السياسية:

نضال أبو مصطفى

رغم الحديث المتكرر عن تعليق المحادثات بين السعودية وكيان العدو الصهيوني، أزال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الستار عن الموقف السعودي، وكشف عن الوجه الحقيقي الساعي لتطبيع العلاقات مع الكيان، معلنا أن السعودية حققت تقدما، وتقترب كل يوم أكثر فأكثر من التطبيع، موقفٌ اعتبره الفلسطينيون طعنة في الخاصرة وغطاء جديدا لجرائم الاحتلال.

عضو مكتب الأمانة العامة لحركة المجاهدين الفلسطينية د. نائل أبو عودة صرّح بأن تطور العلاقات السعودية الصهيونية يصب فقط في خدمة الاحتلال الذي يرتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف أبو عودة في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن تصريحات بن سلمان التطبيعية مع الاحتلال تأتي في ظل هذا التوقيت الحساس الذي تمر به القضية الفلسطينية والمدينة المقدسة، وهجمة هذه الحكومة الفاشية على المسجد الأقصى.

وذكر أبو عودة أن هذه التصريحات السعودية، وفتح كل الأبواب على مصراعيها أمام التطبيع يشكل طعنة غادرة في خاصرة الشعب الفلسطيني.

يوافقه في ذلك عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، الذي أكد أن كل الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته الفصائلية والأهلية يرفض هذا التطبيع لما يحمل في ثناياه من مخاطر على القضية الوطنية الفلسطينية.

وشدد أبو ظريفة في حوار خاص مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على أن تصريحات بن سلمان تشكل بلا شك طعنة في خاصرة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، داعيا السعودية لوقف هذا المسار التطبيعي.

وتابع أبو ظريفة: “ندعو المملكة العربية السعودية لوقف هذه المفاوضات الجارية مع الاحتلال برعاية الإدارة الأمريكية من أجل تطبيع العلاقات مع دولة الكيان، لما تحمله من مخاطر على الحقوق الوطنية”.

 كما طالب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية المملكة السعودية بوقف المفاوضات مع الكيان والالتزام بالحد الأدنى من المبادرة العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 في بيروت.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، جدّدت أمس رفضها لكل أشكال التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني الفاشي، الذي ينتهك كل الأعراف والقوانين الدولية، باستمرار احتلاله لأرض فلسطين.

ودعت الحركة في بيان صحفي كل من سار في نهج التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني إلى مراجعة هذا النهج الخطير على فلسطين وعموم المنطقة وشعوبها والتخلي عنه.

من جانبه، رأى المختص في الشأن الصهيوني باسم أبو عطايا أن دولة الاحتلال تعلم الأهمية الكبيرة للمملكة العربية السعودية سواء الأهمية السياسية أو الأهمية الدينية، وتعلم جيدا أن فتح الرياض أبوابها لكيان الاحتلال يعني امكانية اختراق معظم عواصم الدول العربية والإسلامية.

وقال أبو عطايا في حديث خاص لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن السعودية تستطيع فتح أبواب كثيرة كانت مغلقة أمام الكيان، في ظل قدرتها على دعم مناطق شاسعة من افريقيا وفرض سيطرتها على قرارها السياسي.

وأشار أبو عطايا إلى أن تطور العلاقات بين السعودية والكيان سيخدم الأخير ليستطيع أن يتحدث عن أنه أصبح كيانا طبيعيا في المنطقة بسبب أن أكبر دولة إسلامية في المنطقة تقيم علاقات سلام معه.

وتابع المختص في الشأن الصهيوني قائلا: “رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ عام 2015 لم يستطع تسويق أي إنجازات يمكن أن يتحدث عنها للجمهور الصهيوني، ولذلك جاء بحكومة يمينية متطرفة تتهمها المعارضة بتخريب العلاقات الدولية مع الكيان، لكن وجود السعودية في هذا الوقت في علاقة تطبيع مع هذه الحكومة اليمينية سيعطي نتنياهو قوة سياسية ودفعة كبيرة يستطيع من خلالها تثبيت أركان حكومته”.

وختم أبو عطايا بالقول: إن التقارب السعودي الصهيوني جعل نتنياهو يتقدم خطوات على المعارضة التي تحتشد وتنظم تظاهرات واسعة في الشارع الصهيوني لتسقط الحكومة، وبات نتنياهو يستطيع أيضا أن يعود بإنجاز تاريخي يتحدث عنه إلى الجمهور الصهيوني، ويزيد من أسهمه الانتخابية في أي انتخابات قادمة.