الإمارات العربية المتحدة تخفض عدد قواتها في اليمن لإستراتيجية “السلام أولاً”
تغادر القوات الإماراتية ميناء الحديدة, في حين لا يزال الخلاف مع السعوديين بشأن الحرب المدمرة قائماً.
بقلم: مايكل يانسن
( صحيفة”ايرش تايمز” الايرلندية, ترجمة: انيسة معيض- سبأ)
تقوم الإمارات العربية المتحدة بخفض عدد قواتها العسكرية في اليمن, وتحولها من “استراتيجية عسكرية أولاً” إلى “استراتيجية السلام أولاً” في اليمن، البلد الذي دمرته الحرب.
قال مسئول إماراتي كبير لم يكشف عن هويته, إن قرار خفض القوات “تكتيكي”، لاسيما في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر وميناء عدن الجنوبي, حيث تنفي الإمارات أن عمليات إعادة التوزيع مرتبطة بتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
ورد زعيم المتمردين محمد علي الحوثي على مبادرة الإمارات, بالدعوة الى الانسحاب الإماراتي والسعودي الكامل من اليمن وقال بأنه “القرار المثالي الذي يجب اتخاذه في هذا الوقت”.
ولم يذكر المصدر الإماراتي ما إذا كانت الإمارات ستواصل دعم حلفائها من الميليشيات المحلية, على الرغم من أنه قال إن الإمارات ستدعم الرئيس اليمني المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي، إلا أن الإمارات قد تحولت بالفعل إلى دعم المجلس الجنوبي التقليدي، الجناح السياسي للحركة الانفصالية الجنوبية, بينما تهدف الإمارات إلى السيطرة على جنوب اليمن، وفي المقابل, يسعى السعوديون إلى سحق المتمردين الحوثيين في المناطق الشمالية.
لا توافق دولة الإمارات العربية المتحدة على سلوك المملكة العربية السعودية في الحملة, الانتصار على المتمردين الحوثيين كان متوقعاً في غضون أشهر ولكن الحرب دخلت في مأزق, ويشن الحوثيون ضربات على المملكة العربية السعودية وناقلاتها البحرية قبالة سواحل الإمارات.
إن اعتماد “إستراتيجية السلام أولاً” من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ليس مفاجئاً, فالحرب لا تحظى بشعبية في الداخل, كما يخشى الإماراتيون على حياة وفعالية قواتهم ويرون أن الموارد التي تستنفد في صراع لا نهاية له, والأجدر دعم اقتصاد الإمارات المتعثر.
الرد السعودي:
ليس من الواضح كيف سيستجيب السعوديون لتغيير موقف الإمارات, بعد انضمامه إليهم في شن الحرب على اليمن، حيث أمر ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعال محمد بن زايد البالغ من العمر 58 عاماً بالتحول إلى استراتيجية السلام, فقد كان بن زايد بمثابة المرشد لنظيره السعودي محمد بن سلمان البالغ من العمر (33) عاماً, وبعد أن تولى السلطة في يناير 2015, ولكن بن سلمان سلك منذ ذلك الحين نهجاً خاصاً به.
ومنذ ذلك الحين، وهو يسلك بالمملكة وحلفاءها مساراً متهوراً فيما يخص اليمن، وقام بقمع المعارضة, كما بدأ إصلاحات محلية محدودة, وهو متهم بإصدار الأوامر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول في أكتوبر 2018.
لقد كانت حرب اليمن بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بمثابة فشل عسكري باهظ الثمن وكارثة في العلاقات العامة, وهم متهمون حسب توقع خبراء الأمم المتحدة بإزهاق ارواح ما يقرب من 102.000 الف شخص بين مارس 2015 ونهاية عام 2019, بالإضافة الى ان هناك 131.000 حالة وفاة أخرى ناجمة عن المرض والجوع.
أعلنت جمعية إنقاذ الطفولة الخيرية عن 440.000 الف حالة إصابة بمرض الكوليرا حتى الآن هذا العام, حيث نشرت صور لبعض الأطفال في البلد البالغ عددهم 203 ألف طفل في جميع أنحاء العالم عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية، مما يشعل فتيل الرأي العام ضد الحرب ومرتكبيها.
وباعتبار الإمارات العربية المتحدة مركز الأعمال والسياحة والحركة الجوية، تشعر دبي بقلق بالغ إزاء الدعاية السلبية والهجمات المحتملة بقذائف الهاون الحوثية على أراضيها.
تتوقع دبي أن يتوافد 25 مليون زائر الى المعرض العالمي World Expo 2020 ، وهو حدث استثنائي يستمر لمدة ستة أشهر يبدأ في شهر أكتوبر والذي كما يقول صندوق النقد الدولي, يمكن أن يعزز الناتج المحلي الإجمالي لدبي.
إن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة باختيار السلام سوف يضعف المملكة العربية السعودية، التي ركزت على الحملة الجوية, بينما قاتلت القوات الإماراتية وحلفاؤها على الأرض.
ويمكن للمملكة العربية السعودية أن تقبل على مضض المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة مع الحوثيين باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الحرب.