عودة القوات الأمريكية إلى الاراضي السعودية ردا على تصعيدات الإيرانية
نُشر المئات من القوات الأمريكية على أراضي المملكة بعد غياب دام 16 عاماً, وذلك لمواجهة ما يصفه مسؤولون أمريكيون إنها تهديدات من جانب طهران.
بقلم غوردون لوبولد ونانسي يوسف
(صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ترجمة: نجاة نور– سبأ)
قال مسؤولون أمريكيون أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ستقوم بإرسال المئات من القوات الأمريكية إلى السعودية كجزء من الحشد لمواجهة التهديدات المحتملة من قبل إيران وحلفائها، في إشارة إلى عودة التواجد العسكري الأمريكي إلى المملكة بعد انسحابها منها عام 2003.
كما صرح مسؤولون وخبراء أن القوات الأمريكية ستتمركز مرة أخرى في قاعدة الأمير سلطان الجوية، والتي كانت قد اُغلقت أمام الجيش الأمريكي منذ سقوط بغداد في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق.
هذه الخطوة تأتي وسط مواجهة بين إدارة ترامب والكونجرس بشأن مبيعات الأسلحة إلى السعودية ودول الخليج الأخرى، والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لجهود الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، ويمثل هذا دليلاً جديداً على اهتمام واشنطن الاستراتيجي بالرياض.
افاد مسؤولون بأنه بالفعل بدأ الجيش في نشر أكثر من 500 فرد من القوات الأمريكية في قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي تقع على بعد حوالي 150 كيلومتراً جنوب غرب الرياض, فيما لم يعلق المسؤولون السعوديون على التسؤولات المطروحه، كما رفض ايضاً مسؤولون من القيادة المركزية الأمريكية، التعليق على العملية.
ويأتي هذا الانتشار بعد أن قالت إيران إنها استولت على ناقلة نفط في المنطقة، وصرحت الولايات المتحدة إنها أسقطت طائرة بدون طيار كانت قد اقتربت من سفينة حربية أمريكية.
قال مسؤولون أمريكيون أن إيران استهدفت ما لا يقل عن ست سفن تجارية في منطقة مضيق هرمز، وكنتيجة لذلك قامت الولايات المتحدة بنشر قوات إضافية في المنطقة, فيما ذكرت شبكة (سي أن أن) بان عملية نشر القوات كانت يوم الاربعاء المنصرم.
وبحسب ما يقوله الخبراء، تأتي عمليه نشر القوات الأمريكية كإشاره واضحة إلى الاعتراف بأنه على الرغم من معارضة الكونغرس لتسليح المملكة بسبب الحرب اليمنية والقتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد فريق من الرياض العام الماضي، لا يزال الجيش الأمريكي يرى في الرياض فرصة حيوية للولايات المتحدة, في حين تفرض المصالح في المنطقة أن الرياض لا تزال بحاجة إلى الولايات المتحدة.
تم استخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية كمركز قيادة للعمليات الحربية المركزية لحرب الخليج عام 1991 وغزو العراق عام 2003, لكن المسؤولين الأميركيين اختاروا بعد فترة قصيرة من غزو 2003 نقل تلك القيادة من المملكة إلى قطر بسبب القيود التي فرضتها الرياض على العمليات الأمريكية، والتي كانت تتعرض كذلك لضغوط سياسية داخلية بسبب وجود القوات العسكرية الأمريكية.
وبناءاً على تحريات للمخابرات في أبريل والتي أظهرت قيام إيران بتحميل صواريخ على قوارب صغيرة وعلى أدلة أخرى لم تشاركها الولايات المتحدة علناً، طلب الجنرال فرانك ماكنزي من القيادة المركزية الأمريكية إرسال مزيد من الأفراد العسكريين والمعدات الحربية إلى الشرق الأوسط, وشمل ذلك الإسراع بنشر حاملة الطائرات ( يو إس إس أبراهام لينكولن ) ونشر قاذفات بي 52 في قاعدة العريض الجوية في قطر، وإرسال قوات إضافية إلى المنطقة.
تؤدي هذه التحركات إلى انعكاس مهم للولايات المتحدة على مدار العامين الماضيين، حيث ركز المخططون العسكريون الأمريكيون على التهديدات المحتملة الجديدة للولايات المتحدة من قبل الصين وروسيا، حيث حوّل البنتاغون تركيزه بعيداً عن عمليات مكافحة التمرد في العراق وسوريا وأفغانستان.
لقد تقلصت القيادة المركزية الأمريكية، التي احتكرت الكثير من موارد الجيش على مر السنين أثناء خوضها لتلك النزاعات في السنوات الأخيرة للسماح للجيش بالتركيز على أولويات أخرى, كما تم تخفيض عمليات نشر حاملات الطائرات، بمجرد الوجود الدائم في المنطقة.
في العام الماضي تم إعادة نشر القوات الامريكية بعيدا عن الشرق الأوسط، فيما سحب البنتاغون أربع بطاريات باتريوت من المنطقة.
استهدف فيلق الحرس الثوري الإيراني- ذراع النخبة في الجيش الإيراني- خلال الأشهر القليلة الماضية، عدداً من السفن التجارية في المنطقة بالصواريخ والألغام المغناطيسية وغيرها من الأسلحة الذي يعتبر حسب مسؤولين العسكريين أنه تهديد إيراني، ومن جانبه, دافع الجنرال ماكنزي وغيره لاستعادة التواجد الأمريكية في المنطقة.