في ظل ابن سلمان ..السعودية إلى أين؟
لم يأتِ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجديد في حديثه المطول لصحيفة “الشرق الأوسط” فإجاباته على العديد من الأسئلة حول القضايا الساخنة في المنطقة هي نفسها، رؤية لحلول تتسم بالمغالطات وعدم الوضوح ودون إجابات شافية ومقنعة تأخذ مصالح بلاده والأطراف الأخرى .. الأمر الذي يجعل العديد من المراقبين والمحليين السياسيين يتساءلون إلى أين يقود هذا الرجل بلاده؟
فعند تطرقه للأزمة اليمنية التي تعتبر السعودية السبب الرئيس فيها، كرر كلامه السابق، وكلام كل المسئولين السعوديين بالحديث عن أجندة إيران في اليمن وعدم قبول بلاده لمليشيات خارج مؤسسات الدول على حدود المملكة.
هنا يتساءل أي مراقب لمسار الحرب في اليمن عن أكذوبة أجندة إيران باليمن، لكن حتى محمد بن سلمان نفسه يعي جيداً عدم صحة هذا المنطق وهذه الحجة، ويعي أيضاً أن المسألة تتصل بمسار حرب طرفها المملكة العربية السعودية ومرتزقتها كطرف معتدي والجيش واللجان الشعبية كطرف مدافع عن سيادة وأمن واستقرار الجمهورية اليمنية.
المعروف وطنياً وعربياً ودولياً أن هناك اعتداء على الجمهورية اليمنية من قبل السعودية وما أسمته بالتحالف العربي الذين صوبوا نيران أسلحتهم على المدن والقرى اليمنية في واقعة مشهودة ومعروفة للعالم أجمع.
إن الاعتداء على دولة مستقلة وذات سيادة حتم على الجيش ولجانه الشعبية حمل السلاح والدفاع عن وطن يتعرض لغزو واعتداء جائر .. فهل كان ابن سلمان يأمل أن يقابل اعتداءه على اليمن بالورود؟
ويعرف كل المتابعين للشأن اليمني أن الجمهورية اليمنية كانت وما زالت عامل أمن واستقرار في المنطقة ولم يحصل ما يسيء للمملكة عبر حدودها الطويلة معها وكان اليمن وعبر عقود من السنوات راعياً للجيرة والحدود مع السعودية ويحكمه في تعاملها مع الأشقاء في المملكة روابط الدين والعروبة والقربى.
وحينما يتحدث ابن سلمان عن هدفه تحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن.. هنا يحق لنا أن نتساءل عن معنى الازدهار والاستقرار والرخاء بمفهوم محمد بن سلمان، هل هو تدمير القرى والمدن والبنية التحتية اليمنية ومؤسسات الدولة وقتل الموطنين اليمنيين؟ هل هذا هو مفهومه للرخاء والازدهار الذي يصدره لليمن؟.
وحول رده على التعامل الايجابي مع اتفاق السويد ومع كل مبادرة تهدف إلى السلام في اليمن نقول له كانت القيادة اليمنية سباقة لذلك وبحسن نية ومنذ سنوات، فاليد اليمنية ممدودة للسلام وتصريحاتها حول ذلك معلنة وموثقة ابتداء من السيد عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى السابق صالح الصماد ورئيس المجلس السياسي الأعلى الحالى مهدي المشاط وكل القيادات اليمنية ، والمسألة هنا ليست بحاجة إلى جهد للتذكير بل التعامل الإيجابي مع تلك التصريحات .
يجب أن يعرف ويعي محمد بن سلمان أنه لا أمن ولا استقرار بالمنطقة ما دامت الطائرات والصواريخ تقصف الأرض اليمنية ويجب أن يعرف ويعي أيضاً أن استقرار اليمن وازدهاره هو استقرار لبلاده.