محور المقاومة في كامل الجهوزية حال اُستؤنف العدوان الصهيو-أمريكي على غزة
السياسية || تقارير :
بناء على متغيرات الأيام الأخيرة بعد إعلان الهدنة المؤقتة بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، فمن المؤكد أن جبهة اليمن ستبقى مفتوحة وممتدة وجاهزة مع كافة أعضاء محور المقاومة لدعم المقاومة الفلسطينية ما يعني أنها على كامل الجهوزية للتصدي حال استأنفت قوى العدوان الصهيوامريكي عدوانها قطاع غزة.
ولعل الترجمة المباشرة في حال استئناف قوى العدوان الصهيو-أمريكي عدوانها الدموي على قطاع غزة، تتمثل فيما أعلنته القوات المسلحة اليمنية استمرارها في تنفيذِ عملياتها العسكرية ضد العدو الصهيوني حتى يتوقفَ العدوان على قطاع غزة وتتوقف الجرائم البشعة على إخوانِنا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة.
فمن بوابة إظهار استعداداتها للمواجهة مع قوى العدوان الصهيو-أمريكي أكدت الضربات اليمنية أن القوة الجمعية لمحور المقاومة تقف في حيز جديد تدفع العدو الصهيوني إلى إدراك أنه محاصر ومطارد ومُستهدف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها.
وفي هذا الإطار، فإن العمليات التي قامت بها اليمن إلى جانب العمليات العسكرية لحركات المقاومة منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” يشي بتحوّل منظومة محور المقاومة من الدفاع الاستراتيجي إلى الهجوم الاستراتيجي والذي يعتمد على طول المدى العملياتي، وزيادة القدرة التدميرية، وتحسين دقة الاستهداف والرصد.
كما أن المعطيات تشير بمجملها، أن ما قامت به القوات المسلحة اليمنية باستهداف عمق الكيان الغاصب، وميناء إيلات بالذات، ومواقع أخرى إستراتيجية شلّت المدن الصهيونية خطوة عملية من مدخلات المعادلة الإقليمية الجديدة، لمحور المقاومة، القائمة على استنزاف مقدرات العدو الصهيوني في أكثر من محور ورفع مستوى التدخل الميداني العسكري كمّا ونوعا، والتي ستغير معادلة الصراع والحرب على غزة.
العمليات بحدّ ذاتها هي تأكيد على أن القوة العسكرية اليمنية المتصاعدة أصبحت بمثابة التوأم للقوة العسكرية الكبيرة والاستراتيجية التي يمتلكها محور المقاومة والتي ترسي من خلالها معادلة أن قواعد الاشتباك القديمة لم تعد قائمة، وأن جبهات القتال أصبحت موحدة على امتداد ساحات محور المقاومة.
كما أن هناك رابط وثيق بين العمليات اليمنية وبين العمليات البطولية التي قامت بها فصائل وقوى محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا ما يؤكد أن خطط القادة الميدانيين لقوى المقاومة قد اتجهت باتجاه المنحى الإيجابي، لخريطة العمليات التكتيكية والاستراتيجية وتبادل الأدوار بين ساحات المقاومة ممل يسهل عليها الانتقال من خطة إلى أخرى والتكيف مع ظروف معركة طوفان الأقصى بسلاسة ملحوظة.
هذه الضربات اليمنية معطوفة على عمليات ميدانية لحركات وفصائل محور المقاومة جعلت الأوساط العسكرية الصهيونية تحذر من أن الخشية لم تعد من تدفق الصواريخ من اتجاهات عدة نحو فلسطين المحتلة فحسب، بل أيضاً من دخول هذه العمليات عصراً جديداً لم تعد معها قوى العدوان الصهيو-أمريكي قادرة على تجاوزها، نظراً لأنها باتت أمرا واقعا وتهديدا ماثلا.
كما أنها رسالة نارية وجهتها قوى محور المقاومة الى العدوان الصهيو-أمريكي بأن لديها قوة القرار والإمكانيات العسكرية والنوايا الواضحة، التي ستجعل الكيان الصهيوني يفكر دائماً في المفاجآت الكثيرة النوعية التي باتت قوى المقاومة تفاجئه بها في كل حرب يشنها على الشعب الفلسطيني.
وهناك حقيقة أخرى لا تقل أهمية عما تقدم هي أن ما كان يخاف منه العدو الصهيو-أمريكي تحسباً لتقدم محور المقاومة على كافة الجبهات، قد حصل بعد أن بدأت قوى المقاومة بإرسال رسائلها من ساحة أبعد من الساحة الفلسطينية، وذلك بعد أن كسبت حركات المقاومة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق الرهان باستهداف عمق الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية في المنطقة، كجزء من خطة أوسع تشمل العديد من الجبهات العسكرية وأوراقاً أخرى تستخدمها فصائل المقاومة وفق الظروف الميدانية للمعركة ومتطلّبات الحاجة الفلسطينية إلى تصعيد الموقف.
إلا أن حماوة الرسالة الأهم التي أرادت قوى المقاومة تظهيرها هي الوصول إلى التماس المباشر مع الجانب الأمريكي وذلك ردا على رسائل التهديد التي أرسلها ليمنع أي طرف من أطراف حركات المقاومة، من التفكير في الوقوف في وجه الكيان الصهيوني ودعم المقاومة الفلسطينية.
لذلك أسقطت عمليات محور المقاومة أهداف العدوان الصهيو-أمريكي منذ بدء الحرب على غزة، المتمثلة بضبط إيقاع المعركة تحت سقف العمل على إنهاء وجود قوى المقاومة الفلسطينية على أرض فلسطين.
كما أن العمليات العسكرية تمثل رسالة تتجاوز الكيان الصهيوني إلى أمريكا وبقية الدول الغربية الداعمة سياسيا وعسكريا للعدوان على غزة بأن مصالحهم في المنطقة، تحت مرمى نيران فصائل المقاومة بشكل مباشر في حال عاودت عدوانها الإجرامي على الشعب الفلسطيني.
والأهم من كل هذا هو أن الجيش اليمني بتكاملية عمله مع قوى المقاومة نجح بإسقاط منظومة الخطط الأمريكية الساعية إلى تثبيت النفوذ الصهيوني في المشرق العربي وفق المشروع الصهيوني الذي ينظر للمنطقة على أنها مجال حيوي له.
باختصار، قلبت قوى المقاومة بكل أركانها الطاولة على كل الحسابات الصهيو-أمريكية بعد أن أرست وقائع متغيّرة لا تكفل بكسر طوق العدوان الصهيو-أمريكي فحسب، بل أنها في أهبة الاستعداد في حال عدم استمرار الهدنة ما يعني أن جبهات محور المقاومة لم تعد منفصلة عن غزة، وسيتم الرد على أي اعتداء تقوم به قوى العدوان ولو كلف الأمر الذهاب الى حرب مفتوحة وشاملة لتكريس الردع والحفاظ على المعادلات الضربة مقابل ضربة والتي تضمن محاربة المحتل الصهيوني وطرده بالكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها.
سبأ