أحلام الإمارات تتبخر في اليمن كحال اسرائيل في غزة
السياسية || مجيب حفظ الله :
لا نفشي سرّاً حينما نقول ان الأمريكيين والبريطانيين والعالم كله اضحوا مدركين ان اليمن بات رقماً صعباً في أي معادلة في المنطقة لا سيما فيما يتعلق برسم قواعد الاشتباك في الأرض والمياه اليمنية.
بالمقابل فإننا لا نفشي سرّاً ايضاً حينما نقول بأنه وفي الوقت الذي باتت انظار العالم كلّه متصلّبة نحو وجهةٍ واحدة هي غزة وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني فيها إلا ان هناك دولاً كالإمارات غير العربية تشّذ عن هذا العالم كله على هذا الصعيد.
لا نتحدث هنا عن الالتصاق الاماراتي بالحضن الإسرائيلي الشيطاني أو عن التوأمة بين صهاينة اليهود وصهاينة العرب فحسب بل نتحدث عن شذوذ هؤلاء حتى عن داعمي هذا الكيان من الدول الغربية وغيرها.
الميدان الذي نسلط الضوء عليه ليس الأراضي الفلسطينية المحتلة على الرغم من انها صارت مركز الكون في هذه الأيام إلا بالنسبة لمن باعوا انفسهم للشيطان حتى أنهم سبقوا الأباليس بمراحل في الشيطنة.
الميدان الذي اثبت فيه عيال زايد انهم ممسوخون من كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية هو جنوب اليمن المحتل الذي عبثوا فيه طيلة تسعة سنين من العدوان على اليمن وما زالوا اليوم يريدون به شرّاً مستطيراً.
في الوقت الذي تنشغل فيه الدنيا كلها لا سيما العرب والمسلمون بما يجري في ارض فلسطين نجد ان دويلة الامارات لا تزال تجد متسعاً من الوقت والفكر للتآمر على اليمن الذي اثبت للعالم كله انه ليس مهد العروبة والشهامة والقيم الأصيلة فحسب بل هو ايضاً حاضرها ومستقبلها.
الهبّة اليمنية لنصرة أهل غزة على الرغم مما تعانيه اليمن ولا تزال اثبتت لكل حرٍّ في هذا العالم ان اليمن ستظل أرض المدد وأن شعبها الأصيل يؤثر شعب فلسطين على ذاته.
لكن بالمقابل لا يزال الأعراب الذين وصفهم النبي بأنهم أشدّ كفراً ونفاقاً يضمرون لهذا الوطن العظيم شرّاً لا يقل عن ما يريده الصهاينة لفلسطين.
يتسابق صهاينة اليهود في الأراضي المحتلة وصهاينة الاعراب في ابوظبي والرياض على مضمار انزال اكبر قدراً من الظلم بحق الفلسطينيين واليمنيين.
على هذا الصعيد كشّر اعلام عيال زايد عن انيابه الصهيونية وعبر احد اذرع الاستخبارات الإماراتية أراد عيال زايد ان يدسوا السم بين ثنايا مضمار البحث اليمني عن السلام المستحق.
وقالت صحيفة العرب الإماراتية التي مقرها العاصمة البريطانية لندن ان مدينة عدن تشهد هذه الأيام سباقاً محموماً مع الزمن عبر المجلس الانتقالي لبلورة ما قالت انه مشروع متكامل للدولة الجنوبية المزعومة لتكون ضمن اجندة السلام التي يجري الحديث عنها وبصوتٍ عالٍ على كل الأصعدة الأممية والدولية والإقليمية.
هكذا تتوهم الأدوات الصهيونية التي ترتدي ثوب العروبة انها يمكن ان تستغل اللحظة التاريخية التي انشغل فيها اليمنيون عن جراحهم بجراح إخوانهم في فلسطين لتمرير مشاريع خبيثة عجزوا عن توطيدها طيلة تسع سنين من الحرب الملعونة على هذا البلد العظيم.
ما عجزت عنه الرياض وابوظبي طيلة اكثر من ثلاثة آلاف يومٍ من العدوان من أجل تفتيت هذا البلد العزيم عبر فصل جنوبه عن شماله وشرقه عن غربه يظن بقايا الأعراب وأدوات الصهيونية الرخيصة انهم قادرون على تمريره في لحظة غفلة من التاريخ.
لكن هؤلاء يتناسون ان اليمن بقيادته الشجاعة ومن خلفها قوته الصاروخية وقطاعاته البحرية وكافة فروعه حينما قرر الانحياز لمظلومية فلسطين فإن ذاك لا يعني على الاطلاق انه سيغفل عن سيادة هذا البلد وتحقيق الاهداف الذي لأجلها صمد اليمنيون في وجه آلة الحرب الكونية التي استهدفته طيلة تسع سنين.
يظن عيال زايد ان اللحظة التاريخية الحرجة التي يمر بها العالم كله ويتجرع صديدها أهل غزة وشعب فلسطين يمكن ان تمكنهم من تنفيذ مشاريع الصهيونية العالمية في بلادنا وعلى رأسها تفتيت هذا البلد وتقطيع اوصاله.
أضغاث أحلام هؤلاء المتصهينين توهمهم بأن ما عجزوا عن تحقيقه عبر تكالب الأمم والجيوش علينا سيقدرون عليه في لحظة انشغالٍ منّا بقضية العرب والمسلمين المركزية مع العدو الأول لهذه الامة وهم اليهود.
أوهامٌ لن يصحو من اضغاثها صهاينة الأعراب إلاّ على وقع صواريخنا ومسيراتنا فهي قد اوقظت الأمريكي والبريطاني من سكرته ولن تعجز عن زعزعة أدوات الأمريكيين والصهاينة وهزّ عروشهم.
من المخجل انه في الوقت الذي توحدت فيه مشاعر المسلمين والعرب والشعوب الحرة كلها تجاه جرائم الصهيونية في غزة التي هي موجهةٌ ضد الإنسانية جمعاء نجد شذوذاً اماراتياً كهذا الذي يريد ان يشتغل اللحظة التاريخية لتمرير مشاريع الصهاينة في هذا البلد العربي الأصيل.
الرسالة التي يجب ان تدركها السعودية والامارات وكل من دار في فلك الامريكان والصهاينة ان طوفان الأقصى لن يجرف كيان الاحتلال فحسب بل سيجرف معه كل الكيانات المجرمة التي تنفذ المشاريع الصهيو أمريكية الخبيثة ومنها ما يقوم به الاعراب في اليمن من مشاريع هدّامة بثوب الانفصالية او دعم الشرعية المزعومة او غيرها.
– المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع