الولايات المتحدة تضاعف ضغطها و “إيران لن تستسلم”
(موقع تلفزيون “إن تي في” n-tv، الألماني، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-
أجرى الحوار: كريستوفر فيتش
إن الهجوم الأمريكي على إيران في الوقت الحالي بعيد المنال، يحاول الرئيس ترامب أن يُركع الجمهورية الإسلامية في إيران اقتصادياُ ولكن دون جدوى.. هذا ما تنبأ به خبير الشرق الأوسط ميشائيل لودرس في مقابلة مع تلفزيون إن تي في.
إن تي في: لن تمتلك إيران قنبلة نووية، هذا ما يقوله دونالد ترامب. هل هذا يعني أنه سيتدخل عسكرياً في حالة الطوارئ؟
ميشائل لودرس: كان من الممكن أن يفعل ذلك في الشهر الماضي تقريباً، ولكن على الأرجح أن البنتاغون قام بإقناعه في اللحظة الأخيرة بأن مثل هذا الهجوم على إيران يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، أقلها تعريض إعادة انتخابه المرجوة للخطر. الهجوم على إيران لم يعد احتمالاً مطروحا. نوعاُ ما، تحاول الولايات المتحدة أن تجعل إيران تجثو على ركبتيها اقتصاديا وتستلم. ولكن هذا لن يحدث. يعاني الإيرانيون بشدة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية. فعلى سبيل المثال، تقلصت صادرات النفط الخام من حوالي 2,5 مليون برميل قبل عام إلى العُشر. وهذا أمر خطير حقا بالنسبة للاقتصاد الإيراني. لكن طهران لن تستسلم. وبالتالي أنا أرى أنه حقاً لا يوجد مخرج من الأزمة ما لم يكن الأمريكيون مستعدون للعودة إلى الصفقة النووية.
إن تي في: تعلن إيران الآن أنها ستقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة أكثر مما تم الاتفاق عليه مسبقاً. ألا يزعج هذا بلدان أخرى كان حكما في النزاع ومؤيدة للصفقة النووية، مثل اليابان أو الاتحاد الأوروبي؟
ميشائيل لودرس: تكمن مشكلة الاتحاد الأوروبي في أن دول مثل المملكة المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا تتمسك بالاتفاقية النووية وهي فشلت فعليا في معالجة العواقب الاقتصادية للولايات المتحدة منذ إلغاء الاتفاقية النووية في مايو الماضي لإضعاف إيران. وذلك لأن الأوروبيين لديهم تردد كبير في الانخراط في المسائل الاقتصادية أو السياسية مع الولايات المتحدة. وفي حالة اليأس سيستسلمون.
يمكن قياس هذا أيضاً من خلال حقيقة أن الشركة التي يتم التعامل معها في سير حركة البضائع مع إيران من قبل الاتحاد الأوروبي – هي شركة (إينستكس ( Instex الأوروبية الداعمة للتبادل التجاري قد تم إطلاقها بعد فوات الأوان. وبفعل الضغوط الأمريكية، لا ينبغي التعامل مع كل حركات البضائع الأوروبية لتجنب العقوبات الأمريكية، ولكن فقط ما يسمى بالسلع الإنسانية مثل الأدوية والمواد الغذائية.
إن تي في: هل سيستمر تبادل التهديدات الآن؟
ميشائيل لودرس: في الواقع، هذا هو الحال في الوقت الحالي: تهديد مقابل التهديد. وهناك عدة جهات فاعلة في المنطقة تريد هذه المواجهة مع إيران. انه وضع خطير جداً. غيوم الحرب تحجب الأفق. ويحتاج أحد الأطراف المشاركة في الصراع للحظة الخطأ لفعل ما هو خطأ، وحينها سينفجر برميل البارود طالما وليس هناك مفاوضات تضع حداً للأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران.