تمخض الجبل فولد فأرا
أحمد يحيى الديلمي
كما قلنا في تقرير سابق هاهي ورشة المنامة قد انقضت وتبخرت الى لاشيء كما يقال (تمخض الجبل فولد فأرا) والفأر هذه المرة ذهب الى احضان محمد بن زايد ومحمد بن سلمان فكلاهما معنيان بدفع المبلغ الذي وعد به كوشنير ومقداره خسمون مليار دولار سوى تعثرت صفقة القرن او لم تتعثر فأمريكا في كل الحالات لابد ان تكون هي الرابحة بالطبع الاميرين سيوزعا الاعباء على كل دول الخليج ليس هذا المهم فقط نتسأل اين ستذهب هذه المبالغ لاشك انها ستذهب الى الصندوق الذي وعد به كوشنير وهذا الصندوق تحت هيمنة امريكا التي لا تهتم كثيرا بالوصول الى تحقيق السلام في المنطقة قدر اهتمامها بسلامة وامن دولة الكيان الصهيوني وضمان ادماجها في المنطقة كدولة فاعلة اما الشعب الفلسطيني المقهور المغلوب على امره فليس له أي وجود في قائمة الاهتمامات الامريكية لذلك فأن أي مبادرة في هذا الجانب من قبل امريكا ليست الا وبال على فلسطين والامة العربية اذ يكفي ان امريكا استطاعت ان تمحي القضية الفلسطينية من ذاكرة امراء الخليج الذين باتوا يناصبون العداء للشعب الفلسطيني ويبذلون كل طاقتهم وجهدهم لضمان حق الصهاينة ودفع دول المنطقة الى الاعتراف بهذا الكيان الدخيل مقابل مبالغ مالية وهذا ما درجت عليه امريكا التي اعتبرت القضية كلها قضية مال فوعدت بالخمسين المليار كي تسيل لعاب الفلسطينيين لكن شعب الجبارين كما وصفه القائد الرمز المرحوم ياسر عرفات رفض كل الاغراءات وتمسك بحقه في الحياة والعودة الى ارضه في كل الاحوال هاهي الورشة قد انتهت الى لاشيء واصبح خيار الفلسطينيين في العودة واقامة الدولة المستقلة هو الخيار الذي لابديل عنه وسيبقى كذلك طالما والعروق تنبض بدم العروبة وعروة الاسلام وهكذا تبخرت آمال كوشنير وذهبت ادراج الرياح والخشية ان تحاول امريكا اجبار الخليجيين على دفع المبلغ او انها قد فعلت وستجير المبلغ لحساب دولة الكيان الصهيوني وهنا تكمن المصيبة .
في الاخير تحية لكل فلسطيني وعربي شريف ناهض هذه المؤامرة ورفض الانسياق لمضامينها واهمس في اذن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الحضور هو حضور سوى كان امين عام او وزير فالأردن حضرت كدولة ولا يهم موضع الشخص في المسؤولية !!؟