السياسية:

 

عبدالعزيز الحزي

أطلقت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عملية “طوفان الأقصى” بـخمسة آلاف صاروخ وقذيفة على كيان العدو الصهيوني الغاصب فيما نجحت مجموعات من قوات تابعة للجناح العسكري للحركة من الدخول إلى المستوطنات بمركباتهم.

ووثقت لقطات ومشاهد لفيديوهات لحظة دخول أحد المظليين تجاه المستوطنات الصهيونية على الحدود مع غزة، ومشاهد أخرى لمركبات معززة بالجنود تابعين لحركة “حماس”، داخل المستوطنات بالإضافة إلى ذلك، تم تداول مشاهد توثق دخول زورق تابع لـ”حماس” إلى داخل بحر غزة.

وأعلن جيش العدو الصهيوني إطلاق صفارات الإنذار وسط أراضي 1984م المحتلة، في أعقاب إطلاق الصواريخ من غزة، كما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ورحوفوت وريشون لتسيون وقاعدة بالماخيم الجوية جنوب تل أبيب، حسبما ذكرت وكالة “سوا” الفلسطينية.

ويأتي ذلك بعد أن أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة آلاف الصواريخ باتجاه أراضي 48 المحتلة والمستوطنات.

وأقر العدو الصهيوني بإطلاق حركة حماس لنحو 3000 صاروخ من قطاع غزة باتجاه أراضي 48 منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، فجر السبت.

وقال جيش العدو الصهيوني مساء السبت، في بيان له: إن حركة حماس أطلقت أكثر من 3000 صاروخ فيما قام عناصر الحركة باختراق أكثر من 20 مستوطنة صهيونية.

وارتفعت حصيلة القتلى الصهاينة بحسب إعلام العدو، إلى 350 قتيلا، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 1700 بينهم 290 في حالة حرجة، وذلك منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، والتي أعلنت عنها حماس أمس السبت.

وذكرت وسائل إعلام العدو إطلاق الرشقات الصاروخية من قطاع غزة على مدينة تل أبيب وسط سقوط عدد كبير من الجرحى والمصابين، وأوضحت القناة الصهيونية الـ 13، أن مدن وبلدات ريشون لتيسيون وبات يام ومحيطهما وبيت داجان ويفنه في مدينة تل أبيب تعرضت للقصف، وأنباء عن وقوع إصابات منها في حالة خطيرة.

وعقد بنيامين نتنياهو، جلسة طارئة لحكومة العدو الصهيوني لبحث الضربة المفاجئة التي أربكت الكيان المحتل وأذهلت العالم والتي شنتها حركة حماس على الكيان الغاصب.

وأطلقت حركة حماس، عملية تسلل واسعة النطاق باتجاه المستوطنات الصهيونية فيما يسمى بـ “غلاف غزة” عبر أربعة محاور سيطرت خلالها على عدد من المستوطنات.

وأعلن محمد الضيف، القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، بدء عملية “طوفان الأقصى” لوضع حد “للانتهاكات الصهيونية”، بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر حصيلة عن إرتقاء أكثر من 260 شهيداً وإصابة أكثر 1697 آخرون منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى الآن.

وعلى إثر العملية، استدعى العدو الصهيوني جنود احتياطه بشكل واسع في مجموعة متنوعة من الوحدات، وأقر جيش العدو بمقتل قائد لواء “نحال” في مواجهة مع أحد المقاتلين الفلسطينيين بالقرب (كرم أبو سالم).

وقال جيش العدو في بيان له: إن قائد لواء ناحال، المقدم يوناتان شتاينبرغ، قُتل في مواجهة مع أحد المسلحين بالقرب من كيرم شالوم”.

ولواء “نحال” هو أحد ألوية ما تسمى بـ”النخبة” بجيش العدو الصهيوني، وهي كتيبة مشاة.

ونجحت حركة “حماس” من أسر عدد غير معروف من الصهاينة بينهم جنود وضباط والعودة بهم إلى قطاع غزة.

وقد ابتهج الشارع الفلسطيني بالعملية العسكرية ووصف الفلسطينيون عملية “طوفان الأقصى” بأنها “انتصار للمقاومة” ولحركة حماس بعد العمليات العسكرية الجريئة التي شنتها داخل الكيان الغاصب ردا على الانتهاكات الصهيونية وما يشهده المسجد الأقصى من اقتحامات يومية وتدنيس باحاته من قبل المستوطنين الصهاينة بحماية قوات العدو الصهيوني.

ويرى محللون أن عملية “طوفان الأقصى” قد مزقت خارطةً دأب العدو الصهيوني على رسمها خلال 70 سنة، وتحصين الجغرافيا المسروقة في فلسطين كان أشبه بتحصين قلعة رملية في مهب الريح القادمة مع أمواج المقاومين الداخلين من قطاع غزة إلى غلافها وتحرير المستوطنات بما يشبه الخيال.

كما يرون أن “طوفان الأقصى” عملية عسكرية واستراتيجية معقدة، على المستوى الاستخباراتي والأمني، والوقائع على الأرض تؤكد بأنها عملية ذات مفعول سارٍ باتجاه الاستمرار نحو الأعمق والأوسع، ولن تنتهي عند الحد وتعطي مؤشرات مرعبة للكيان الغاصب.

ويؤكد المراقبون أنه لأول مرة تنقل المقاومة الفلسطينية أرض المواجهة من داخل غزة إلى داخل المستوطنات المحتلة، وخاصة غرف العمليات الصهيونية التي كانت تدار منها عمليات العدوان على الشعب الفلسطيني القاطن في غزة، وأن امكانية اجتماع الكابينيت لن تغير من النتائج أي شيء، فطوفان الأقصى أغرق كل الجوانب النفسية والعسكرية والسياسية، وحتى النتائج بما يخص المواقف الدولية.