محمد الجوهري*

يعيش الشعب الفلسطيني المسلم المجاهد أياماً صعيبة بسبب جرائم العدو الصهيوني، التي يسعى من خلالها لتغطية هزائمه العسكرية المخزية بعملية طوفان الأقصى، وما رافق تلك العملية البطولية من تقدمات ميدانية للمقاومين الفلسطينيين، وانكسار مدوي لجيش الاحتلال رغم الفوارق الهائلة في العدة والعتاد.

وكما هي عادة اليهود دائماً، فإن الفارق في الميدان يعوضونه من دماء الأطفال والنساء كونهم الهدف الأسهل بالنسبة لسلاح الإبادة الجماعية القادم من الغرب.

بذلك يتضح جلياً مستوى الدناءة الأخلاقية لليهود التي كشف عنها القرآن الكريم قبل 14 قرناً، ومدى حقدهم على غيرهم من البشر، خاصة المسلمين.

ومن خلال تفحص طبيعة العدوان الهمجي على غزة يدرك الأعمى قبل المبصر، أن سياسة العقاب الجماعي وقتل العزل وتجويعهم وحصارهم، لا يتقنها ويتفنن بها إلا اليهود وأذنابهم في هذا العالم، فحرب روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ قرابة العامين لم تشهد ولا حتى بعضاً من بشاعة الصهاينة خلال الأيام القلائل الأخيرة.

كما يدرك المتأمل أن العدوان على اليمن القائم منذ مارس 2015، ليس إلا نسخة أخرى من حروب الصهاينة غير الأخلاقية على شعوب أمتنا الإسلامية، حتى وإن تصدر الأعراب المشهد، وتحملوا تكاليفه المادية والأخلاقية بالكامل.

فالمجازر المروعة بحق المدنيين واستهداف المساجد والمنازل وتجمعات المدنيين في قاعات الأفراح والعزاء، والحصار والحرب الاقتصادية، كل ذلك عمل صهيوني بامتياز.

ونحن هنا لا نبرئ السعودية والإمارات، وإنما نضعهما في موقعهما الطبيعي بما يتناسب مع حجم كل منهما وتاريخه العسكري القريب والبعيد.

ولعل حرب الخليج الثانية بين عامي 1990 و1991 هي أبرز مثال على هشاشة النظامين، وعجز جيشيهما على إطلاق رصاصة واحدة في تلك المواجهة.

ونتذكر جميعاً الملك السعودي الأسبق فهد بن عبدالعزيز وهو يناشد الولايات المتحدة الأميركية بالتدخل ومنع قوات صدام حسين من التقدم عبر الكويت إلى المملكة، وذلك عقب أربعة أيام فقط من سقوط الكويت وقبل أن يحاول ولو مجرد محاولة بمواجهة خصمه العراقي رغم أن فارق التسليح، حتى في حينها كان لصالح الرياض.

فالسعودية تمتلك في ذلك الوقت أقوى سلاح جو في الجزيرة العربية، إضافة إلى امتلاك أحدث الآليات من دبابات ومدرعات تفوق في قوتها وقدرتها تلك التي غزا بها صدام الكويت.

وقد صدق بعض المحللين في تلك الفترة عندما وصف السلاح السعودي بأنه “سيف بتار بيد عجوز” فالمعدات العسكرية الضخمة لا يستطيع الجندي السعودي إدارتها إلا بوجود خبراء أميركيين تكون لهم القيادة في كل ذلك.

فمن يتذكر تلك الحقبة وما رافقها من استجداء سعودي للغرب يعلم علم اليقين أن ما تسمى “عاصفة الحزم” هي حرب أمريكيةـ صهيونية أخرى على الشعب اليمني المسلم، الذي يرفض التطبيع وينحاز بكل قوته إلى الثوابت القومية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، بوصلة الأحرار كافة.

أما الإمارات فليس في تاريخها العسكري ما يستحق أن يُذكر، كما أن عدد مواطنيها لا يفي لتأسيس جيش نظامي، ويشهد بذلك مخافر الشرطة الإماراتية المكتظة برجال أمن من الهند وبنغلادش.