مسؤول في “أنصار الله” يكشف لـ”سبوتنيك” الملفات التي يجري النقاش حولها في السعودية
السياسية – متابعات:
أكد توفيق الحميري، مستشار وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ في العاصمة اليمنية صنعاء، إن المناقشات التي تجري لأول مرة في الرياض، تجري بشكل مباشر بين وفد الجمهورية اليمنية القادم من صنعاء والسعودية بوساطة عمانية.
وقال الحميري، في اتصال مع “سبوتنيك”، الأحد، إن “المفاوضات تتم بين الجمهورية اليمنية (كطرف معتدى عليه)، والمملكة العربية السعودية كطرف يقود العدوان”.
وتابع الحميري: “إلى هذه اللحظة، التقدم الذي حدث من خلال الخطوات الأخيرة، أن الرياض تقبلت المواضيع التي كانت ترفض في الفترة السابقة إعطاءها حيزا من النقاش في كل الجولات، حيث كانت السعودية تحاول التنصل عن تلك المطالب والملفات وتعتبر نفسها غير مسؤولة عما يتم طرحه فيما يتعلق بالملف الإنساني ورفع الحصار وفتح المطارات، بجانب إعادة الأموال اليمنية المنهوبة التي تخص مرتبات الموظفين اليمنيين، وكانت السعودية تصادرها إلى البنك الأهلي بالرياض”.
وأشار مستشار وزارة الإعلام إلى أن “الملفات السابق ذكرها أُتيحت الفرصة لمناقشتها الآن، اليوم وصلنا مع السعودية إلى أن تصبح النقاشات على الملف الإنساني ومداخل مفاوضات السلام المطروحة من قبل صنعاء كمداخل عملية يجري الحديث حولها بين الوفد الوطني والرياض”.
ولفت الحميري إلى أن “السعودية أصبحت اليوم طرفا مباشر فيما يحدث، وهذا هو التقدم الذي تحقق في النقاشات التي تجري الآن في السعودية”.
وحول إمكانية اتخاذ السعودية قرار السلام مع صنعاء بعيدا عن الضغوط الأمريكية والغربية، يقول مستشار وزارة الإعلام: “الأمريكيون يحاولون دائما الإبقاء على الحصار والعدوان ويحاولون على الدوام إفشال أي تقارب يمني – سعودي، أو أي خطوات جادة في طريق رفع المعاناة عن اليمنيين، ونحن اليوم ندرك أن التأثير الأمريكي لا يزال قائما على القرار السعودي، لكن هذه ليست مشكلتنا في صنعاء إذا كان السعودي يغلب المصالح الأمريكية على المصالح الوطنية السعودية”.
ولفت الحميري إلى أن “الضغوطات الموجهة نحو السعودية من صنعاء اليوم، تفوق الضغوط الأمريكية على الرياض، اليوم تمتلك صنعاء أوراق ضغط على السعودية قادرة على إجبارها على الاستجابة لما يطرح من الجانب اليمني، وإن لم يكن هناك تغليب لمصالح السعودية والاستجابة لما يطرحه اليمنيون، أعتقد هنا أن السعودية سوف تصبح ضحية نتيجة استجابتها للتوجهات الأمريكية، حيث أن كامل إنتاج النفط السعودي هو تحت عملية استهداف من القوة الصاروخية في صنعاء”.
واختتم بقوله: “كلما حققنا انكسارا في الهيمنة الأمريكية ونفوذها على السعودية أو الجمهورية اليمنية ودول المنطقة، كلما كان ذلك انتصارا لشعوب المنطقة”.
وأكدت جماعة “أنصار الله” اليمنية، في وقت سابق الاحد، أن “محادثات السلام التي تجرى مع السعودية هي آخر الجولات التي تعقد في الرياض”، مؤكدة أنها “تسير في أجواء إيجابية”.
وفي وقت سابق من الأمس، أبلغ مصدر في صنعاء وكالة “سبوتنيك”، بأن “وفدًا برئاسة رئيس الوفد المفاوض في “أنصار الله” المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، غادر مطار صنعاء الدولي، رفقة وفد من المكتب السلطاني العُماني، إلى الرياض، على متن طائرة تابعة لسلاح الجو العُماني، لإجراء مباحثات مباشرة مع الجانب السعودي حول تفاصيل الحل النهائي للصراع في اليمن، بدءًا بالاتفاق على وقف لإطلاق النار ومعالجة الملف الإنساني تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية”.
وفي أبريل الماضي، رعى وفد عُماني مباحثات في صنعاء، بين جماعة “أنصار الله” ووفد رسمي سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، استمرت 6 أيام، بحثت الملف الإنساني وإيقاف إطلاق النار في اليمن، وبدء عملية سياسية يمنية شاملة.
وحينها أعلنت السعودية أن “فريقًا من الخارجية عقد مجموعة من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات متعمقة بشأن الوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن، اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية”، مضيفةً أن “تلك اللقاءات ستُستكمل في أقرب وقت، بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية”.
ووصفت جماعة “أنصار الله”، آنذاك، النقاشات مع الوفد السعودي في صنعاء بـ”الجدية والإيجابية”، مؤكدة “التقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة، في وقت لاحق”.
وفي الثامن من أبريل الماضي، قالت جماعة “أنصار الله” إنها توصلت إلى تفاهمات مع السعودية، في جميع الملفات بما في ذلك تجديد هدنة الأمم المتحدة المنقضية في اليمن، مطلع أكتوبر الماضي، وملف تحقيق السلام، خلال مفاوضات استضافتها سلطنة عُمان، الفترة الماضية، مؤكدة أن تنفيذ تلك التفاهمات سيكون على مرحلتين، مرحلة الهدنة، ومرحلة الحل الشامل، بحسب الجماعة.