خبراء يحذرون من قنبلة موقوتة عائمة في البحر الأحمر
بقلم: كريستوف زايدلر
(مجلة “در شبيجل” الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-
يحب السياح الغطس في الشعب المرجانية بالبحر الأحمر. لكن الخبراء يحذرون من أن المنطقة قد تواجه كارثة بيئية. السبب هو الخزان العائم “خزان صافر” الموجود قبالة ساحل اليمن.
تم تركيب خزان صافر العائم في العام 1987 في السواحل قبالة اليمن وهو عبارة عن خزان عائم وسفينة للتفريغ، وهو المحطة النهائية للنفط المنتج الذي يتم تصنيعه في مصفاة مأرب التي تبعد مسافة 400 كيلو متر ويتم نقله عبر خط أنبوب مأرب رأس عيسى.
توقف هذا الخزان عن العمل في منذ العام 2015 بسبب الحرب الأهلية وهذا ما يسبب الآن قلقًا كبيراً للخبراء. فهم يحذرون من كارثة بيئية محتملة في البحر الأحمر.
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن فريقاً من خبراء الأمم المتحدة يخطط لإجراء زيارة في الأيام المقبلة لتقييم هذا الخطر على نحو أفضل. ومع ذلك، فقد شكا مارك لوكوك، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن عمليات التفتيش المخطط لها قد فشلت بالفعل عدة مرات.
يتم التحكم في المنطقة التي تقع فيها السفينة من قبل جماعة الحوثيين الشيعة الذين يقاتلون الحكومة اليمنية بدعم من إيران. في حين تقدم المملكة العربية السعودية الدعم الكبير لهذه الحكومة. ووفقاً لاتفاقية وقف إطلاق النار، انسحب الحوثيون رسمياً من المدن الساحلية.
34 خزان وخطر انفجار:
في الأساس، كانت مشكلة خزان صافر معروفة منذ مدة، ولكن من الصعب تقدير مداها على نحو دقيق. من بين الأخطار الوشيكة، بالإضافة إلى حدوث انفجار محتمل، أن جسم الخزان يتآكل.
تحذر الحكومة اليمنية – ربما لا يخلو هذا التحذير من دوافع خفية – من أن جزء الناقلة في منطقة الحوثيين يحتوي على ثلاثة أضعاف كمية النفط الموجودة على متنها كما كان الحال في مصيبة تسرب النفط من الناقلة “إكسون فالديز” في مارس 1989 في ألاسكا.
ونقلت صحيفة الجارديان عن دوغ وير، رئيس مرصد النزاعات والبيئة في النرويج ، قوله إن “احتمال حدوث حادث بيئي خطير” أمر واضح، خصوصا إذا لم يتم تقدير حجم الضرر حتى موعد زيارة فريق خبراء الأمم المتحدة.
وقد نشر مرصد النزاعات والبيئة في النرويج بالفعل تقريراً عن الناقلة في في مطلع العام. تحدث التقرير، من بين أمور أخرى، عن أنه لم يتم تشغيل الآلات في خزان صافر لسنوات بسبب انعدام الديزل. من الواضح أيضاً أن الخزان الذي تم بناؤه في العام 1976 في اليابان بجدران أحادية. بمعنى آخر، إذا ظهرت فتحة، فإن محتويات السفينة ستصب مباشرة في البحر.
تبلغ سعة الخزانات البالغ عددها 34 خزاناً في خزان صافر حوالي ثلاثة ملايين برميل من النفط ، وتشير التقديرات إلى أنها في الوقت الحالي ممتلئة بمقدار الثلث. قد يكون من الخطورة بمكان أيضا تشكل الغازات المتفجرة في الجزء الفارغ من الخزان.
تقدر “الجارديان” قيمة النفط على متن السفينة بمبلغ 80 مليون دولار (حوالي 71 مليون يورو). ويطالب الحوثيون بضمان حصولهم على المال من البيع. ومع ذلك، سيتطلب ذلك توضيح ذلك مسبقًا لمن قد يتم تصدير المحتوى.
وقد حذر دبلوماسي الأمم المتحدة لوكوك مجلس الأمن من أن مساحة كبيرة من شواطئ البحر الأحمر قد تتلوث إذا انفجرت الناقلة أو حدث ثقب في جسم السفينة.
وتبعد الشعب المرجانية قبالة الغردقة على بعد حوالي 1600 كيلو متر جوي من خزان صافر.