(صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ترجمة: جواهر الوادعي-سبأ)

أشخاص يتجمعون حول شحنة دقيق في العاصمة اليمنية صنعاء 23 يونيو/ تصوير: يحيى عرهب/ شترستوك

عشت في اليمن منذ سبعة عشر عاما، في مقال افتتاحي نشر في 26 يونيو بعنوان “الكونغرس يشجع إيران باسم السلام في اليمن” ، يلقي “ويل هيرد” باللوم على الحوثيين وإيران, على الرغم من أن الحوثيين تسببوا في المعاناة والدمار، إلا أن التحالف السعودي- الأمريكي هو السبب في الغالبية العظمى من حالات الوفاة لاكثر من 9000 شخص, ناهيك عن حاله المرض الفتاك والدمار الذي لا يوصف.

إن فكرة استمرار الدعم الأمريكي لحملة القصف السعودية الفظيعة سيساعد على منع معاناة الشعب اليمني هي فكرة تبعث على الضحك.

يكتب السيد “هيرد” بحماس شديد عن “النظام الخبيث في إيران”، لكنه يتجاهل أن المملكة العربية السعودية هي الأم والأب لبعض من أكثر الإرهابيين فتكاً في العالم بما في ذلك معظم القتلة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

السبب المعلن للغزو السعودي لليمن في العام 2015 كان لاستعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ولم يتم ذكر ايران ابدا, وفي غضون أشهر، سعى السعوديون والولايات المتحدة إلى تبرير الحرب بزعم أن إيران كانت تحاول السيطرة على شبه الجزيرة العربية.

الحوثيون هم جماعة محلية من المتمردين المتعصبين يعيشون في اليمن منذ عقود وليسوا ابتكارا حديثاً لإيران.

ونتيجة للغزو السعودي ودعم الولايات المتحدة، رأت إيران أن هذا مكان مناسب للدخول في المعركة, فنحن من خلقنا هذه الفرصة لإيران.

الحوثيون هم مجموعة من المتمردين يعرفون كيفية محاربة المعتدي والدفاع عن أنفسهم وأرضهم، لكن ليس لديهم ما يديرون به دولة, ولو لم يقم السعوديون (بدعم من الولايات المتحدة) بغزو اليمن، لكانت خطة الحوثيين لحكم اليمن قد تلاشت بدون دفع كلفة مأساوية كهذه في الأرواح.