إسرائيل تواجه المقاومة بالتزييف والتضليل
السياسية:
منذ الساعات الأولى التي تلت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، والتي شكّلت صفعة مدويّة في وجه الاحتلال، سارع مسؤولو الكيان المؤقت، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة المتطرفة بنيامين نتنياهو، إلى محاولة التسويق الإعلامي والتضليل وتشويه الحقائق عبر الادعاء بارتكاب المقاومين لجرائم وانتهاكات بحق المستوطنين خلال العملية.
ولم يتوقف مسار التضليل وتشويه حقيقة ما حصل عند الإسرائيليين فقط، بل طال الإدارة الأمريكية والمؤسسات الإعلامية الأمريكية أيضاً، الذين شاركوا بحملة ممنهجة وواسعة. ففي الأيام الأولى للمعركة، تولى الرئيس جو بايدن وكبار مسؤولي الإدارة الأمريكية توجيه كبرى وسائل الإعلام عندهم بطريقة غير مباشرة، عبر أكذوبة قيام مقاومي القسام بذبح وقطع رؤوس أطفال المستوطنين. ومن بعد غياب الأدلة على صحة ادعاءات الرئيس بايدن، كان للوسائل الإعلامية دور كبير في نشر الصور المفبركة لـ “طفل محترق” عبر الذكاء الاصطناعي.
مسلسل المستشفيات
وفي السياق نفسه، لم يتوقف كيان الاحتلال ولا مسؤولوه السياسيون والعسكريون ووسائله الإعلامية، من استكمال تضليلهم وتشويههم للحقائق، عند ما حصل في 7 أكتوبر، بل أكملوا ذلك بما يمكن وصفه بمسلسل المستشفيات:
_ في البداية، الادعاء بأن مستشفى المعمداني يضم مراكز أو منشآت تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية. وبعد تنفيذ مجزرتهم هناك، وانتشار الفيديوهات التي توثق الدليل المحكم عن مسؤوليتهم عنها، قاموا باختراع كذبة صاروخ حركة الجهاد الإسلامي، وأنه هو السبب في حصول المجزرة.
_ ثانياً، الترويج من خلال جميع الوسائل، بأن المستشفيات والمقار الصحية المختلفة، خاصة مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الرنتيسي والمستشفى الإندونيسي، تحوي أو يقع تحتها مقار لفصائل المقاومة. وقد حاول المتحدث باسم جيش الاحتلال العميد دانيال هغاري والمتحدثين التابعين لوحدته، القيام بمسرحيات دعائية، علها تساعدهم على إقناع الرأي العام العالمي بذلك، لكنهم فشلوا في ذلك فشلاً ذريعاً، بل وقد تحولوا الى رموز للسخرية من قبل آلاف الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما باتت كبرى وسائل الإعلام العالمية تشكك بمصداقية فيديوهاتهم مثل قناتي الـBBC والـCNN على سبيل الذكر لا الحصر.
أسباب التضليل
_ يحاول الكيان تحويل صورة الهزيمة النكراء التي لحقت به في عملية طوفان الأقصى، وما لحقها من صمود أسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم آلاف المجازر وأكثر من 12 ألف شهيد (جلّهم من الأطفال والنساء)، وافتضاح جرائمه ضد الإنسانية عالمياً، إلى صورة مظلومية له ولمستوطنيه.
_ كما يحاول كيان الاحتلال استعطاف الرأي العام العالمي، بعد خساراته الميدانية الفادحة، بعدما كان يروّج دائماً بأنه القوى العسكرية الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، وأن جنوده وقادته العسكريين هم الأكفأ من نظرائهم حول العالم، وأن أسلحته هي الأفتك والأكثر تطوراً حول العالم. فيما هو عاجز بشكل تام وكبير، أمام بضع آلاف من المقاومين المحاصرين منذ أكثر 17 عام، الذين استطاعوا إيقاع الخسائر الكبيرة في صفوفه، بوسائل غير متكافئة.
فيلم جديد
سيقوم ممثلو الاحتلال حول العالم خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بعرض مقاطع فيديو ووثائق، تزعم قيام المقاومة الفلسطينية ومجاهديها، بارتكاب جرائم ضد المستوطنين خلال عملية طوفان الأقصى، الذي سقط منهم ما لا يقل عن 364 قتيل برصاص المروحيات الإسرائيلية وهذا ما اعترفت به شرطة الاحتلال بنفسها ونشرته صحيفة هآرتس العبرية.
لذا من غير المستبعد، بعد مرور أكثر من 45 يوماً على العملية، أن تقوم إسرائيل بفبركة الكثير من الأكاذيب، وقد تستخدم لذلك ما وصل اليه التطور التكنولوجي في الوسائل والتطبيقات، خاصةً فيما يعرف بتقنيات التزييف العميق في مجال الذكاء الاصطناعي.
* المصدر: موقع الخنادق اللبناني
* المادة نقلت حرفيا من المصدر