السياسية – المحرر السياسي :

  بعد ان فشلت دول العدوان ومرتزقتها سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا لجئت الى الورقة الاقتصادية لتركيع شعبنا اليمني من خلال سلسلة من الاعمال العدائية في الجانب الاقتصادي تهدف من خلالها الضغط للحصول على مكاسب لم تستطع تحقيقها عسكريا وسياسيا .

  وفي الحقيقة فان الجانب الاقتصادي على درجة عالية من الخطورة والاهمية يفوق احيانا كثيرة الجانبين العسكري والسياسي في تركيع الانظمة واسقاطها وشواهد التاريخ كثيرة على ذلك .

  عندما عجزت الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا الغربية في تدمير المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي عسكريا وسياسيا لجئت الى الجانب الاقتصادي وحاصرتهما اقتصاديا ونجحت في اسقاط المنظومة الاشتراكية وتفكيك الاتحاد السوفيتي وهو ما تلجأ اليه حاليا الدول الاستعمارية الولايات المتحدة واوروبا الغربية في حربها الاقتصادية على العديد من الدول التي رفضت الانصياع الى الاملاءات الامريكية والغربية كسوريا وفنزويلا وايران وحتى جمهورية روسيا الاتحادية .

  وعملت امريكا ودول الغرب الاستعماري على تطويق هذه الدول وغيرها بسلسلة من العقوبات وفرض الحصار الاقتصادي عليها .

  والحال كذلك في بلادنا فقد لجئت دول العدوان ومرتزقتها الى سلسلة من الاجراءات الاقتصادية المجحفة في حق شعبنا اليمني كتعويم الريال اليمني وطباعة عملة جديدة دون سند مالي وقانوني وعدم صرف المرتبات والاستمرار في اغلاق مطار صنعاء وحصار الموانئ بهدف الضغط على الطرف الوطني لتقديم تنازلات سياسية وعسكرية لدول العدوان والمرتزقة الذين عجزوا على مدى اربع سنوات من العمل السياسي والعسكري من تحقيق أي نصر يذكر .

  وهاهم اليوم يلجؤون الى الجانب الاقتصادي وهو جانب كما هومعلوم على ارتباط وثيق بحياة المواطن المعيشية ويؤثر بشكل مبالغ سلبا على مجمل السكان .

لقد كان قرار منع تدوال العملة التي تم طباعتها من قبل دول العدوان والمرتزقة اكثر من صائب لحماية الاقتصاد الوطني من الانهيار فالمعلوم ان ضخ العملة الى السوق سيؤدي الى مخاطر كارثية بحسب خبراء ومحللين اقتصاديين ابرزها حدوث تضخم وتدني قيمة العملة الوطنية وهو ما بدأ بالفعل كما سيؤدىي الى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن وتحمله لاعباء جديدة لايستطيع الوقوف امامها .

  واليوم يواجه شعبنا اليمني بصمود كبير هذه الحرب الاقتصادية التي فرضتها دول العدوان ومرتزقتها على المواطن اليمني فيما المطلوب من القيادة السياسية في صنعاء مواجهة هذه الحرب باجراء ات عملية تخفف من وطئة الضرر على المواطن والبحث عن بدائل اقتصادية كتشجيع الانتاج الزراعي والصناعي المحلي وخلق فرص عمل جديدة والتعامل بمرونة مع الوضع الاقتصادي والعمل بكل الوسائل المتاحة بإفشال مخططات دول العدوان ومرتزقتهم .