المحرر السياسي:

كالنهر المتدفق جاء حديث قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اختتام المراكز الصيفية، كما اعتاد عليه الجميع بدأ حديثه بالكلام عن هذه المراكز ودورها في تنقية أذهان الشباب مما علق بها من أدران وخزعبلات تعمدت تشويه الإسلام ووضعت في الرؤوس ألغام موقوتة كان هدفها إثارة النعرات والعصبيات ببعديها المذهبي والمناطقي.

وأشار السيد عبد الملك في هذا الصدد إلى فلسفة خاصة ميّز فيها بين التعليم الذي يكون هدفه البحث عن وظيفة وهو التعليم النفعي المباشر، والآخر الذي يكون همه اكتساب المعارف الجمة وتحويلها إلى منهج حياة يهذب السلوك ويجعل النشء مرتبط بالدين ارتباطا صادقا بعيداً عن الاستغلال والتوظيف غير السوي، وفي نفس الخطاب الضافي وجه السيد عبد الملك عدة رسائل خص بها دول العدوان الأساسية الرسالة الأولى لغلمة الحكم في الإمارات العربية محذرا إياهم من التمادي في الغي والتلاعب بالألفاظ، وقال إن لم تظهر الإمارات الجدية وتكمل انسحاب قواتها من اليمن فإنها ستواجه بغضب وحدة الرد اليمني الرادع من خلال صواريخ الايمان والتحدي التي ستنطلق من اليمن لتصبح معها الحضارة الزائفة المشكلة من الزجاج والاسمنت في خبر كان.

اما الرسالة الثانية فقد طالب فيها أزلام النظام السعودي من الأمراء أن يعيدوا حساباتهم ويدركوا أن خروجهم من المستنقع اليمني هو أسلم لهم وأقرب وسيلة للنجاة وتجاوز هذا المستنقع.

ومن المفيد هنا الاشارة إلى أن كلا الطرفين يدركا أن هذا السيد إذا قال فعل، ولم يُثبت أنه تراجع عن قوله بل أردف الأقوال بالأفعال لأنه أساسا إذا قال صدق فهو مصدر الصدق الذي يحيطه الإيمان ويحوله إلى جيش فاعل يحقق النصر ويغير المقاييس رغم قلة ما في اليد وضعف الإمكانيات، وهذا ما عود عليه الشعب والأصدقاء والأعداء وبذلك يكون قد رمى الكرة إلى ملعب السعودية والإمارات، وعليهم بالفعل أن يراجعوا ما أفصح عنه كي ينجو من غضب اليمنيين، هذا إذا كان القرار بأيديهم، أما إذا كانوا مجرد أدوات تحركها أمريكا والصهيونية فإن الغد سيكشف عن هذه الحقيقة وسيؤكدون للعالم أنهم فعلاً اتباع وقراصنة سياسة يسيرون في فلك الاعداء الحقيقيين للأمة، والله غالب على أمره وما النصر إلا من عند الله، وكما قال من سبقنا النصر صبر شهور.

والله من وراء القصد.