السعودية تحرض لندن على إيران
أحمد يحيى الديلمي ——
تناقلت وسائل الإعلام خبر عن مسئول سعودي كبير وصل إلى بريطانيا بقصد تحريضها لشن هجمة ولو خفيفة ضد إيران عقب إعلان الرئيس الأمريكي ايقاف الهجمة الخاطفة من قبل قوات المارينز على أهداف إيرانية، وفشل الرهان السعودي على أمريكا بحسابات ضيقة خاطئة، اعتقدت أن أمريكا ستندفع لضرب طهران لتشفي غليل الطرف السعودي والإماراتي، الا أن أمريكا أفشلت هذا الرهان كما قال ترامب “أوقف الضربة قبل عشر دقائق من حدوثها” مما اضطر السعودية إلى فتح الملف مع بريطانيا وتقديم معلومات استخباراتية تؤكد ضرب إيران لناقلات النفط لا يُعرف مدى صحتها، ويبدو أنها غير صحيحة لأن الجانب البريطاني لم يأخذها على محمل الجد، واعتبرها في نطاق المعلومات الاستخباراتية المضللة، ولذلك رفضت العرض رغم ما رافقته من إغراءات مالية سخية، وكانت المفاجئة أن لندن عقب هذا العرض أوفدت وزير الدولة إلى طهران للتفاوض مع الجانب الإيراني.
ما أثار الدهشة لدى المعلقين السياسيين هو اصرار السعودية والإمارات على اشعال فتيل الحرب مع أنهما ستكونان الأكثر تضررا من هذه الحرب اذا اندلعت والسوال الذي يضع نفسه هو هل انعدمت الرؤية لدى حكام الرياض وأبو ظبي .. وهل أصبحوا بكل هذه السذاجة يبحثون عن من يدمر بلدانهم للنيل من الخصم فقط وكأنهم يسيرون في ركاب شمشون وأمثاله ومثلهم الأعلى “عليّ وعلى أعدائي” والسوال الآخر هو إلى متى سيظل هؤلاء الحكام سادرين في الغي وشعوبهم تأن من مراهقاتهم وتصرفاتهم الطفولية التي تتأثر بها شعوبهم قبل الأخرين؟
إنها قمة المهزلة والمأساة أن تُحكم الشعوب بمثل هذه العقليات الساذجة التي لا ترى أبعد من أنفها وتحاول الرهان على كل شيء في سبيل إرضاء نزواتها الذاتية وغرورها الفردي ولو أدى الأمر إلى تدمير الشعوب … اليست مفارقة عجيبة أن يفكر هؤلاء الناس بهذا الاسلوب الهمجي على حساب مصالح بقاء الشعوب التي يحكمونها ؟ لسنا هنا بصدد الدفاع عن إيران فهي قادرة على الدفاع عن نفسها، لكننا نستخف بعقول هؤلاء الحكام الذين فقدوا أدنى مستوى المسؤولية والإحساس بآلام شعوبهم .. نأمل من الله سبحانه وتعالى انقاذ هذه الشعوب والأمتين العربية والإسلامية من طيش هؤلاء الحكام الذين فقدوا الصواب والتفكير السليم أنه على ما يشاء قدير ..
والله من وراء القصد ..