بقلم أ/ عبدالعزيز أحمد البكير
وزير الدولة في حكومة الإنقاذ
رئيس أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي

يذكرني مدعي الشرعية عبدربه منصور هادي بأبى نواس الحميري الذي نصبه الرومان والأحباش ، ليكون بواب ودليل لاحتلالهم اليمن وشرطي لحماية احتلالهم وسيطرتهم على اليمن وحماية ذلك الاحتلال، ففشل أبو نواس الحميري والرومان والأحباش من التمكن والبقاء في اليمن في منازلة ومقاومة وطنية يمنية للاحتلال استمرت 65 عام ورحل البرتغالي والحبشي الطامع في الاحتلال وعميلهم أبو نواس الحميري أدراج الرياح وظلت اليمن يمناً يتفق أبناءه ويختلفون لكنهم يمنيين فاليمن بيئة طاردة لا تقبل الأجنبي المحتل والعميل المتآمر ..

وهاهو شعبنا يصمد في عامه الخامس واستطاع تغيير المعادلة العسكرية على الأرض لصالح شعبنا اليمني الذي كان جيشه ولجانه يدافعون فأصبحوا اليوم بعون الله قوة هجوم ودفاع لا تُقهر، غير ميزان القوى العسكرية والسياسية لدول العدوان وقياداتها وها هي دولة الإمارات من تقود مع النظام السعودي العدوان على بلادنا وتمونه وتدعمه قد أعلنت انسحابها من تحالف العدوان الذي قِيل أنه للاشتباه بعلاقة يمنية مع دولة إيران وبدون حياء تذهب الامارات لتوقع اتفاقية أمنية مع إيران علناً وتقاتلنا خمسة أعوام لمجرد الشك والاتهام بعلاقة بلادنا مع إيران، كما تُحاصر دولة قطر بتهمة علاقتها مع إيران..

دولة الإمارات لن تأتي لتقاتل اليمن واليمنيين من أجل مبدأ ديني أو وطني قومي عربي أو أخلاقي إنساني إنما جاءت لخدمة أمريكا ومصالحها المشتركة معها لتحقيق صفقة القرن المزعومة التي هي في الحقيقة (صفعة العصر) .. فصمود شعبنا اليمني وأحراره وشرفائه وقياداته العسكرية والقبلية والسياسية التي صمدت بإمكانياتها البسيطة والمتواضعة أمام أعتى عدوان وحرب كونية اجتمع فيها المترفين والمفسدين والمرتزقة والعملاء والمأجورين من الأمة الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الانسانية والدينية لمحاربة الشعب اليمني وحصاره في عامه الخامس حشدوا كل أموالهم وإمكانياتهم لقتالنا فخسروا، فما كان للإمارات التي خافت من صواريخ الصمود اليمني التي وصلت لشريكها في قيادة العدوان النظام السعودي .. وعاش النظام الاماراتي وضع قلق مضطرب وغير مستقر مما يشاهده من صمود يمني ينذره بعدم الاستقرار في المحافظات التي حل فيها بتواطؤ مزعوم الشرعية الكاذبة عبدربه لأن أبناء تلك المحافظات الشرفاء صمدوا 120 عام أمام بريطانيا العظمى في دولتها حتى أُخرجت بريطانيا غير عظمى فكيف يمكن أن يستمر أبناء المترفون السفهاء في احتلال بلادنا وأرضنا آمنين؟!

فلذا أعلنت الامارات انسحابها إعلامياً وسياسياً دون الانسحاب عسكريا وماديا حتى الآن، ويأتي هذا الموقف لما يشهده البيت السياسي الاماراتي من خلافات حول مشاركة الامارات في العدوان على اليمن فأغلبية الامارات المتحدة تلوح في عملية الخروج من هذا الاتحاد إذا ما استمر مشاركة الامارات في العدوان والحرب على اليمن الذي قد يكون لاستمراره نتائج على تماسك وحدة الامارات المتحدة وعلى الاقتصاد الاماراتي وعوامل الاستثمار والاقتصاد برمته من قبل اليمنيين الذي وصل طيرانهم وصواريخهم إلى مطارات وموانئ الاماراتي وهم يدافعون عن بلادهم وأنفسهم.. مما دفع بالقيادة الاماراتية لتطمين أمراء ومواطني الامارات المتحدة والمستثمرين ورؤوس الأموال من خلال توقيع الاتفاق الأمني مع إيران، وهذا ما أقلق النظام السعودي من حرب استنزاف في اليمن الذي أصبحت مصالحه الاقتصادية ومنها مصافي النفط وآباراها في مرمى القوة الجوية اليمنية وطيرانها المسير وصواريخها البالستية، لأن استمرارها سيكون له انعكاس سياسي لنظام الحكم السعودي بين ابناء الملك المؤسس عبدالعزيز وأحفاده من جهة والملك سلمان ونجله وولي عهده محمد بن سلمان من جهة أخرى الذين يعيشون أزمة سياسية وانقسام حاد في نظام الحكم لم تشهد له الأسرة الحاكمة مثيلاً منذ تأسيس الملك عبدالعزيز نظام حكم المملكة الأسري .. وهو بالتأكيد مع استمرار صمود شعبنا ومقاومته لظلم دول العدوان واستمرار انزلاق الملك سلمان ونجله في عملية قتل اليمنيين الأبرياء وحصارهم ، فظلم وعدوان ذلك النظام ودماء اليمنيين ستذهب بحكمهم مما ذهب دم ابن جبير بحكم الحجاج..

وأضيف هنا بأن النظام السعودي و الاماراتي الذي يقود العدوان على بلادنا خدمة لأمريكا والاحتلال الصهيوني رهانا على دعمعهما وقوتهما لبسط سيطرتهم على المنطقة العربية والامة العربية والاسلامية وإذلالها قد فشلت وأفشلها الرئيس الامريكي ترمب الذي استجاب لدعوتهما في إملاء السواحل والممرات المائية الاقليمية والدولية في البحر الأحمر والبحر العربي انه سيأتي لضرب اليمن واحتلال باب المندب وإلى ضرب ومواجهة إيران واحتلال مضيق هرمز وضمان استمرار النظام

وضمان استمرار حكم اولاد زايد رغم أنف امراء ومواطني الامارات ودعم الملك سلمان وولي عهده رغما عن ابناء الملك السعودي المؤسس ابناءه وأحفاده لكنه ‘أي ترمب’ تلك الآمال والتطلعات السعودية الاماراتية حين اعلن أن امريكا لن تكون شرطي لحماية الممرات المائية وغيرها وسمى تلك الدول بالسعودية والامارات واليابان والصين أن تحميها وذلك ما دفع بالاماراتيين الى اقامة اتفاق أمني مع ايران واستعدادها للانسحاب من اليمن والتصالح مع اليمنيين والدور آتي على النظام السعودي الذي نقول له ((ثلاث خذها منا نحن اليمنيون: لن تأمنوا ونحن خائفون ولن تشبعوا ونحن جائعون ولن تناموا ونحن ساهرون)) ونقول لكم المكر السيء لا يحيط الا بأهله ومن حفر حفرة لأخيه أوقعه الله فيها .. ونقول للاماراتيين و السعوديين اننا عرب وأهل أمجاد وحضارة أخرجنا كل غازي وطامع ومحتل صاغر هيناً ذليلاً ونحن وإياكم نقول ما قالت العرب قبلنا (لن تموت العرب إلا متوافية) .. نحن اليمنيون كان ركوننا على الله واعتمادنا عليه فأعزنا الله وهانحن نقف مواقف النصر والصمود في عامنا الخامس دفاعا عن ارضنا وعرضنا لم نعتدي على احد ولم نريد الاضرار او الانتقاص من حق احد من الناس اي كان من العرب او العجم، ونقول لهم انتم اعتزيتم بأمريكا والغرب من دون الله فأذلكم الله على يد من اعتزيتم به..

ونقول لعبد ربه منصور ومن معه كفى كذبا على الله وعلى أنفسكم وشعبكم، ألم يكن كافيا أن يعلن من يقود العدوان والاحتلال والحصار لدعم شرعيتكم المزعومة بحجة التبعية لإيران التي تعلمون حقيقة أنها مبرر وحجة واهية أوهن من بيت العنكبوت وتعلمون كذب النظام السعودي والنظام الاماراتي الذي اعلن في بحر الاسبوع الماضي اتفاق امني مع ايران وشعبنا يقتل ويحاصر بتهمة العلاقة معها ألم يكن كافي لأن تعودوا الى رشدكم وتستغفروا الله وتعتذروا للشعب مما جنيتم بحقه من التشريع لدول العدوان لقتله وحصاره وتجويعه والذي لولاكم لكانت مقدمة جيوشنا التي هي كل اليمن وقبائلها جيوش وجنود فاليمنيين جند الله ورسوله من عهد رسول الله (ص) على موقفهم ثابتين حيث وضعوا فهم أبناء احفاد السابقون من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ورضوا عنه، لولا تواطؤكم وارتمائكم بأحضان العدو ولن أقول خيانتكم احتراما لنفسي ولشعبنا اليمني حتى لا يسجلكم التاريخ في سجل العمالة والخيانة والتآمر على شعبكم ووطنكم وتاريخكم تاريخ أمجادكم من اليمنيين..

