امة اللطيف الحاكم

(لابد من صنعاء وان طال السفر) عنوان مقالي استلهمته من هذه المقولة الشهيرة وانا اكتب عن اليمن الحبيب.
اثنا عشر سنة وانا اتلقى اخبار اليمن من وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث اني لم استطيع معايشة الاحداث في بلادي طيلة هذه الفترة الاستثنائية في تاريخ اليمن من عدوان ظالم وحصار وجرائم يندى لها جبين البشرية.
لكني ومثلي الكثير من المغتربين كانوا يعيشون بأجسادهم خارج الوطن لكن قلوبهم كانت حاضرة في كل بقعة من اليمن الحبيب تحزن لأحزان شعبها وتفرح لفرحهم نواكب كل صغيرة وكبيرة مما يحصل من احداث هنا ويا ليتنا كنا هنا بالفعل.
اخيرا استطعت العودة لزيارة بلادي واهلي بعد استئناف الرحلات في مطار صنعاء، وها انا بالفعل هنا لم يمر على وجودي في صنعاء غير بضعة اشهر ذهبت الى اماكن كثيرة لزيارتها حضرت عدة فعاليات ومسيرات وعدة مهرجانات ومعارض للشهداء وتحدثت الى العديد من الناس واكتشفت ان الغارات والانتهاكات الحقوقية ضد الانسانية وجرائم الحرب في اليمن من قبل التحالف، لم يزد الانسان اليمني الا قوة وعزة وشموخ، اما الارض فقد تخضبت بالدماء وتصلبت وتحجرت واصبحت منيعة لا تالف الا اصحابها وما دونهم تلفظهم مثل البحر لا يقبل الميتة.
تسعة أعوام من الصمود والعزة والكرامة.. تسعة أعوام من النصر والتصنيع الحربي والتسليح بكافة اشكاله أوصل الصواريخ والطيران المسير إلى عمق المملكة.. بل والى عمق اسرائيل.
تسعة اعوام من الاكتفاء الذاتي والصناعات والاستثمارات المحلية وتوسع الزراعة والبناء.
يقابلها خسارة مدوية لدول العدوان وذل وهزيمة وخضوع وانكسار وتخبط فيما بينهم.
ويستمر اليمن وشعبه مقبرة الغزاة ويبقى انصار الله مقتدرين عزيزين حريصين على وطنهم وسيادته وحريته، لا يساومون او يتنازلون او يفاوضون على الحق… لقد قلبوا الطاولة في صالحهم وفتحوا افاق مستقبلية لتحرير مقدساتهم من الكيان الصهيوني بمساندة امريكا وها هو ينقلب السحر على من كانوا ايدي ضليعة في تدمير اليمن وبنيته التحتية وقتل اطفاله.
يقصف اليمن اجزاء من اراضي الكيان الغاصب نصرة لغزة دون استهانة او تردد ووصل طيرانه المسير وصواريخه الى اسرائيل واصاب العالم بالصدمة فبعد كل ما يعانيه اليمن من ثمان سنوات عجاف لم تركعه بل هو من اركع قوى الشر تحت قدميه.
لم يكتفي بذلك بل نشر قواته البحرية على مدى البحر الاحمر في تهديد علني ومباشر للسفن الاسرائيلية وتم حجز احدى السفن الاسرائيلية وقصف احداها في ذهول العالم اجمع.
لم يأتي حصار البحر الاحمر من قبل اليمن في وقت كانت اليمن بحاجة ماسة اليه حيث كانت تتعرض لمختلف الاسلحة المحرمة دوليا تحت صمت العالم وخذلانه وبرغم قدرتها على الرد في وقتها لم تفعل ذلك بل جاء هذا الرد المجلجل للدفاع عن غزة ومظلومية اهل غزة وطبقت شعارها الموجه لأعداء البشرية بكل شجاعة ووفاء بحصارها العادل والجريء على السفن المتجهة لإسرائيل.
لن تتخيلوا مقدار العزة والفخر والعظمة التي شعرت بها وانا اسمع زامل عيسى الليث (ياموج هايج ويا بحر زخار) وهو يتردد اصداءه في كل الانحاء من على سفينة جلاكسي ويزداد قوة كلما اقتربنا بالقارب من السفينة لمشاهدتها.
على الاقل سأعود الى غربتي وانا احمل كل هذه العظمة والفخر والهيبة كوني من نسل هذا الشعب الجبار.

  •  المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع