( موقع “راديو وتلفزيون بلجيكا الناطق بالفرنسية” ترجمة : وائل حزام – سبأ )

رجل يرتدي الزي العسكري يجلس في وسط الحطام بالقرب من مطار صنعاء الدولي, الذي تعرض لغارة جوية في 26 مارس 2015 من قبل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية, حيث أسفرت هذه الغارة عن سقوط 13 قتيل/ محمد حويس /وكالة الصحافة الفرنسية

 

في الـ 8 من يوليو 2014، بعد قتال عنيف ضد القوات الحكومية، سيطر المتمردين الحوثيين على مدينة عمران، المدينة الاستراتيجية الواقعة على بعد 50 كيلو متر من العاصمة صنعاء.

كان ذلك قبل خمسة اعوام… ومنذ ذلك الحين، ها هو البلد يغرق في حرب خلفت عشرات الالاف من القتلى وأكثر من ثلاثة ملايين نازح، وذلك وفقا لما نشرته مختلف وكالات الامم المتحدة.

2012 رحيل الرئيس علي عبدالله صالح:

من أجل أن نفهم، يجب علينا ان نغوص في التاريخ الحديث للبلد, ففي العام 2011، كانت اليمن مثلها مثل بلدان اخرى في المنطقة مسرحا للاحتجاجات الشعبية, حيث  طالبت برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، فقد كان الرجل الاول في السلطة لمدة 34 عاما, وبعد اشهر من اعمال الشغب الذي شهدها الشارع اليمني، اخيرا ترك صالح السلطة في 27 فبراير 2012.

2014 الحوثيون يسيطرون على صنعاء:

تم تعيين رئيس جديد لليمن، عبد ربه منصور هادي، وكان تعينه، حينذاك، عملية انتقالية تؤدي الى تحقيق الاستقرار في البلد، لكن هذه العملية توقفت من قبل الحركة الحوثية المهمشة من قبل السلطة والمدعومة سياسيا من ايران, بعد أن سيطروا على العاصمة صنعاء في يوليو 2014.

يناير 2015 استولي الحوثيون على القصر الرئاسي:

في يناير 2015، استولى الحوثيين على القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء وحاصروا مقر الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي فر بعد ذلك الى مدينة عدن، الجنوبية، وذلك بعد شهر.

مارس 2015 تدخل التحالف في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية:

في 26 مارس 2015، قادت المملكة العربية السعودية تحالفاً وشنت عملية جوية لمنع تقدم المتمردين باتجاه جنوب اليمن, حيث حشد التحالف قوات من اثنى عشر دولية عربية سنية, ولاقى هذا التحالف دعما من قبل مجلس الامن التابع للأمم المتحدة في حين اعلنت الولايات المتحدة الاميركي تقديمها الدعم اللوجيستي والاستخباراتي لقوات التحالف.

وفي نفس اليوم، هرب الرئيس هادي الى المملكة العربية السعودية مع اقتراب المتمردين من مدينة عدن.

منذ ذلك الحين، واليمن في صراع:

منذ ذلك الحين، واليمن يغوص في صراع وتحالف عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية التي تقصف بشكل مستمر منشآت تابعة للمتمردين الحوثيين الذين عززوا مواقعهم, وهذا الوضع اصبح كارثيا بالنسبة للمدنيين.

وضع كارثي:

لتقييم هذه السنوات الخمس من الصراع الذي يشهده اليمن، اتصلنا بالسياسي حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي في جنيف:

–       بعد خمسة اعوام من بداية الصراع في اليمن، برايك ما هو الوضع الانساني على الارض؟

إن  “الوضع الانساني كارثي اليوم, فهناك اكثر من 24 مليون يمني هم بحاجة الى المساعدة الطبية والانسانية, وبحسب احصائيات لجنة الصليب الاحمر الدولي و المنظمة الدولية للهجرة الدولية، فهناك اكثر من ثلاثة مليون شخص قد نزحوا داخليا، ناهيك عن الذين تركوا البلد, ان اليمن اليوم يعيش أسوأ كارثة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهذا  الامر مقلق للغاية”.

–         في غضون خمس سنوات، كيف تبدل موقف القوى التي تدافع عن الرئيس اليمني في هذا الصراع؟

“ما يقوض وجود هذا التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، هو الاختلاف في وجهات النظر بين اثنين من الاوزان الثقيلة في هذا التحالف, فالرياض لديها صراع مهم مع ايران، ومع الحوثيين المقربين من ايران، بينما لدى أبو ظبي أهداف اخرى: الاول منها يكمن في تعزيز وجودها في الجنوب والثاني أن يكون لها بعض التأثير على الموانئ.

وهذه الاختلافات تضعف التحالف وتطيل معاناة اليمنيين لأنه من المفترض أن يدعم هذا التحالف الشرعية في اليمن، ولكن لسوء الحظ، فان اليمن منذ بداية الهجوم عليه من قبل المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة لا يعرف سوى المزيد من المشاكل السياسية والإنسانية والاجتماعية، ولهذا السبب هناك اليوم دعوة متواصلة لوضع حد لهذه الحرب.

–         كيف تحلل دور اوروبا في هذا الصراع ؟

“اوروبا غائبة تمام في هذا الصراع, حيث استندت الى قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الداعم لعودة الشرعية واعتمدت على التحالف العربي الذي يهدف لتقديم الدعم وبدقة للشرعية.

لكن يمكننا ان نرى ان هذا النهج الذي ينتهجه الاتحاد الاوربي لم يعطي أي نتائج. والأسوء من ذلك، مبيعات الاسلحة الى المملكة العربية السعودية من قبل بعض البلدان مثل المملكة المتحدة وفرنسا التي تورطت ايضا في هذا الوضع, ولا يمكن الاعتماد فقط على الامم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن لوضع نهاية لهذا الصراع.

اعتقد أن الوضع قد حان لكي يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد, فنحن نرى أن الامم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن يحاولان فعلا وضع نهاية لهذا الصراع، لكن سلطنة عمان والكويت، هما دولتان محايدتان في هذا الصراع، ويمكن، بالنسبة لي، أن تلعب هذه الدول دور كبير ومهما للغاية في وضع حل لهذا الصراع مثل اوروبا”.