أحمد يحيى الديلمي

 

تقافزت علامات الاستفهام المشاغبة الى رأسي وأنا اتابع ندوة تلفزيونية في احدى القنوات المستنسخة المأجورة ،شدتني البداية لان النقاش تفجر بطريقة ساخنة ثم مالبثت حالة الانشداد ان خفتت وتحولت الى علامات استفهام ساخطة لان الروائح النتنة تصاعدت من احد المشاركين اذ كان المفترض ان يكون حديثه عن الدين كما عرف عنه فطالما اعتلى منابر المساجد والقى خطب ومواعظ رنانة اقشعرت لها ابدان الرجال وابكت عيون النساء كان يتباكى على الدين ويذرف الدموع بطريقة هستيرية بهدف شد المتلقين واخضاعهم لهواه لكنه اليوم اختلف عن اساليب الترغيب والتلفيق وتزوير الاحكام الشرعية فبدأ يسدد سهام التكفير والتفسيق الى الاخرين بأسلوب مقزز عبر عن خواء اخلاقي وفراغ فكري في حين ان من  تدعمه الاسانيد ويمتلك الدلالات الصادقة على مايقول لا يحتاج الى الشتائم وقذف الاخرين ومن يملك الحجة القوية لا يحتاج الى توظيف الدين وتشويه مضامينه لخدمة مصالح ذاتية ، الغريب اننا سمعناه يتباكى على النظام الجمهوري بينما خطبه في الماضي كانت تعتبر هذا النظام دخيل وفكر مستورد يخالف احكام الشرع القويم واليوم يتباكى عليه باسلوب مقزز وهذا تناقض صارخ لايقبله عاقل حتى المذيع اعترض عليه وهو يقول بان ايران تسعى الى اسقاط النظام الجمهوري في اليمن لصالح الملكية واشاد بدعم السعودية الشريف للجمهورية فقاطعه المذيع مذكرا اياه ان النظام في ايران جمهوري وفي السعودية ملكي لم يخجل ولم يرعوي بل انزلق الى غياهب الدفاع عن نظام ال سعود واعتباره فوق الشٌبهات الكلام نفسه فتح شهية الضيف الاخر الذي كان من المفترض ان يتحدث عن الثقافة والمثقفين لكنه بدأ كلامه بتوزيع تهم العمالة والخيانة على عدد من الادباء والشخصيات الوطنية لا لشيء إلا انهم اتحدوا مع الوطن وعلى نفس الشاكلة لم ينس ان يصف ولي العهد السعودي بالحكمة والصدق وانه نبي ثقافة ورسول سياسية هذا الكلام المؤلم كان مبعث مرارة الصدمة وخيبة الامل عندي المبالغة المجنونة في الوصف الى حد التقديس لم تظهر التناقض السخيف فقط لكنها اظهرت ضحالة هؤلاء وكيف انهم اصبحوا داخل شرنقة العمالة والانقياد الطوعي من اجل بعض المال المدنس وهنا تكمن الكارثة على الدين والوطن والثورة السقوط المريع من قبل هؤلاء يضعنا امام حقيقة هامة وهي اننا نواجه معتدين اجلاف وعملاء مرتزقة بلا ارادة وكلها مؤشرات تؤكد اهمية الصمود وتقديم التضحيات للتأكيد على ان اليمن اكبر واقوى من افلاس الخونة والمرتزقة والعملاء .

والله من وراء القصد ،،،