السياسية || تقرير : صباح العواضي

تستعد اليمن للمواجهة المباشرة مع أمريكا بل وتتمناه لأنها حتمية ومؤجلة منذ سنوات العدوان على المسيرة القرآنية قبل اكثر من عشرين عاما بعد أن أعلن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي الصرخة في وجه أمريكا إثر التغييرات الجوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط وبدء تنفيذ مخططات السيطرة العسكرية والاقتصادية على الدول العربية بحجة مكافحة الإرهاب وقال حينها كلمته المشهورة “لا تخافوا من أمريكا ولكن استعدوا لمواجهتها” متوقعا أن تصل المسيرة القرآنية الافاق الكونية وتصل صرخته لمواجهة أمريكا بشكل مباشر بعد أن كانت بمثابة حروب امتدت لست سنوات شنتها قوات النظام السابق تنفيذا لتوجيهات أمريكية.
ها هي المواجهة المباشرة مع أمريكا تقترب لتكون واقعا ملموسا بعد الاعتداء الأمريكي البريطاني على اليمن حيث مثلت التداعيات التي خلفها الهجوم الإسرائيلي على المدنيين بقطاع غزة إثر عملية طوفان الأقصى التي اطلقتها حركة المقاومة الاسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب القسام في السابع من أكتوبر الماضي كرد فعل عن الانتهاكات المتواصلة للإسرائيليين ضد الفلسطينيين ومقدساتهم في المسجد الأقصى وسحل النساء في باحاته ورفض الاحتلال عقد صفقة تبادل أسرى إنسانية” واستباقا لخطوات كان العدو الإسرائيلي عازم على تنفيذها في المسجد الاقصى بحسب محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام.
ودخلت اليمن خط المواجهة مع الكيان الصهيوني انطلاقا من مسؤوليتها الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه فلسطين عبر إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتوجة إلى الأراضي المحتلة، إضافة إلى الضربات الصاروخية المتوالية إلى عمق الكيان المؤقت للمطالبة بإنهاء العدوان على غزة وفك الحصار عن القطاع والسماح بدخول المواد الغذائية والأدوية الامر الذي شكل خسارة اقتصادية كبيرة لكبرى شركات الملاحة الدولية المرتبطة بإسرائيل والتي تخدم اقتصاد العدو حالة هستيرية لدى أمريكا لتسارع في تشكيل حلف ما يسمى “حارس الازدهار” الذي مثّل غطاء لحماية المصالح الإسرائيلية الأمريكية وشهد انسحابات لمعظم الدول قبل توجهه للبحر الأحمر مما دفع أمريكا والدول التي تدعم الكيان لتنفيذ رحلات مكوكية لبعض الدول العربية والتي على ما يبدوا كانت عبارة عن اتفاق لشن هجمات بريطانية أمريكية على اليمن وتسهيل مهام الهجوم وبهذا تكون أمريكا قد دخلت خط المواجهة المباشرة مع اليمن.

 

تحذيرات

قدم قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التحذيرات لأمريكا بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة إطلاق عملية أمنية بحرية متعددة الجنسيات “حارس الازدهار” لتأمين السفن المارة من مضيق باب المندب.. مشيرا إلى أن الجيش الأمريكي سيواجه أقسى مما واجهه في أفغانستان ومما عاناه في فيتنام في حال أرسل جنوده إلى اليمن.
وفي السياق قال المحلل السياسي والعسكري الأمريكي ريتشارد ويتز في حديثه لوسائل الإعلام إن مهاجمة ‎اليمن هجوم مباشر وارسال ‎القوات الأمريكية لن يكون حلاً إيجابياً ولن يعمل بطريقة فعالة وسيزيد الأمور سوءً.
ومن جهتها حذرت وسائل إعلامية من أن العملية البحرية العسكرية ضد الجمهورية اليمنية ستكون مكلفة بالنسبة لأمريكا خاصة إذا تطورت إلى صراع إقليمي، ونقلت عن “معهد كوينسي” وهي مؤسسة بحثية في العاصمة الأمريكية واشنطن تكلفة هذه الحرب لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية ما بين مليون و4.3 مليون دولار وتكلفة الصواريخ الأمريكية المستخدمة لإسقاط مقذوفات اليمنية والطائرات من دون طيار تشمل صاروخ “SM-2” 2.1 مليون دولار وصاروخ “SM-6” 4.3 مليون دولار وصاروخ “ESSM Sea Sparrows” 1.7 مليون دولار وصاروخ الطائرة المتدحرجة 905.000 دولار.
وأكدت أنه لا يمكن للسفن الأمريكية إعادة التحميل في البحر الأحمر وسيتعين عليها العودة إلى الموانئ، إذا استمر النشاط الحركي لفترة أطول ما يعني أيضا تكاليف إضافية حسب تقرير المعهد.

 

رد فعل هستيري

وفي السياق يرى مراقبون سياسيون أن اعلان القواتُ البحريةُ والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني تنفيذ هجوم مشترك لاستهدف سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني يأتي كرد على الاعتداء على أفراد القوات البحرية اليمنية من قبل القوات الأمريكية في وقت كانت بريطانيا وأمريكا تعملان على إعادة ترتيب وضعهما العسكري في ‎البحر الأحمر بعد فشل تحالف الازدهار ما دفعهما إلى شن عدوان غادر لحفظ ماء الوجه والخروج من المأزق في البحر الأحمر عبر استهداف العاصمة اليمنية صنعاء وخمس محافظات أخرى فجر الجمعة ١١ يناير الجاري بغارات جوية لترتكب خطأ استراتيجي لا تحمد عواقبه ويعتبر انتهاك صارخ لسيادة دولة مستقلة.

 

يمن اليوم غير يمن الامس

تدرك أمريكا وحلفائها أن اليمن اليوم ليس يمن الأمس حيث تمتلك اليمن اليوم قدرات هائلة من الأسلحة ما يمكنها من ردع أي تحالف ضدها وإلحاق خسائر فادحه فضلا عن انهيار اقتصادي عبر الشريان الحيوي في باب المندب الذي يربط قارات العالم والغرب يعي ذلك جيدا‏.
ولن تتردد اليمن حسب تصريحات مسؤوليه في التعامل المناسب مع كافة التهديدات المعادية ضمن حق الدفاع المشروع عن للبلد والشعب اليمني والأمة الاسلامية هذا ما أكدته القوات المسلحة اليمنية عن استمرارية منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة وفي الوقت ذاته تجدد تأكيدها التام على سلامة وأمن الملاحة لجميع الوجهات العالمية ماعدا موانئ فلسطين المحتلة فقط وخياراتنا مفتوحة.
وقال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي إن “اليد الطولى في البحرين الأحمر والعربي هي لليمن وأن القوات المسلحة اليمنية جاهزة للردع والرد على الهجمات الأميركية والبريطانية”.. مضيفا أنه كلما طالت الحرب الإسرائيلية على أهلنا في غزة كان لدينا الكثير والكثير من المفاجآت.
فيما أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في تدوينه له عبر حسابه في منصةx أن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي في منع السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني يأتي دعما واسنادا لغزة ولمقاومتها وفي إطار الدفاع المشروع..
وقال في تدوينه أخرى “يعمل الأمريكي والبريطاني على نشر تصريحات مستمرة في خطة مرسومة لتضخيم رؤية عملياته البشعة والإرهابية على اليمن ليبقى الإعلام متشبع بروايته الكاذبة ومروجا لها – لا سيما بعد أن أظهرت الردود الدولية رفضها لما قام به من ضربات همجية”.
وفي المحصلة فإن القرار الأمريكي بشأن أمن الملاحة في البحر الأحمر لعبة سياسية وفي الوقت ذاته اختراق للقانون الدولي ويعلم الجميع أن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن جاء في سياق حماية الاحتلال الإسرائيلي باعتباره ذلك من أولوياتهما في المنطقة.
إن رفض القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى كل العروض المقدمة من الولايات المتحدة منذ بدء عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي في محاولة منها لثني اليمنيين عن موقفهم في الانتصار للمظلومية الفلسطينية في قطاع غز بما فيها السماح بمرور السفن مقابل الإعلان عن توجيه ضربات ضدها في البحر يأتي ضمن الشعور بالمسؤولية للقيام بواجبه الإسلامي والقومي والاخلاقي والإنساني تجاه فلسطين كونها محور كل القضايا في الجمهورية اليمنية وتتحمل دول العدوان مسؤولية عسكرة البحر الأحمر وما سيترتب على هذا العدوان على صعيد الملاحة الدولية.. كما أن الرد على هذا العدوان لن يمر دون عقاب من قواتنا المسلحة التي دأبت على مقارعة قوى الاستكبار بل إن هذا الرد كما أكد قائد الثورة في خطابه أنه سيكون أكبر مما يتوقعوه.