بقلم: ليسلي ليرد

(صحيفة”الاسكتلندي – “Scotsman البريطانية, ترجمة خالد النظاري – سبأ)

 

لقد لمح جيريمي هنت بأن المملكة المتحدة يمكن أن تشارك في حربٍ ما قد تشنها أمريكا على إيران، كما أن تعليقات بوريس جونسون المتلعثمة حول نازانين زاجاري-راتكليف لا تستوحي الكثير من الثقة، وفق ما كتبته ليسلي ليرد.

في بعض الأحيان، تبدو الأمور حيثما نظرت ليست بعيدة عن حافة الهاوية, ففي عالم الدبلوماسية، فإن العلاقة الحموية بين إيران والولايات المتحدة قد انهارت رسمياً. وعلى الرغم من ذلك، ما تزال الكارثة الإنسانية الأليمة تتكشف في اليمن بما يجلب علينا الخزي.

في اليمن، يمكن بل ويجب أن يكون هناك ضوء في نهاية النفق. لقد قضت محكمة الاستئناف في المملكة المتحدة بأن الحكومة البريطانية، على مرأى ومسمع من وزيري الخارجية السابق بوريس جونسون والحالي جيريمي هانت، تصرفت بشكل غير قانوني في مبيعاتها للأسلحة للمملكة العربية السعودية. وما يدهشني الآن هو أن اتخاذ ذلك القرار تطلب كل هذا الوقت الطويل علماً أن حزب العمال ظل يقول إن بريطانيا كانت تتصرف بشكل غير قانوني في هذا المجال على مدى أكثر من ثلاث سنوات.

رغم أنني يحذوني الأمل بأن الحرب في اليمن ستنتهي قريباً، إلا أننا بعيدون أكثر من أي وقت مضى عن التوصل لحل دبلوماسي لهذا الانهيار في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

عندما مزق ترامب الاتفاق النووي، كان من الواضح أن الأمور تتجه نحو الجنوب. إن العقوبات التي فرضها ستشل إيران من حيث أنها تنص على أن أي شركة أو دولة تتعامل مع إيران ستواجه عقوبات إن كانت لديها أصول في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتأتي العقوبات بعد أن اتهمت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء الهجمات على ناقلات النفط في مضيق هرمز وإسقاط طائرة بدون طيار تابعة للجيش الأمريكي.

وما يبعث على القلق هو أن ترامب أوضح أيضاً أنه ألغى الضربات الجوية ضد إيران في اللحظة الأخيرة, لا شك أنها خطوة جنبت الحرب في الوقت الحالي.

ومع ذلك، أليس أفضل وصف للوضع برمته هو أنه استعراض للقوة؟ إن ترامب يفخر بكونه صانع الصفقات البارز ومع اقتراب موعد الانتخابات في العام المقبل، فقد يكون هذا هو سبيله في استعمال القوة مع إيران للتوقيع على اتفاق نووي جديد يمكن أن يستخدمه ترامب لصالحه خلال الحملة.

إن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الحرب خلال الانتخابات ليست فكرة جيدة أبداً، لاسيما عندما يمكن تجنبها. ويبقى لنا أن نرى هل هذا النهج سينفع أم لا.

في إيران، أصبح الثيوقراطيون المتشددون المقربون من آية الله خامنئي لديهم اليد العليا الآن. لقد ظلوا يقولون دائماً إن استراتيجية الرئيس روحاني في التعامل مع الغرب كانت خطأ، وهذا هو الدليل بالنسبة لهم. ونتيجة لذلك، نرى زيادة في اختبار الصواريخ بعيدة المدى وزيادة في استخدام الصواريخ، بما في ذلك تلك الموجهة ضد المصالح الأمريكية في العراق، وتخزين لليورانيوم خارج الحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

كان جيريمي هنت تحدث في الأسبوع الماضي عن الحاجة إلى تخفيف حدة التوتر. قال إن لم نفعل ذلك، فسنصبح “غارقين” في حرب مع إيران. يجب أن نظل نطرح سؤال واضح ومحدد – لماذا؟ إذا كانت أمريكا تريد خوض الحرب مع إيران وكان المتشددون في طهران يقولون لهم شنوها، حينها ينبغي علينا بصراحة أن يكون لدينا الاستعداد لإدانتها.

هناك أسرة واحدة في المملكة المتحدة قد باتت بالفعل تشعر بعواقب انهيار العلاقات الدبلوماسية مع إيران. إن ريتشارد راتكليف، الذي ما زالت زوجته نازانين مسجونة دون مبرر في إيران منذ سبتمبر 2016، ما برح مضرباً عن الطعام أمام السفارة الإيرانية.

وحقيقةً لا يمكنني الوثوق بأي من المتنافسين على منصب رئيس الوزراء في إنهاء هذا الموضوع, إننا الآن بحاجة إلى قادة يتمتعون برباطة الجأش أكثر من أي وقت مضى. يبدو أن هانت لا يمانع في اتباع ترامب في خوض الحرب، كما أن تعليقات بوريس المتلعثمة من أن نازانيين تـُدرس الصحافة لم تساعدها بالتأكيد في وضعها البائس.

إننا نواجه العديد من التحديات كدولة: عدم مساواة وفقر وتزمت وتدمير للمناخ على سبيل المثال لا الحصر. فهل يشعر أحدكم بالأمان إذ يعلم بأن بوريس أو هانت سيكون مسؤولاً عن تلك القضايا؟ أما أنا فلا.

*ليسلي ليرد هي أمينة حزب العمال الظل في اسكتلندا والنائبة عن كيركالدي وكودنبيث