تفريغ ناقلة “صافر” جنب اليمنيين تهديداً كبيراً
السياسية:
في 25 نوفمبر الماضي أعلنت الأمم المتحدة، تلقيها رسالة رسمية من حكومة صنعاء وحركة “أنصار الله”، أكدت فيها موافقتها على اقتراح الأمم المتحدة بشأن إرسال بعثة خبراء لتقييم وضع ناقلة النفط “صافر”، جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” الذي قال للصحفيين يوم أمس عبر تقنية التواصل عن بعد إن الأمم المتحدة تلقت رسالة رسمية من سلطات الأمر الواقع في صنعاء، “أنصار الله”، يوم السبت، تشير فيها إلى موافقتها على اقتراح الأمم المتحدة بشأن إرسال بعثة خبراء إلى ناقلة النفط “صافر”.
وتأتي هذه الرسالة بعد عدة أسابيع من التبادلات الفنية البناءة بشأن الأنشطة التي سيضطلع بها فريق الخبراء، وقال دوجاريك إن ذلك “يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في هذا العمل الحاسم”.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الهدف من بعثة الخبراء التي تقودها الأمم المتحدة هو “تقييم وضع السفينة وإجراء الصيانة الأولية، إضافة إلى صياغة توصيات بشأن الإجراءات الإضافية المطلوبة لتحييد مخاطر الانسكاب النفطي”.
الجدير بالذكر أن حكومة الإنقاذ الوطنية وحركة “أنصار الله” قدمتا وثيقة حل شامل للأمم المتحدة، في 8 نيسان الماضي، تتضمن، نشر بعثة فنية بقيادة الأمم المتحدة لتقييم أوضاع الناقلة “صافر” وإجراء الإصلاحات المبدئية، وتقديم التوصيات الفنية اللازمة وإجراء الإصلاح والصيانة، والاتفاق على ضوء توصيات الفريق الفني على خطة لاستخراج النفط من الناقلة بطريقة آمنة وبما فيها عودة ضخ النفط إلى الناقلة عبر أنبوب صافر – رأس عيسى.
وتضمنت تلك الوثيقة أيضا أن تقوم الأمم المتحدة بفك الحصار عن ميناء الحديدة للسماح بدخول المشتقات النفطية والمواد الطبية والغذائية للمناطق المحررة ولكن الأمم المتحدة لم تمض قُدما في إجراء وتنفيذ هذه التوصيات وإنما بدأت بالمراوغة واختلاق الكثير من الأعذار.
نزع فتيل أكبر قنبلة موقوتة في العالم
أعلنت الأمم المتّحدة الجمعة انتهاء عملية سحب حمولة ناقلة النفط “صافر” المتداعية قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي في البحر الأحمر، مشيرة إلى سحب أكثر من مليون برميل نفط منها وبالتالي زوال الخطر الوشيك بحصول تسرّب.
وفي وقتٍ سابق قال أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، إنه بدأت الأمم المتحدة عملية لنزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم، مُضيفًا إن نقل النفط من ناقلة صافر إلى أخرى خطوة الحاسمة في تجنب كارثة بيئية وإنسانية على نطاق هائل، جاء ذلك خلال رسالة له تعليقًا على عملية ناقلة النفط في اليمن “صافر”.
ووفق الأمين العام “بدأت الجهود لنقل مليون برميل من النفط من ناقلة صافر” المتهالكة إلى سفينة بديلة، مؤكدًا أنها مهمة شاملة وتتويج لما يقرب من عامين من العمل الأساسي السياسي وجمع الأموال وتطوير المشاريع.
ولفت جوتيريش إلى أنه كان من الممكن أن تكون السفينة قد انفجرت أو تحطمت، ما أدى إلى تسرب ما يصل إلى أربعة أضعاف النفط المنبعث في كارثة إكسون فالديز، وسيتم القضاء على مجتمعات الصيد ومئات الآلاف من الوظائف ستختفي على الفور وستتعرض مجتمعات بأكملها للسموم القاتلة.
وأضاف “في حالة تسرب الكمية الهائلة من النفط كانت ستضطر الموانئ الرئيسية، بما في ذلك الحديدة والصليف إلى الإغلاق إلى أجل غير مسمى وسيتوقف الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة للملايين، كما أن المياه والشعاب المرجانية والحياة البحرية سوف تدمر تمامًا، وفاتورة التنظيف المحتملة وحدها يمكن أن تصل بسهولة إلى عشرات المليارات من الدولارات”.
وأوضح جوتيريش “تتمثل الخطوة الحاسمة التالية في الترتيب لتسليم عوامة متخصصة يتم ربط السفينة البديلة بها بأمان، مُشيرًا إلى أننا سنحتاج إلى حوالي 20 مليون دولار لإنهاء المشروع الذي يشمل تنظيف وإلغاء ناقلة صافر وإزالة أي تهديد بيئي متبقٍ للبحر الأحمر”.
تفريغ ناقلة “صافر” جنب اليمنيين تهديداً كبيراً
لقد كان هناك تخوف وقلق كبير حول الآثار التي يمكن أن تخلفها سفينة صافر في حال تسرب النفط، وإن تفريغ الناقلة قد أزال تلك المخاوف من الآثار الجسيمة التي قد يخلفها الانفجار أو تسرب محتواها، حيث كان من المتوقع أن يسبب تسرب النفط من الناقلة السبب في فقدان 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر تنوعها البيولوجي، وفقدان 126 ألف صياد يمني مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي، فيما سيتعرض 850 ألف طن من المخزون السمكي في المياه اليمنية لتهديد النفوق داخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
كما ستقتل بقع النفط الخام المتسربة 969 نوعاً من الأسماك (الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق)، و300 نوع من الشعاب المرجانية ستختفي، إضافة إلى اختناق 139 نوعاً من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية.
ووفقاً للتقديرات سيحتاج اليمن- في حال وقوع كارثة تسرب النفط الخام (الوشيك) من الناقلة صافر- إلى معالجة أضرار التلوث البحري مدة طويلة، قد تزيد على 30 سنة قادمة، كي تتعافى بيئة البحر الأحمر.
في النهاية يمكن القول إن تفريغ ناقلة “صافر” جنب اليمنيين تهديداً كبير جداً وأنقذ حياة ملايين اليمنيين الذين قد يجدون أنفسهم من دون مياه للشرب ومساعدات غذائية، مع تفاقم الأزمة في البلاد، فالناقلة “صافر” لم تخضع لأيّ أعمال صيانة منذ بدء العدوان على اليمن، وهذا أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها، حيث إن الناقلة كان يعلوها الصدأ على بعد ستّة كيلومترات من الساحل اليمني، وفي حال تسرب النفط منها ستكون من أخطر كوارث التسرّبات النفطية في التاريخ، لأن النفط المتسرّب قد يمتدّ على طول سواحل بلدان مجاورة لليمن مثل جيبوتي وإريتريا والسعودية، الأمر الذي قد يؤثّر على مسارات الشحن في البحر الأحمر.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر