أحمد يحيى الديلمي 

  لا يزال صوت الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي عليه السلام يتردد تحت قبة البرلمان منذ عقدين ونصف من الزمن عندما سطح بالحق واعلن موقفه الشهير الرافض للحرب والمتمسك بالوحدة كخيار وحيد مطلق لا بديل عنه رغم ما ترتب على ذلك الموقف من تبعات ومخاطر كان اخرها انه بذل دمه رخيصا في سبيل عزة وكرامة الوطن الا انه انتقل الى جوار ربه راضيا مطمئنا بسمو موقفه وعظمة انتمائه للوطن فلقد رفع صوته عاليا في حين سكتت الاصوات بل وتنابذت بكلام بذيء اعتبرت من يرفض الحرب عميل وخائن وانفصالي ومن يقرع طبول الحرب وحدوي وطني هكذا كانت المقاييس وعلى هذا الاساس تمت حرب 1994م المشؤومة التي جعلت الحفاه العراه رعاة الشاة يجتاحون عدن والمناطق الجنوبية الشرقية وينهبون كل شيء حتى ملابس الاطفال والنساء كل ذلك بدعوى حماية الوحدة ومنع الانفصال وهاي الايام تثبت صواب موقف الشهيد وان كان بقاء الوحدة قد تحقق بقوة السلاح الا ان الانفصال الحقيقي نفذ الى النفوس وتحول الى شرخ اجتماعي عميق هو سبب ما نعانيه اليوم من تبعات ومآسي خطيرة وهاهي الايام تجري والاحوال تتبدل والمفردات تتغير لنجد صقور الحرب بالامس عبد ربه منصور هادي وعلي محسن الاحمر اليوم في تلك المناطق يتحينون ادنى فرصة للاستقرار فيها ولو خلسة من الزمن بعيدا عن اعين الغزاه الذين حملوهم على اكتافهم وجاءوا بهم الى المناطق الجنوبية والشرقية بحجة حماية الشرعية وهكذا هي الالفاظ وهذا هو اسلوب التلاعب بالمفرادات بالامس كانت سبيل نفس البشر الذين سقطوا في مزابل الخيانة والعمالة والارتزاق للقضاء على سلمية الوحدة وعظمة الانجاز بافقه الحضاري وتحويله الى خيار اخر اساسه الدم والفرض بالقوة والاجتياح والضم القسري واليوم نجد نفس الاشخاص وقد انحدروا الى مزابل العمالة واصبحوا مجرد خدام للمعتدين المستعمرين الجدد استقدموهم بحجج واهية اصبحت غير موجودة في الواقع لا يرددون مفرداتها الا هم وحدهم اما من استقدموهم لحماية الشرعية فقد تحولوا الى غاصبين محتليين يتحكمون فيهم وفي البلاد كما يشاؤون بل ويحددون مكان اقامتهم ياله من خزي ومهانة وهكذا هي الايام تتوالى لتكشف المستور وتخرج المخبأ في اعماق النفوس وبالتالي لايمكن المقارنة بين ذلك الموقف العظيم الذي افصح عنه الشهيد القائد وحيدا مقابل غضب وامتعاض 250 عضوا من اعضاء مجلس النواب الذين باركوا الحرب ومنحوها شرعية مطلقة جعلت عتاولة الانتقام والثأر من الوطن ومكاسبه العظيمة يستهدفون الوحدة والوطن والدين بكل صلافة مجردين من قيم الانتماء الحقيقي للوطن غارقين في متاهات المتاجرة به وبكل المبادئ التي تتصل بسموه وعظمة اخلاق ابنائه مع انها امتداد للعمق الحضاري المتأصل في اعماق اليمنيين ببعده السامي والقه الانساني العظيم هكذا هي المبادئ التي تسمو بالرجال فبقدر ما خلد ذلك الموقف العظيم الشهيد القائد وادخله السجل الناصع للوطن وتربع به في ذاكرة الاجيال على مر التاريخ سيقذف بهؤلاء القتله المجرمين الى مزبلة التاريخ وهذه هي المفارقة العجيبة وعداله السماء التي لايمكن ان توازيها عدالة . والله من وراء القصد ،،،