السياسية:

تصاعد وتيرة هجمات حركات المقاومة ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي باتت تشارك أمريكا فيه مباشرةً بالسلاح والقوات الخاصة والقادة العسكريين، فضلاً عن دعمها المالي والسياسي والدولي المفتوح (خاصةً من خلال منع صدور أي قرار دولي يُلزم وقف إطلاق النار).

آخر عمليات المقاومة في سوريا والعراق، كانت في استهداف القواعد الأمريكية في حقل العمر النفطي ومنطقتي الشدادي والتنف، بالصواريخ والطائرات المسيرة.

ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اعترف المتحدث الرسمي باسم وزارة الحرب الأمريكية الجنرال باتريك رايدر لأول مرّة، بأن 24 جندياً أمريكياً أصيبوا في هذه 13 هجوم على أهداف عسكرية أمريكية حصل في سوريا والعراق، منذ بدء الحرب على غزة. وأهمّ الهجمات بحسب الأمريكيين هي التي حصلت في الـ 18 من أكتوبر ضد قاعدتي التنف وعين الأسد الجوية، والتي أُصيب فيها 24 جندياً، كما تم تدمير هنغار للطائرات الصغيرة. وفي حادث ثالث في ذلك اليوم، توفي مقاول أمريكي بعد تعرضه لسكتة قلبية أثناء التدافع للاحتماء، عندما اكتشف نظام الإنذار المبكر تهديدًا محتملاً آخر يقترب من قاعدة عين الأسد.

وأشار البنتاغون منذ أيام، إلى أنه يستعد لزيادة كبيرة في الهجمات على القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا، حيث يتواجد نحو 2500 جندي أمريكي في العراق و900 جندي في سوريا. ورداً على ذلك، قال مسؤولو البنتاغون بأنهم سيقومون بإرسال أنظمة دفاع صاروخية إضافية إلى المنطقة، من نوع باتريوت وثاد.

المشاركة الأمريكية الميدانية العسكرية

وعلى ما يبدو فإن التقديرات الأمريكية حول تصاعد عمليات المقاومة ضدهم، تعود إلى ما يقدمونه من مشاركة عسكرية مباشرة إلى جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي في العدوان على غزة.

وآخر ما تم كشفه في هذا الخصوص، هو ما ذكره الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد في موقع أكسيوس وفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين مطّلعين، عن تقديم الجنرال من مشاة البحرية الأمريكية من فئة 3 نجوم الاحتياط “جيمس غلين” والعديد من الضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين المشورة لجيش الاحتلال، بشأن العملية البرية في غزة. وأشار رافيد بأن غلين كان يرأس سابقاً العمليات الخاصة لمشاة البحرية.

لكن الأهم والأخطر، هو ما كشفه المستشار السابق في وزارة الحرب الأمريكية العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغور، في مقابلة له مع تاكر كارلسون، عن وجود قوات خاصة أمريكية تشارك ميدانياً مع قوات الاحتلال، وأنهم أصبحوا أشلاء عند محاولتهم اقتحام غزة (في كمين كيسوفيم على الأرجح). وأضاف ماكغريغور بأن هذه القوات الخاصة الأمريكية ذهبت الى غزة للاستطلاع وتحديد السبل الممكنة لتحرير الرهائن لكنهم تحولوا إلى أشلاء. مؤكداً بأنه “لا نستطيع تصور اي انتصار إسرائيلي والقوة العسكرية الأميركية وصلت الى أضعف نقطة لها في التاريخ الحديث”.

وهنا لا بد الإشارة الى أنه منذ بداية الحرب، قام كل من وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن ورئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا، بزيارة كيان الاحتلال والتقيا بوزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت وقيادة جيش الاحتلال، وأعلنا عن تنسيقهما ودعمهما الكاملين للكيان في حربه.

كما تم الإعلان عن تواجد حاملتي طائرات حربية “جيرالد فورد” و”دوايت إيزنهاور” و25 قطعة بحرية مرافقة في المنطقة، مع توجّه وحدة مشاة البحرية الـ 26 التي تضم 2400 جندي، لأجل منع انهيار الجيش الإسرائيلي والكيان، ومنع المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين من ارتكاب حماقات كبيرة، وتحت مزاعم بأنها “منع تدخل طرف ثالث” إلى جانب المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، وهذا ما تدحضه عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان وسوريا والعراق المستمرّة.

وعلى المسؤولين الأمريكيين، العسكريين منهم قبل السياسيين، أن يتذكروا العبرة مما حصل منذ 40 عاماً في مثل هذه الأيام (في الـ 23 من أكتوبر 1983)، عندما قُتل في عملية هجوم واحدة، 241 جندي أمريكي من مشاة البحرية، نتيجة لتدخّل بلادهم الى جانب قوات الاحتلال الإسرائيلية في لبنان.

والعبرة هي أن التدخل العسكري الى جانب إسرائيل، ستجلب لهم الخسائر والتوابيت حتماً.

* المصدر: موقع الخنادق اللبناني

* المادة نقلت حرفيا من المصدر