتأييده ونثقُ في قائدنا وبصيرته، والسنوات وما حملته من البينات والأحداث أثبتت أنه لا يتوجّـه إلى مسار إلَّا وكان في نهايته النصر والسداد..

نسألُ اللهَ أن يثبِّتَنا ويوفِّقَنا وينفَعَنا وينفعُ بنا.. واللهُ غالبٌ على أمره.

  • المصدر: صحيفة المسيرة
  •  المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع