أحمد يحيي الديلمي 

   لم تكن الصدفة وحدها سبب تزامن اخر للجرائم البشعة التي ارتكبها تحالف العدوان الامريكي السعو اماراتي ضد المواطنين الامنين بسوق ال ثابت مديرية قطابر محافظة صعدة مع الجريمة الاكثر بشاعة في مديرية ضحيان من نفس المحافظة التي استهدفت حافلة اطفال المدارس وحالت بينهم وبين استكمال رحلة الوفاء للابطال الميامين من شهداء الوطن .

   من خلال استقصاء العديد من الجرائم التي اقترفها المعتدين على مدى اربع سنوات ونصف تتضح الاسباب الحقيقية للتزامن .

   استنادا الى ان عدد من المجازر تم اختيار ازمنتها بعناية ليتم اقترافها في الاشهر الحرم وفي هذا دليل قاطع على الدور الخفي لامريكا والمشاركة الفاعلة لدولة الكيان الصهيوني تبعا للتقارير الغربية التي اوضحت مشاركة طيارين صهاينة في تنفيذ بعض الهجمات مثل الصالة الكبرى وعطان ونقم ومجزرة العرس في سنبان .

   اما امريكا فان مشاركتها تبدو واضحة من اختيار زمن اقتراف الجرائم في الاشهر الحرم والقصد واضح يعني استهداف قيم واحكام الاسلام الحُرم وهي رجب ، ذي العقدة، ذي الحجة ،محرم التي حرم الخالق سبحانه وتعالى قتال الاعداء إلا للضرورة القصوى ،فكيف اذا كان المسلم يقتل مسلم بنفس مشاهد التوحش وجنون الانتقام المجسدة لنزعات الابادة المجنونة وجرائم الحرب المسبوقة بالاصرار والترصد والهدف بالنسبة لامريكا تهيئة المسلمين للتخاذل والاستلاب والتهاون الى حد عدم الالتزام بتعاليم ومضامين الدين والتقاعس عن اداء التكاليف العبادية .

  هذا المسعى الامريكي تعاظم بعد احداث سبتمبر 2001م وما اعقبها من صخب وتهويل وتصويب السهام باتجاه ما سمي بالارهاب الاسلامي مما اصاب الانظمة العربية والاسلامية وجعل القادة يتدافعون للحج في البيت الابيض واعلان الولاء والطاعة العمياء للطاغوت الامريكي مع علمهم انها هي التي استغلت جهلهم لتنمية جذور التطرف الديني بقصد اشعال الحرائق داخل الدول العربية والاسلامية .

  في محاولة بائسة لترجمة الرغبات الجيشية وتحسين صورة دولة العام تبنت فكرة اعلان الحرب الكونية ضد الارهاب وجعلت عددا من الانظمة العربية والاسلامية اطرافا فاعلة فيها .

  تحت هذه المظلة تدفع بالتضامين السعودي والاماراتي الى الامعان في الاسائة الى قيم وتعاليم الدين باقتراف ابشع الجرائم في المواضع التي تحرم فيها الحروب وهنا تبرز اكثر قاعدة (طاغوت امريكا وجهالة حكام العرب والمسلمين ) .

 الارياني ومشاهد التوحش :-

  بينما كانت جثث مرتادي سوق ال ثابت في قطابر لاتزال تحت الانقاض واشلاء الاطفال والنساء متناثرة والجروح نازفة والطائرات المعتدية محلقة في سماء الجريمة بكل صفاقة خرج ما يسمى بناطق التحالف لاعلان التنصل عن الجريمة واسنادها الى صواريخ الكاتيوشا الحوثية حسب زعمه .

  وتوالت مواقف التنصل كان اكثرها ايلاما على النفس اصوات جوقة المرتزقة والعملاء وهي تسوق الظلال وتكرر مزاعم المعتدين في المقدمة المدعو معمر الارياني المسمى وزيرا للاعلام فقد انطلق من مسافات الفراغات الهلامية لتجريم وادانة الضحية وتبرئة المجرم باسلوب همجي يثير السخرية والضحك بنيران البكاء والمثير للضحك الى حد السخرية ان الذريعة الاساسية ممثلة في دعوى انه تم الضرب في قطابر لان ابنائها موالين للشرعية نفاه الواقع فالشهداء والجرحى كلهم من العمال الباحثين عن ارزاق ابنائهم وجلهم من ريمة وحبيش وهذا يكذب الادعاءات ويجعلها باطلة .

  وهو ما جعل امواج الدعاية الاعلامية الضالة تفشل ولم تفلح في قلب الحقائق .

  مشاهد التوحش قدمت المشهد كما هو عليه في الواقع وهي نفس المشاهد التي قادت الارياني وامثاله الى مربعات الخيانة والعمالة والتآمر .

  ومن نفس مناطق الدمار والخراب واشلاء الابرياء من الاطفال والنساء وارادة المجاهدين الابطال سيتوهج النور الساطع ليسقط كل الخيانات ويضيء الاجيال طريق العزة والكرامة وان غدا لناضره قريب .