المحرر السياسي——

 

دخل تحالف العدوان السعودي الإماراتي في مأزق كبير بمختلف الجبهات خاصة جبهة الحديدة التي يأتي التصعيد فيها على خلفية الاستهداف اليمني لجنوب المملكة بالطائرات المسيّرة والصواريخ، الأمر الذي ينذر بتحول نوعي في مسار الحرب التي تشنها قوى العدوان على اليمن منذ أكثر من أربع سنوات.

المتابع المنصف لمسار الحرب والتصعيد فيها في الآونة الأخيرة يلاحظ سعي قوى العدوان الحثيث إلى لملمة صفوفها خاصة بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بهم في مختلف الجبهات في انكسار واضح لقواها وتقهقرهم العسكري، الأمر الذي ينبئ بتحول الصراع لصالح قوى الحق المدافعة عن الوطن ممثلة بالجيش واللجان الشعبية.

المسألة هنا تأخذ قضية الإيمان بالدفاع عن قضية حق وباطل، مقاتلي الجيش واللجان الشعبية حملوا السلاح دفاعا عن وطن تعرض لهجمة شرسة من قبل قوى العدوان ومرتزقته يقاتلون بأسلوب الارتزاق لأنه لا توجد قضية حق يقاتلون من أجلها وهو أسلوب خاسر لا محالة أثبتت ساحات الصراع في العديد من دول العالم فشله.

إن التحول النوعي في مسار الحرب لصالح الجيش واللجان الشعبية آخذ في الاتساع حتى على مستوى التأييد في العديد من دول العالم، وذلك يظهر جليا في إحجام العديد من الدول بيع السلاح للمملكة العربية السعودية ودولة الامارات، والتأييد الواضح من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية لبلادنا بعد أن اتضحت حقيقة زيف الادعاءات السعودية الإماراتية في حربها على اليمن.

لقد أدى العدوان السعودي الإماراتي على بلادنا إلى حالة من التشظي خاصة في جنوب البلاد، وما برز إلى العلن من صراع سعودي إماراتي في اقتسام اليمن والسيطرة على مناطق نفوذ لكلا الدولتين اللتان تحتلان الجنوب حاليا، وهذا يظهر جليا حقيقة الأجندة السعودية الإماراتية التي جاءت إلى اليمن من أجلها وأصبح المواطن اليمني والمجتمع الدولي يعرف حقيقة أطماع الرياض وأبو ظبي في اليمن وسعيهما إلى تقاسم البلاد إلى مناطق نفوذ ومصالح استعمارية ساعدها في ذلك وجود مرتزقة في الجنوب يرفعون علم الانفصال ويسعون إلى تحقيق ذلك بدعم واضح وبارز للعلن من دولتي الاحتلال.

حالة من الهستيريا الاستعمارية تسود قوى العدوان في تعاملها مع الشأن اليمني، ساعدها في ذلك غض الطرف من قبل الدول الاستعمارية الكبرى أمريكا وبريطانيا والعديد من دول أوروبا الغربية عن جرائم السعودية والإمارات في اليمن ومشاريعها الانفصالية الاستعمارية فيها، وانتكاسة ترامب في الخليج أمام إيران وارتداد ذلك على دول العدوان، الأمر الذي أدى إلى لجئوا السعودية والإمارات للورقة الصهيونية والتنسيق المخابراتي العلني معها تحت وهم مواجهة الخطر الإيراني.

يمكن القول أن المرحلة النهائية لمسار الحرب على اليمن قد بدأت فعلا في الخسران المبين لدول العدوان جراء الضربات المتلاحقة التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية بالصواريخ والطائرات المسيّرة على العديد من المراكز الحساسة في دول العدوان والعجز الكامل لتلك الدول في صد تلك الهجمات مع انها تمتلك أقوى الأسلحة وتسعى إلى امتلاك المزيد بمليارات الدولارات.

لكن المسألة هنا تؤكد أن العامل الحاسم في المعركة هو الإنسان وليس السلاح.