“واللاه” عن إخفاق سلاح الجو الصهيوني في 7 أكتوبر: استيقظ على كابوس
السياسية:
محلل الشؤون العسكرية الصهيوني أمير بوحبوط يتحدّث في موقع “واللاه”عن وجه من وجوه الإخفاق الصهيوني الكثيرة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر: إخفاق سلاح الجو الذي استيقظ على كابوس و”مفاجأة استخبارية تامة”، واستغرق وقتاً لاستيعاب حجم الحادثة.
فيما يلي النص منقولاً إلى العربية:
مع إطلاق القذائف الصاروخية الأولى استدعيت الطائرات شمالًا، بدلاً من توجهها إلى غزة. فيما وصلت أيضاً مروحيات إلى الجنوب من دون أن يكون لديها ما يكفي من الذخيرة، ومن دون أن تُعطى أوامر واضحة للطيارين.
في السنوات الأخيرة تقرَّر في “الجيش” الصهيوني تقليص استخدام المروحيات، التي ثبت أنها ناجعة في القتال.
شهاداتٌ جديدة من داخل سلاح الجو تواصل الإشارة إلى الثغرات الخطيرة في “الجيش” الصهيوني في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والحقيقة أنهم استغرقوا ساعاتٍ طويلة لفهم حجم الهجوم الفتّاك على مستوطنات النقب الغربي والمواقع بالقرب من السياج. في واحدة من الشهادات يقول طيارو الاحتياط إنه مباشرةً مع بداية إطلاق القذائف الصاروخية عند الساعة 06:28، هُرعت إلى الأجواء طائرتان حربيَّتان من قاعدة حتسريم. وكجزءٍ من إجراء دائمٍ، تلقّى طيارو الحرب أمراً بالتجوُّل حول منصة الغاز “تمار” خشية قصفها بطائرة مسيّرة.
جال الطيارون في الجو قرابة الساعة، ولم يعرفوا تفصيلاً واحداً عما يحدث على الأرض، بما أنَّ مركز السيطرة في سلاح الجو لم يطلعهم على هذا. بعد فوات الأوان اتّضح أنَّ فرقة غزة أيضاً وقيادة الجنوب وجدتا صعوبة ببناء صورة كاملة عن الوضع.
في الوقت الذي حطّت فيه طائرتا القتال في طريق العودة، كشفوا في السرب التفاصيل بذهول. مصادر أخرى في سلاح الجو قالت إنهم لو كانوا فهموا بسرعة في “الكريا” حجم الحادثة في الجنوب، لكانوا شغّلوا الطائرات القتالية للرصد فوق المنطقة، وعمدوا إلى إصدار أصوات دوي للتخويف، ونيران عبر مدفع فولكان (الطائرات كانت مسلحة بصواريخ جو -جو لمواجهة تهديد طائرات مسيّرة) لمنع مرور آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مناطق “إسرائيل” وكذلك لإحباط عودتهم إلى المناطق الفلسطينية. مصادر أخرى في “الجيش” الصهيوني أضافت: “هذه حكمة الـ “بعد فوات الأوان”. كانت هذه مفاجأة استخباراتية تامة من ناحية سلاح الجو. أحدٌ لم يطلع سلاح الجو قبل حصول شيء استثنائي. السلاح بأسره استيقظ على كابوس واستغرق وقتاً لاستيعاب حجم الحادثة”.
في أعقاب المعلومات الأولية التي نقلت من الميدان، أزمة القادة في فرقة غزة والنداءات المتكررة للمساعدة، استدعيت من قاعدة “رامات دافيد” مروحيتان حربيَّتان. استغرقت المروحيات وقتاً للإقلاع والوصول إلى منطقة فرقة غزة وفقاً للتأهُّب الذي حُدِّدَ مسبقاً. بحسب كلام مصادر “الجيش”، وعندما وصلوا استغرقوا وقتاً لفهم الصورة الكاملة؛ من هي قوات “الجيش” الصهيوني ومن هو العدو، ماذا يحصل في المستوطنات، ما المسموح القيام به وماذا لا، على من يمكن إطلاق النار وعلى من لا. وفي الوقت الذي أعطيت فيه التصديقات، وبسرعة كبيرة، انتهت الذخيرة، الصواريخ وكذلك مدافع الفولكان. هم يوضحون: “عندما تطير بعيداً من رامات دافيد إلى فرقة غزة، وأنت تحمل ما يكفيك من الوقود، فستحمل ذخيرة أقل من المعتاد”.
