السياسية-وكالات:

شهدت أسعار البنزين في العديد من دول العالم خلال الأشهر الماضية من العام الجاري ارتفاعا مستمراً ضاعف من تهديدات تصاعد التضخم رغم جهود البنوك المركزية للسيطرة على وتيرة ارتفاع الأسعار.

وقد سجلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعا كبيرا بمعدل ١٨ بالمائة منذ بداية العام ٢٠٢٣م ، ما جعل محطات الوقود الأمريكية تشهد أكبر صعود يومي في عام واحد لأسعار البنزين.

وتزامن ذلك الارتفاع مع صعود الأسعار في آسيا وأوروبا نتيجة تشديد الإجراءات التي اتخذتها الأوبكت بشأن خفض الانتاج على الرغم من ارتفاع الطلب الكبير .

وعزت تقارير اقتصادية أسباب الارتفاع القياسي لأسعار البنزين في الولايات المتحدة الامريكية إلى العقود الآجلة في نيويورك والتي ارتفعت الى أعلى مستوياتها في الأشهر الماضية من العام ٢٠٢٣م.

وأشارت التقارير إلى أن أعطال مصافي التكرير وهبوط المخزونات وزيادة الطلب من العوامل الرئيسية في ارتفاع البنزين ، الى جانب تراجع المخزونات في المنشآت الرئيسية .

ولقد باتت أسعار البنزين محط أنظار العالم بعد ارتفاع التكلفة التي شهدتها مختلف دول العالم جراء أزمة الطاقة العالمية نتيجة للحرب الروسية الاوكرانية التي رسمت خارطة وواقعا جديدا في عالم الطاقة الجديدة، والتي من اهم ملامحها ارتفاع أسعار الطاقة والغاز الطبيعي عالميا مما عرض جميع دول العالم بدون استثناء لأزمات حادة في أسعار الطاقة.

ووفقا لدراسة اقتصادية في هذا المجال فان تسعير المنتجات البترولية من خلال النظر الى التكاليف الرئيسية التي تدخل ضمن محددات انتاجه مرتبط بعدد كبير من العوامل أبرزها سعر الخام عالميا، حيث تستخدمه الدول كمؤشر لتحديد السعر العالمي لبرميل البترول، الى جانب سعر صرف الدولار الأمريكي ، وكذا تكاليف النقل والتداول والتأمين والتي ترتبط بشكل أساسي بتكاليف توفير تلك المواد البترولية في محطات التموين للمواطنين.

ووفقا للتقرير الأسبوعي الصادر عن مؤسسة العطية للطاقة، فقد ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة الماضية بعد أن توقعت الوكالة الدولية للطاقة تراجع الإمدادات وبلوغ الطلب العالمي على النفط مستويات قياسية،  ما دفع الأسعار إلى الصعود للأسبوع السابع على التوالي.

 وسجلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة بمقدار 41 سنتًا لتستقر عند 86.81 دولار للبرميل، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 37 سنتًا لتبلغ عند التسوية 83.19 دولار.

وعلى المستوى الأسبوعي، ارتفع كلا المعيارين بنحو 0.5 بالمائة، وفي  آخر مرة ارتفع فيها خام برنت لسبعة أسابيع متتالية كان في الفترة بين يناير وفبراير العام الماضي.

 وقدرت الوكالة الدولية للطاقة أن الطلب العالمي على النفط وصل إلى مستوى قياسي بلغ 103 ملايين برميل يوميًا في شهر يونيو الماضي، وقد يصل إلى معدل أعلى هذا الشهر.

كما أن تخفيضات الإنتاج من قبل السعودية وروسيا يؤدي إلى انخفاض حاد في مخزونات النفط مع نهاية العام الجاري، وهو ما قالت عنه وكالة الطاقة الدولية بأنه قد يدفع أسعار النفط لمزيد من الارتفاع.

 بينما قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.44 مليون برميل يوميا هذا العام، في حين أن آفاق سوق النفط ستظل جيدة خلال النصف الثاني من العام الحالي. 

ومن ناحية أخرى، ساهمت البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في دعم معنويات السوق، ما أثار التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سينهي الزيادات المطردة في أسعار .