السياسية:

خلافات كبيرة ومشادات حادّة وصراخ عصف في مجلس الوزراء الصهيوني مساء الخميس، بين الوزراء ورئيس هيئة الأركان الصهيوني من جهة ووزير الحرب ورئيس الوزراء من جهة ثانية. بحسب التسريبات الصهيونية التي نشرتها وسائل الإعلام فإن الجلسة كانت حامية الوطيس، ما دفع نتنياهو لفض الاجتماع. الموضوع الأساسي التي عقدت هذه الجلسة من أجل بحثه هو غزة ما بعد الحرب، وكيف سيكون المشهد في قطاع غزة الذي لم يُبحث أبداً، رغم أن الجلسة كانت منتظرة منذ عدة أيام لدى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية لكنها تحولت إلى “وصمة عار” بحسب تعبير زعيم المعارضة يائير لبيد. هذا جزء من الخلافات الصهيونية الحادّة بين المستويات المختلفة، التي تُظهر حجم التصدع في الكيان المؤقت. فماذا في التفاصيل؟

احتدام الخلاف

نقلت هيئة البث الصهيونية عن وزراء كبار في الحكومة الصهيونية قولهم إن مجلس وزراء الحرب لن يدوم طويلاً، وأن هناك محاولة لتحميل المؤسسة الأمنية مسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. كما نقلت الهيئة عن الوزراء الصهاينة أن الهجوم على رئيس الأركان تم التخطيط له بالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

في هذا السياق، انتقد زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، ووصفها بأنها انحدار جديد غير مسبوق، قائلاً إن وزراء يحاولون إهانة رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يفعل شيئا، مضيفاً أن هذه ليست حكومة بل “كارثة وطنية”. وتابع “لدى “إسرائيل” جيشاً متمكناً وحكومة ضعيفة بائسة”، وذلك على خلفية الصراع الحاصل بين أفراد المجلس الوزاري المصغر بسبب تشكيل فريق للتحقيق في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. الجلسة شهدت مشادات حادة وصراخاً، وهو ما دفع نتنياهو إلى وقفها، مشيراً إلى أن وزراء بالمجلس المصغر هاجموا رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي بسبب تعيين شاؤول موفاز (الذي أشرف على تنفيذ خطة الانسحاب أحادي الجانب من غزة عام 2005).

تجدد الخلاف وترامي الاتهامات

هناك خلافات تطفو على السطح كل يوم بشكل أكبر وخاصة بين رئيس الوزراء الصهيوني ووزير الحرب غالانت، حيث كشفت القناة 12 الصهيونية عن خلاف نشب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، على خلفية منع نتنياهو رئيسي جهاز الاستخبارات “الموساد” ديفيد برنيع، وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك” رونين بار من حضور جلسة لحكومة الحرب. وأوضحت القناة أن غالانت قال لنتنياهو إن منع مثل هذه اللقاءات يضر بأمن “إسرائيل”، في حين نفى نتنياهو وغالانت وجود مثل هذه الخلافات، وأكدا أنهما يعملان معاً من أجل تحقيق النصر في الحرب.

تُظهر هذه الأحداث التوترات الداخلية في الحكومة الصهيونية ، إذ لا تزال سلسلة الخلافات مستمرة بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وقادة الجيش وبالأخص وزير الدفاع يوآف غالانت والتي تتسع الفجوة بينهم يومياً. كما تسلط الضوء على الانقسامات في مجلس الوزراء حول كيفية التعامل مع الأمور الأمنية والسياسية المتعلقة بقطاع غزة وحركة حماس​. بالخلاصة لا يزال يخيّم يوم 7 تشرين على المشهد السياسي الصهيوني ، ولا تزال المستويات السياسية والعسكرية والأمنية الصهيونية غير متوافقة على مستقبل العمليات العسكرية في ظل فشل تحقيق الأهداف المرسومة.

* المصدر: موقع الخنادق
* المادة نقلت حرفيا من المصدر