لاحقاً كانت المروحيات الحربية هي التي قدّمت المساعدة تقريباً لكافة القوات على الأرض، بكثافة استثنائية لسلاح الجو منذ عقود. في حالاتٍ كثيرةٍ اضطرّ طيارو المروحيات الحربية إلى تخفيض الطيران، والاندماج بالنيران بشكلٍ غير مسبوق، لم يحصل في تاريخ “إسرائيل” السابق أن اقتحم أحد المواقع والمستوطنات في مناطق “إسرائيل”.
بخلافٍ تام عن مساهمة تشكيل المروحيّات الحربية في سلاح الجو، تقرر في قيادة “الجيش” الصهيوني ، ومنذ سنوات، تنفيذ إجراء الموت الرحيم التدريجي لسرب الـ”بِتِن” القديم، والاكتفاء بشكلٍ غير منطقي بسرب مروحيًّات قتالية من نوع أباتشي لونغ – باو (شراف) انطلاقاً من أملٍ بأن يخف التهديد، وأن تُقلّص الطائرات المسيّرة والمُسلّحة الثغرة. في المقابل، دار حديث مهني بين “الجيش” الصهيوني ووزارة الأمن والأميركيين عن إمكانية شراء نحو عشرين مروحيَّة قتالية من نوع “إيكو” الجديدة من صناعة شركة “بوينغ” في المستقبل، لكن حتى الآن لم يتم التوقيع على أي صفقة.
التحقيقات العملانية حول مساهمة المروحيات القتالية في الأسبوع الأول من الحرب في الساحة الجنوبية – وبالتأكيد مع الخروج إلى المناورة البرية، وفي وقتٍ لاحق في جنوب لبنان – انفجرت في وجه قيادة الأركان العامة. بحسب كلام ضباط في القوات البرية، “سلاح الجو كان منشغلاً بالتحضُّر للحرب في دائرةٍ ثالثة ضد إيران، ولمعركة بين الحروب، في الوقت الذي وصلوا فيه إلينا بخطواتٍ جبارة من دون أن يفهم أي أحدٍ حجم الحادثة”.
وزير الأمن يوآف غالانت أجرى سلسلة مناقشات بشأن تشكيل مروحيات الحرب، وقرر أن يشغل سلاح الجو سربا مروحيات قتالية بشكلٍ دائمٍ ضمن تمديد حياة المروحيات الموجودة، ويشتري بشكلٍ تدريجي مروحيات” الـ”إيكو” من “بوينغ” بسرعة. إضافةً إلى هذا، علمت “واللاه”، أنَّ سلاح الجو ووزارة الأمن بدأوا بإجراء فحوصات أولية لشراء سربي مروحيات قتالية من طرازٍ متوسطٍ على شاكلة المروحية القتالية الـ”لهطوط”(يوز 500 MD ديفندر)، التي عملت في الماضي في خدمة سلاح الجو تحديداً في الساحة الشمالية، وخرجت من الخدمة قبل أكثر من عشرين عاماً.
مصادر رفيعة في سلاح الجو تصر على أنَّ مروحيات قتالية خفيفة قادرة على تشكيل حل عملاني سريع وناجعٍ لحالات توغّل داخل حدود “إسرائيل”، بشرط أن تنتظر في مهابط محصنة بالقرب من الحدود، مع ضمان تشغيلٍ سريع لها من قبل قوات من الفرق المناطقية. في قيادة “الجيش” الصهيوني منحوا ضوءاً أخضر للاقتراح، وجرى فحص النماذج والتكاليف في الأسابيع الأخيرة.
بحسب مصادر عسكرية، قبل نحو أربع سنوات قُدِّمَ اقتراحٌ أميركي لـ”الجيش” الصهيوني ولوزارة الأمن لتبديل تشكيل مروحيات اليسعور، الذي يعاني من مشكلة صلاحية الاستخدام في الحرب الحالية بسبب قِدَم المروحيات (واحدة احترقت بعد أن أصيبت بصاروخ مضاد الدروع)، وتشكيل مروحيات القتال بـ 24 مروحية “شينوك”، وكذلك 10 مروحيات “أباتشي- إيكو”، بكلفة 2.4 مليار دولار، التي كان يفترض أن تصل هذه السنة لو أنّ “إسرائيل” وقّعت على الصفقة. لكنها رُفضت من أساسها، واختار سلاح الجو مروحية الـ -ch53k التي سيستوعبها بعد عدة سنوات ولن تكون بالضرورة قادرة على الهبوط في مستوطناتٍ صهيونية بسبب حجم محركاتها. لم يتم التوقيع مطلقاً على صفقةٍ لشراء مروحيات قتالية.
* المصدر: موقع الميادين نت
* المقالة تعبر عن وجهة نظر الكاتب