السياسية:

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ، أن الأمن السيبراني من الأعمال الاستراتيجية التي أولتها الحكومة ممثلة بجهاتها المعنية عناية كبيرة و خاصة .

جاء ذلك لدى مشاركته في الندوة التعريفية بوثيقة السياسات العامة لأمن المعلومات في الجهات الحكومية، التي أقامتها، اليوم، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

وتوجه الدكتور بن حبتور بالشكر للوزير وطاقمه الذي يعاونه على تنفيذ مثل هذه المشاريع الاستراتيجية الكبيرة المتصلة بأمن المعلومات، ولكل من حضر من الوزراء والمسئولين لمشاركة إخوانهم في الوزارة في هذا الندوة.

وأوضح أن هذا المشروع من المشاريع الهامة في مسار بناء هذه الدولة والمقوية لمداميكها والمثبتة لأقدامها وتماسك أجزاءها من خلال المعلومات، التي تنتقل من مركز قرار أدنى إلى مركز أعلى.

ولفت إلى أن المعلومة لها دورها الايجابي إن كانت سليمة وسلبي إن كانت غير ذلك في صنع واتخاذ القرار، معتبرا استهداف العدو لوزارة الاتصالات ومنشآتها ومقوماتها الأساسية استهدافًا مدروسا؛ لأنه يعرف أهمية الوزارة ودورها المحوري في نقل المعلومة.

وأشاد بالدور الكبير لقطاع الاتصالات خلال سنوات العدوان والحصار ومساهمته الحيوية في تعزيز تماسك الوزارات واستقرار نشاطها وفي نقل وتبادل المعلومات، برغم المحاولات المستمر للنيل من نشاطها وعملها الحيادي من قبل تحالف العدوان ومرتزقته.

واستنكر رئيس حكومة تصريف الأعمال عبث الاماراتي بكل صفاقة وصلف بقطاع الاتصالات في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة والذي وصل حد ربط بعض الجزر اليمنية بالاتصالات الاماراتية مباشرة.

وأكد أن الاماراتي حليف العدو الصهيوني بممارساته تلك ينتهك فيها الأمن السيبراني لعامة الشركات والمؤسسات والمواطنين في تلك المحافظات والجزر.

ونوه بجهد وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ومختلف وحداتها التي استطاعت أن تثبت قواعد داخلية لمواصلة النشاط الخدمي الهام لهذا القطاع وكذا لضمان أمن المعلومات والمحافظة على الصبغة الوطنية لمؤسسات الاتصالات وواحدية نشاطها على المستوى الوطني.

وذكر أن التعامل بمسؤولية وطنية عالية وبمهنية كبيرة تجاه التحديات والإخلاص في العمل كانت عوامل أساسية في نجاح هذا القطاع خلال سنوات العدوان والحصار وغيره من القطاعات المؤسسية، التي كانت لها قصص نجاح كبيرة ومتميزة بما في ذلك قطاع التعليم والتعليم العالي على وجه الخصوص.

وتطرق رئيس حكومة تصريف الأعمال في سياق كلمته إلى تاريخ 7/10/ 2023م ومكانته الاستراتيجية في سياق المعارك التي خاضتها الأمة ضد الكيان الصهيوني الغاصب بقوله “إن هذا التاريخ أكد أن زوال اسرائيل أصبح ليس فقط مجرد كلام أو أماني بل أصبح وفقا لما نشاهده اليوم أمرًا ممكنًا وغير بعيد”.

وأضاف” أن ما صنعه الصهاينة من ضجيج حول تكنولوجياتهم العسكرية والأمنية والقبة الحديدية التي لا تقهر أصبح لا شيء أمام إرادة وقوة وعنفوان رجال المقاومة الفلسطينية الذين تمكنوا منذ انطلاق معركة طوفان الاقصى أن يلحقوا الهزيمة والذل والهوان بالمحتل الصهيوني وآلته العسكرية الغاشمة برغم وحشية القصف المستمر لطائرات المحتل وداعميه الأمريكي والبريطاني لغزة، والذي أباد أحياء بأكملها بما فيها من بشر وشجر”.

وفي الافتتاح، الذي حضره وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، حسين حازب، ومدير مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال، طه السفياني، أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة تصريف الأعمال، المهندس مسفر النمير، أهمية أمن المعلومات في المؤسسات والجهات الحكومية والذي يعتبر هاجس الدول المتقدمة.

وشدد على أهمية الندوة على صعيد التعريف بأمن المعلومات وكيفية صد الهجمات السيبرانية، وقال: ترصد الدول مليارات الدولارات لحماية أنظمة المعلومات في المؤسسات والأجهزة الحكومية.

وأشار الوزير النمير إلى أن بلادنا بأمس الحاجة إلى التوعية بمخاطر الحرب السيبرانية وحماية أنظمة المعلومات، والتي تعد سلاحا معرفيا هاما؛ وقال: هذا ما تتطرق إليه الندوة اليوم.

وأوضح أنه يجب التركيز على التوعية بوثيقة السياسات العامة لأمن المعلومات.. مشدداً على أهمية إحاطة متخذي القرار والمختصين في أمن المعلومات وشحذ هممهم والتوعية أكثر بهذا المجال المعرفي الهام، والذي سيتحول في حال التهاون إلى خطر كبير.

وقال وزير الاتصالات إن الدولة اليمنية الحديثة يجب أن تحقق نقلة نوعية في التحول الرقمي وبناء قاعدة قوية في أمن وتقنية المعلومات من أساسها إلى أعلى هرم فيها.

وأشاد بتوجهات الحكومة وخطواتها العملية بإقامة الندوات وورش العمل والمصادقة على وثيقة سياسات أمن المعلومات وفق أسس سليمة وخطوات ثابتة وراسخة.

وأهاب الوزير النمير بمتخذي القرار بدعم ومساندة المشاركين في هذه الندوة من تقنيين ومهندسين متخصصين في أمن المعلومات لتطبيق سياسات أمن المعلومات في الواقع العملي في مؤسسات الحكومة بمختلف مجالاتها.

فيما أشارت كلمة الأكاديميين ألقاها رئيس جامعة صنعاء، الدكتور القاسم عباس، إلى توجهات الجامعة لإنشاء قسم الأمن السيبراني في كلية الحاسوب، وفتح المجال للباحثين والدارسين في هذا المجال الحيوي الذي يعد سلاحا مهما في الدول المتقدمة.

ولفت إلى أن المعلومات هي التي توصل الإنسان إلى كل شيء جديد وحديث و نوعي ، ما يتطلب المعرفة والبحث عن المعلومات مستشهدا بقول الله تعالى “وعلم آدم الأسماء كلها”.

وذكر أن المعطيات والاستنتاجات هي أساس المعلومات، التي يصل إليها الانسان عبر البحث والدراسة والمعرفة؛ وهو ما يتجلى لنا في عالم تقنية وأمن المعلومات، التي يجب أن نحافظ عليها وفق أحدث الأنظمة التكنولوجية لنصل إلى مصاف الدول المتقدمة.

وأشار إلى أن الهجمات السيبرانية تعتبر أحد أنواع الحروب الحديثة التي يتصارع عليها الدول؛ وهو الأمر الذي يتطلب منا تطوير ومواكبة كل جديد في عالم أمن المعلومات.

وأوضح أن الصراع على الثروة في العالم الحديث يستند إلى التبادل المعرفي والمعلوماتي وفق أحدث الأنظمة المعلوماتية التي تتطلب تأمينها بتقنيات حديثة.

يشارك في الندوة، خلال يومين، عدد من المتخصصين والفنيين والمهندسين في المؤسسات الحكومية بأوراق علمية عن التعريف بأمن المعلومات ومدخل للسياسات، ونبذة عن المعايير الدولية لأمن المعلومات، وسياسة الأمن المادي والبيئي، وسياسة أمن التوظيف والموظفين، والتعاقد مع الأطراف الخارجية، وسياسة الامتثال، وتصنيف وحساسية المعلومات.

كما تستعرض الندوة أوراق عمل عن سياسة إدارة الأصول المعلوماتية، وسياسة ضبط التغيير، وخصوصية البيانات، وتطوير وصيانة الأنظمة والتطبيقات، وأمن الشبكات والانترنت، وأمن البريد الاليكتروني، وسياسة التشفير، والحماية من الشفرات الخبيثة وفيروسات الأجهزة، والنسخ الاحتياطية والاستعادة في حالة الكوارث، وسياسة إدارة الحوادث الأمنية وخطة الاستجابة للطوارئ، وتقييم وتدقيق المخاطر الأمنية، ومراقبة الأحداث الأمنية.

حضر الندوة مدير المركز الوطني للمعلومات برئاسة الجمهورية مسعد النمري، و وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات للشئون المالية والإدارية، أحمد المتوكل، والفنية، المهندس طه المتوكل، وقيادات الوزارة والجهات التابعة لها.

سبأ