انسحاب الإمارات من اليمن .. السعوديون ليس بمقدورهم قيادة هذه الحرب
يرى الخبير في شؤون أمن الشرق الأوسط، جيدو شتاينبرغ أن انسحاب القوات الإماراتية من اليمن سيغير الأوضاع في اليمن بشكل جذري يرى الخبير في شؤون أمن الشرق الأوسط جيدو شتاينبرغ إن انسحاب الإمارات العربية من اليمن يعد بمثابة الكارثة للمملكة العربية السعودية.
أجرى الحوار: هانز إنيشن———————
ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ—————-
تدور الحرب في اليمن منذ العام 2015.. ومؤخراً بدأت مجريات هذه الحرب تتغير نوعاً ما. حيث يُقال بأن الإمارات العربية المتحدة قد سحبت جزءاً من قواتها المتواجدة في اليمن لتقديم الدعم مع المملكة العربية السعودية للسنة في اليمن في قتالهم
ضد جماعة الحوثي الشيعية، التي تدعمها إيران. يرى خبير الأمن غيدو شتاينبرغ أن انسحاب الإمارات قد يغير الوضع بالكامل في اليمن.
قناة إس آر إف: لماذا انسحبت دولة الإمارات العربية المتحدة من النزاع؟
جيدو شتاينبرغ: سحبت الإمارات قواتها من اليمن ليكون لديها ما يكفي من القوات في الإمارات بسبب إعلان الدبلوماسيين الغربيين أن العلاقات مع إيران قد تدهورت، هذا من جهة ومن جهة أخرى، وجد رجال السياسة في الإمارات بأنهم قد حققوا بعض أهدافهم في اليمن ويريدون الآن التراجع.
قناة إس آر إف: ما هي الأهداف التي حققتها الإمارات في اليمن؟
شتاينبرغ: السعوديون مسؤولون بشكل رئيسي عن الحرب الجوية في الشمال، والتي لم تنجح إلى حد كبير. في حين أن الإماراتيين، إلى جانب الحلفاء اليمنيين، تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة في جنوب البلاد وخاصة الموانئ الكبيرة.
يبدو أن هذه هي أحد المصالح الإماراتية المتمثل في بسط النفوذ على سلسلة من الموانئ المهمة الممتدة من الحدود العمانية وحتى مضيق باب المندب.
قناة إس آر إف: هل انسحاب الإمارات العربية المتحدة يضعف التحالف السعودي العسكري؟
شتاينبرغ: نعم وبشكل كبير جدا. فدولة الإمارات تمكنت من ترقية جيشها الصغير البالغ عدد قواته 63 ألف جندي في الفترة من 2003 وحتى 2004 وكانت العضو الأكثر فعالية ونشاطا في هذا التحالف العسكري.
لقد تمكن الإماراتيون من تشكيل قوات فعالة مع ميليشيات جنوب اليمن، وخاصة الجماعات الانفصالية. أما السعوديون، رغم كونهم يملكون قوى أكبر عددا إلا أنهم غير قادرين على إدارة هذه الحرب.
قناة إس آر إف: قال مسئول حكومي من الإمارات إنهم يريدون العمل من أجل السلام في اليمن. فهل هذا أمر يمكن تصديقه؟
شتاينبرغ: بالنظر إلى أن الإمارات قد بدأت هذه الحرب على الأرجح في العام 2015 ، فإن من السخرية القول أن الإمارات تعمل من أجل السلام. ولكن كانت هناك محادثات سلام وتهدئة في مدينة الحديدة الساحلية، والتي توقفت في منتصف الطريق.
أنني أرى أن اليمنيين الذين يسيطرون الآن على الموانئ في الجنوب ليس لديهم أي رغبة دون شك في إنهاء الحرب.
لنفترض أن الإمارات انسحبت بصورة فعلية من اليمن. ستظل المملكة العربية السعودية من جهة وإيران من جهة أخرى في مواجهات مع بعضها البعض. لكن ما الذي يمكن أن يتغير بشكل ملموس؟
لن تتاح للسعوديين الفرصة لاكتساب أرض جديدة، لأنهم يقودون هذه الحرب من الجو بصورة خاصة. والجيش السعودي غير قادر على شن حرب برية. وهو قد صُمم منذ عقود من الزمان ليكون مجرد جيش لحماية الأسرة الحاكمة.
قناة إس آر إف: هل من الممكن أن تكون هناك عملية سلام جادة؟
شتاينبرغ: كان هدف السعوديين دائماً هو طرد جماعة الحوثيين من الشمال، من العاصمة صنعاء، ونزع السلاح منها. وهم الآن أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق ذلك. فمن وجهة نظر السعودية، بات من الصعب السيطرة على الوضع في المناطق الشمالية وليس واضحا كيف ستبدو ردة فعلها.
هل ستحاول ضم حلفاء آخرين إلى صفها؟أم أنها ستحاول من خلال تقديم الأموال جلب قوات برية من دول أخر؟
أعتقد أنه بدون الدعم الإماراتي، لن يكون السعوديون قادرين على مواصلة هذه الحرب بالشكل الذي هي عليه حتى الآن.
( قناة “إس آر إف” SRF السويسرية)