الم يكن كافي إعلان الامارات التي تدعمكم وتمونكم بحجة الدفاع عن القومية العربية لقطع أذرعة ايران من اليمن كما قالت وتقولت في اعلامها الم يكن كافي أن لا تقعوا فيما وقعتم له قبل امس في طرد المواطنين الشماليين وحرق ممتلكاتهم وانتم تدعون الشرعية
فأي شرعية تقتل الشعب خمسة اعوام وتشرع لقتله وتعيش بعيدا عن دستور الجمهورية اليمنية وإرادة الشعب الصلبة التي لا مكانة لكم بها ومعها فانتم تعيشون في المنفى وتوجهون مرتزقتكم ومأجوريكم من الجهلة لزرع الفرقة والكراهية بين ابناء الشعب اليمني في محافظاته الشمالية والجنوبية وهي ممارسات فاشلة ويائسة فالوطن اليمن ليس سوبر ماركت لهادي وشركائه ودولة الجمهورية اليمنية ليست بالشور والقول مع حزب او قبيلة او فئة أو جماعة الوحدة اليمنية هدف من اهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر المجيدتين وحقا من حقوق الشعب اليمني كله، والوحدة اليمنية لم تأتي صدفة أو ضربة حظ انما جاءت ثمار نظال وتضحيات طويلة قدمها ابناء شعبنا عبر مراحل طويلة من النظال والحوار اليمني اليمني بين ابناء الشعب ومناضليه وشرفائه بدأت خطوتها على الطريق العملية باتخاذ الخطوات التالية التي وصلت بها الى اليوم المشهود في الـ 22 مايو 1990 م حيث بدأت خطوتها العملية الأولى بما يلي:

1) اتفاقية قمة القاهرة 1962 م

2) بيان قمة طرابلس في 28 /11/ 1972م

3) اتفاقية قمة الجزائر 5 /9/ 1973 م

4) قرارات قمة تعز – الحديدة 12 /11/ 1973 م

5) اتفاق قمة قعطبة 15 /2/ 1977م
6) اتفاق قمة الكويت 10 /3/ 1977 م
7) اتفاق قمة صنعاء 10 /6/ 1979 م

8) اتفاق قمة عدن 5 /6/ 1980 م

9) اتفاق قمة تعز 3 /9/ 1981 م

10) اتفاق قمة عدن سيئون 2 /12/ 1981 م

11) اتفاق مشروع دستور الجمهورية اليمنية في 30 /12/ 1981م

12) اعلان الاتفاق المشهود الذي ناضل شعبنا في سبيل تحقيقه وعقد من اجله القمم والاجتماعات واللجان العديدة وهو إعلان قيام الجمهورية اليمنية الشخصية الاعتبارية الدولية التي قامت بإرادة الشعب اليمني ونضاله على نقيض النظامين الشطريين لما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية الذي ذاب وانقرض بإرادة شعبنا اليمني لينتهي التشطير الذي كان قائما بالنظام الشطري ولم يكن الشعب اليمني مشطر او ممزق بذاته الوطنية وانتماءه اليمني العروبي الاسلامي الايماني التاريخي في الـ 22 من مايو 1990م عبر مراحل تاريخه في الدولة المعينية والسبأية وان اختلفوا في رأي أو تمزقوا بهواء سياسي او مناطقي او جغرافي هنا وهناك لفترة عادوا الى هويتهم اليمنية ووضعهم الطبيعي كيمنيين .

13) دستور الجمهورية اليمنية من عموم الشعب اليمني في عملية استفتاء عام حر ومباشر عام
1991م عمد الشعب كل تلك الاتفاقيات الوطنية والسياسية والقانونية في تصديقه في الاستفتاء العام على دستور الجمهورية اليمنية والدساتير في كل بلدان العالم ومنها بلادنا تعتبر وثيقة وطنية يحرم المساس بها ويجرم الماس بها ويوصف الداعي اليها والساعي بها والمقدم على ارتكابها خائن وطني يعاقب بالسجن في كثير من البلدان والاعدام لجرم فعله الذي تعتدي على حق الشعب وتضر بمصالحه وأمنه واستقراره..

وأخيرا اقول من خلال ذلك لعبدربه واتباعه كفوا وعودوا الى رشدكم ووطنكم وعفوا عن مثل هذه الممارسات التي لم ولن يكتب لها النجاح والنصر في ظل صمود شعبنا اليمني الذي لم يكن جديد عليه في كل التحولات والمواقف التاريخية ومنازلاته ومواجهاته للدفاع عن حقه في البقاء والوجود واستمرار عجلته التاريخية في المسير التي لم يستطع احد ايقافها وسيفشل عدوان المترفين من العرب والعجم الذي يمس بوحدتنا وثوابتنا وقيمنا اليمنية العريقة ولن يفلحوا هم واعوانهم وانصارهم كما فشل الذين من قبلهم..