أصداء واسعة النطاق للعملية اليمنية بالاستيلاء على سفينة صهيونية في البحر الأحمر
السياسية: مرزاح العسل
أثارت العملية العسكرية اليمنية في البحر الأحمر، بالاستيلاء على سفينة صهيونية واقتيادها إلى سواحل اليمن أصداء ومواقف عربية ودولية واسعة النطاق، عبرت معظمها عن السعادة الغامرة لهذه العملية باعتبارها حدث هام في سبيل وقف المحرقة الصهيو-أمريكية بغزة والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء.
فمنذ اللحظات الأولى لعملية الاستيلاء على السفينة الصهيونية (جالاكسي ليدر) التي نفذتها القوات البحرية اليمنية، في البحر الأحمر، والتي تتبع رجل الأعمال الصهيوني “رامي أنغر”، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف النُشطاء والكُتاب والسياسيين محلياً وخارجياً وغلب عليها التأييد لهذه العملية التي لامست تطلعات الشعب اليمني خصوصاً والشعوب العربية عموماً.
وعبر معظم الناشطين عن مواقفهم المؤيدة والداعمة للعملية اليمنية.. داعين الشعوب والأنظمة العربية والمسلمة للمسارعة بخطوات مماثلة ضد العدو الصهيوني الغاصب في سبيل وقف عدوانه الهمجي على قطاع غزة.
ولا زالت تتوالى حتى الآن الأصداء والمواقف الداعمة والمؤيدة والمُشيدة بهذه العملية، سواء على وسائل الإعلام العربية والدولية أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، أشاد المحامي والنائب السابق في مجلس الأمة الكويتي الدكتور عبدالحميد عباس دشتي، في تدوينة له بالعملية وأثنى على قوات صنعاء، وفي الوقت نفسه سخر من كيان العدو الصهيوني وضعفه.. لافتاً إلى أن عمالة بعض العرب هي التي جعلت هذا الكيان يستقوي عليهم.
ووصف دشتي أهل اليمن بأنهم فخر الأمة وعمادها وأشجعها.. قائلاً: “سلام الله عليكم يا أهل اليمن، يا أطهر وأنقى وأشجع العرب، أنتم فخر الأمة وعمادها، والروح التي انبثقت بالعروبة بعد موتها”.
من جهته.. قال رئيس مجلس الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان يحيى الحديد تعليقاً على العملية: “إن اليمن وضع العالم بين خيارين إما إيقاف الإبادة الجماعية في غزة وإما طوفان باب المندب”.. مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك مواقف ستدين اليمن لأنه انتهك القانون الدولي للبحار في حين أنهم نسوا القانون الدولي الإنساني ونسوا اتفاقية جنيف لحماية المدنيين.
بدوره.. كتب الصحفي عبدالباري عطوان، في تدوينة له بمنصة “إكس”.. قائلاً: “اليمني إذا قال فعل، اليوم يستولي على سفينة تابعة للاحتلال وغدا فرقاطة أمريكية عسكرية وبعد غد ربما ينفذ تهديداته بإغلاق باب المندب”.. مضيفاً: “إنه زمن الرجال واشهد بالله أنهم رجال، وفلسطين في أعماق قلوبهم وضمائرهم دائما”.
من جانبه، كتب سفير السلام وعضو الـمم المتحدة سامح عسكر على صفحته في منصة “إكس” تفاصيل عن السفينة الصهيونية “جالاكسي ليدر”.. قائلاً: “إن حمولتها 48 ألف طن، وطولها 149 متر، وهي مخصصة لنقل المركبات، وعليها طاقم عشرات الأشخاص”.
وأكد أن “العالم بهذه العملية أمام حدث خطير ومفصلي سيقلب خطوط التجارة ويهدد حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، وليس أمام المجتمع الدولي إلا عدة خيارات: إما يعلن الحرب على اليمن وهذا صعب، لأن اليمن حوت كبير ومستنقع لمن يدخله، أو أن الغرب يضغط على العدو الصهيوني بشكل عملي لوقف مجازره وهذا أسهل.. وإما أن العدو الصهيوني يعلن الحرب على اليمن، وهذا الخيار سيؤدي لتدمير واحتجاز مزيد من سفنه.. وإما أمريكا تتدخل عسكريا وقتها الرد اليمني سيكون ضد السفن الأمريكية أيضاً.”
وشدد على أنه إذا ما اختار العدو الصهيوني الخيارات الثلاثة فسيكون العالم أمام غلق عملي لمضيق باب المندب، وبهذا تكون حرب غزة قد اشتعلت وتوسعت أكثر مثلما حذر العديد من قادة العالم.
مواقف اليمنيين والعرب عامة والفلسطينيين بشكل خاص عبرت في مجملها عن فخرهم وسعادتهم بما قامت به القوات اليمنية.. مشددين على أن ذلك أمر يثير الدهشة ويستحق الاحتفال.
كما أيد العديد من المدونين بيان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، مرسلين الشكر لكل من ساهم في نجاح هذه العملية كونها انتصارا للمظلومين في غزة.
فصائل المقاومة الفلسطينية أشادت بالعملية اليمنية البطولية.. معتبرة إياها ترجمة حقيقية لمواقف الشعب اليمني وتعكس إيمان الشعب اليمني وقيادته بواجب الإسناد العربي الإسلامي للشعب الفلسطيني وواجبات الأمة لنصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب المقاومة ووقف العدوان الوحشي الظالم الواقع على الشعب الفلسطيني المُحاصر.
ومن تلك الفصائل حركة الجهاد الإسلامي، حركة حماس، حركة فتح الانتفاضة، حركة المجاهدين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين… وغيرها.
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن تمكن المقاومة اليمنية من السيطرة على سفينة صهيونية يُدخل المعركة مرحلة جديدة.. مشددة على محور المقاومة يُسجل صفحات مُشرقة ويُسّطر أروع صور الإسناد لفلسطين ومقاومتها.
ويشار إلى أن العدوان الصهيو-أمريكي على غزة أوجد حالة التفاف واسعة مع القضية الفلسطينية على امتداد العالم، ووحد العالم في هذا الإطار، وأعاد الاعتبار لخيار المقاومة الشاملة وشعار وحدة الساحات.
ويأتي الموقف اليمني الاستثنائي من موجبات دينية ووطنية وأخلاقية، بعد أن بلغ الموقف العربي والإسلامي مبلغاً اتسم بالخضوع والرضوخ للإملاءات الأمريكية والأوروبية، وهو ليس وليد اليوم بل له تاريخ طويل قدم خلاله الشعب اليمني العديد من الشهداء في محراب القضية الفلسطينية.
ووصف العديد من الكُتاب والصحفيين العرب بأن هذا الموقف التاريخي يُحسب لصنعاء باعتبارها أول دولة تتخذ موقف عملي مساند للشعب والقضية الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن أي عمل عسكري ضد اليمن سيؤدي إلى مضاعفة التوتر في البحر الأحمر بل قد يؤدي إلى إغلاقه أمام الملاحة بشكل كامل لأن أية عمليات عسكرية ضد اليمن ستكون من البحر وبالتأكيد أن اليمن سوف يرد في ذات البحر وهنا سيتوقف العالم أمام هذا التطور الخطير.
الجدير ذكره أن التاريخ سيسجل في أنصع صفحاته بأن اليمن الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت الحرب على كيان العدو الصهيوني بشكل رسمي، فيما كان الواجب على 57 دولة عربية وإسلامية إعلان الحرب وتوجيه كل امكانياتها لنصرة القضية الفلسطينية التي كانت ولازالت تشكل القضية المركزية للعرب والمسلمين.