السياسية:

أدت معركة طوفان الأقصى إلى تزايد شعبية حماس في الضفة الغربية وغزة على نحو غير مسبوق حسب استطلاعات الرأي الأجنبية الأخيرة، حيث ينظر الفلسطينيون بإيجابية لما فعلته حماس من تحرير أسرى من سكان الضفة، وفعّالية القتال المسلّح في صد العدوان المستمر، وصولاً إلى صمود أهل غزة أمام الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال الصهيوني ، واحتضانهم لمقاتلي حماس، والتمسك بخيار القتال حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.

وتشير الاستطلاعات إلى ان حركة حماس التي أغرقت الجيش الصهيوني بحرب استنزاف على أرضها هي في طور تحوّل على الصعيدين العسكري والسياسي، قد تظهر معالمه بعد انتهاء المعركة، ضمن هذا المسار يُظهر استطلاع حديث للرأي العام ( أجري بين 22 نوفمبر و2 ديسمبر) نشرته صحيفة responsible statecraft، أن الفلسطينيين ينظرون إلى حماس على أنها الجماعة الأكثر شرعية في الضفة الغربية وغزة. كما أن 90% من الفلسطينيين يدعون إلى استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتؤكد الصحيفة ان القضاء على حماس بعيد المنال.

النص المترجم للمقال:

تجنبت أغلب وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية مناقشة جادة للسياق التي نشأت به حركة حماس، و”الأسباب الجذرية” للصراع، والآثار طويلة الأجل لقصف كيان إسرائيل العشوائي لغزة، والبُعد الأخلاقي والشرعي للعمليات العسكرية الصهيونية الواسعة في غزة، وتضاؤل مكانة ومصداقية الولايات المتحدة بين الجماهير العربية والمسلمة.

أيديولوجية جهادية عالمية

ركز برنامج حماس السياسي وميثاقها بشكل أساسي على مقاومة الاحتلال وكيان إسرائيل. لم تتبع حماس أبداً العقيدة التوحيدية السلفية المتطرفة الوهابية، المنبثقة عن المملكة العربية السعودية. في معظم تاريخها، لم تؤيد حماس أو تمارس الجهاد العالمي ضد أعداء الإسلام المتصورين، على عكس القاعدة وداعش. كان سياقها العملي دائمًا الساحة الفلسطينية وكان قادتها دائمًا فلسطينيين. قضى العديد منهم سنوات في السجون الإسرائيلية حيث تعلموا اللغة العبرية.
معظم القادة السياسيين لحماس موجودون حاليًا في المنفى في دول الشرق الأوسط المختلفة، خاصة في قطر التي حافظوا على علاقاتهم الوثيقة بقيادتها. وتضم حماس أيضا جناحاً سياسياً شارك على مر السنين في المؤسسات الحاكمة في الضفة الغربية وغزة، وجناحاً عسكريا (كتائب القسام) قام ببناء قوة قتالية، عملت على تخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد كيان إسرائيل.

إن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس كحركة بعيد المنال. وتصفية القادة العسكريين الحاليين لحماس ستجلب كادراً جديداً من القادة إلى القمة. وقد وضعت حماس، مثل منظمات المقاومة الأخرى، خططاً لخلافة قادة الصف الأول، بقادة من مستويات الثانية والثالثة والرابعة. وركزت وكالات الاستخبارات الأمريكية والصهيونية في الغالب على المستوى الأول مع معرفة ضئيلة بمستويات القيادة التي تقل عن ذلك. كما لم يركز صانعو السياسة الصهاينة والأمريكيون بعد على تحول بعض القادة العسكريين لحماس من أيديولوجية دينية محلية وقومية تقاوم الاحتلال الصهيوني وتدعو إلى دولة فلسطينية إلى أيديولوجية جهادية عالمية.

الطريق إلى الحل

يُظهر أحدث استطلاع للرأي العام في الضفة الغربية وغزة ارتفاعاً كبيراً في شعبية حماس في كلتي المنطقتين، حيث دعا ما يقارب 90٪ منهم إلى استقالة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله. ووجد الاستطلاع أيضاً (الذي أجري بين 22 نوفمبر و2 ديسمبر) أن الفلسطينيين ينظرون إلى حماس على أنها الجماعة الأكثر شرعية في الضفة الغربية وغزة.

ويشمل الطريق إلى الحل خطوتين حاسمتين أساسيتين لحل الصراع:

أولاً، يجب النظر إلى الصراع الأوسع في سياق التطلعات السياسية والأمنية والاقتصادية وحقوق الإنسان لكلا الشعبين بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

ثانيًا، يجب على واشنطن إشراك ممثلي الحكومة والمجتمع من الصهاينة والفلسطينيين والدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في محادثة جادة، خاصة في البداية، حول الوضع السياسي طويل الأجل لفلسطين والذي يتجاوز حماس والسلطة الفلسطينية الحالية في النظام في رام الله.

* المصدر: موقع الخنادق
* المادة نقلت حرفيا من المصدر