السياسية:

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن،امس الجمعة 28 يوليو / تموز 2023، إن اتفاقا قد يكون وشيكا مع السعودية بهدف التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين المملكة وكيان إسرائيل، وذلك عقب محادثات أجراها مستشاره للأمن القومي مع مسؤولين سعوديين في جدة. وأضاف بايدن للمساهمين في حملة إعادة انتخابه لعام 2024 في لقاء أقيم في فريبورت بولاية مين “هناك تقارب ربما يكون جاريا”، ولم يذكر بايدن أي تفاصيل عن الاتفاق المحتمل.

ويسعى المسؤولون الأمريكيون منذ شهور للتوصل إلى ما قد يكون اتفاقا تاريخيا بين السعودية وكيان إسرائيل.

وقال توماس فريدمان كاتب الرأي في صحيفة نيويورك تايمز في مقال نُشر الخميس 27/07 إن بايدن يدرس ما إذا كان سيمضي قدما في اتفاق أمني بين الولايات المتحدة والسعودية يتضمن تطبيع العلاقات بين المملكة وكيان إسرائيل.

في هذا السياق، وصل مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي،ماكغورك، ومبعوث الطاقة عاموس هوكتشين، يوم الخميس 27/7، إلى السعودية لمناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق للتطبيع.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن من الممكن التوصل إلى اتفاق بين كيان إسرائيل والسعودية بعد أن توصلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى اتفاقات مماثلة بين كيان إسرائيل وكل من المغرب والسودان والبحرين والإمارات.

تبذل إدارة بايدن جهودًا لتوسيع اتفاقيات إبراهيم من خلال التوسط في اتفاق بشأن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب. من جانبهم، حدد السعوديون أهدافهم، والتي تشمل، إلى جانب رغبتهم في إحراز تقدم في القضية الفلسطينية، العديد من “المطالب” الرئيسية من الولايات المتحدة: ضمان الأمن، وسهولة الوصول إلى مقتنيات الأسلحة الأمريكية، وتعاون واشنطن معها في ملف الطاقة النووية.

ما هي احتمالات النجاح؟

يرى مراقبون، أن أي اتفاق مستقبلي، سيقتضي بالضرورة أن تكون الولايات المتحدة على استعداد لتقديم شكل من أشكال الضمان الأمني ​​للمملكة العربية السعودية، وبالتالي الالتزام مع “حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي”، ومن جانب آخر، إيجاد صيغة للتغلب على الخلافات حول الضمانات النووية.

خلال مقابلة أجراها مع المجلة الأمريكية “أتلانتيك مغازين” في آذار 2022، قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إن بلاده لا تعتبر كيان إسرائيل عدوا، بل حليفا لها، مبررا ذلك بالمصالح المشتركة التي تجمع البلدين. ولكنه اشترط في المقابل قبل توقيع أي اتفاق تطبيع حل بعض الملفات العالقة.

خلال ولاية الحكومة السابقة، شهد التعاون بين البلدين تقدما ملموسا، ولكن المباحثات لم تتقدم، وتوقفت على الرغم من فتح الأجواء السعودية للطيران القادم من كيان إسرائيل، وتطوير شراكات اقتصادية.

حسب الصهاينه، فإن العائق العائق الرئيسي أمام توقيع اتفاق مع السعودية هو المطلب السعودي من الولايات المتحدة بناء مفاعل نووي مدني في المملكة، في حين يشدد السعوديون على مركزية وأولوية الملف الفلسطيني في مباحثات التطبيع.

ومن بين ما يعرقل المساعي الدبلوماسية أيضا، العلاقة “الفاترة” بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو وبايدن. إذ يواصل البيت الأبيض انتقاده بوضوح وبشكل مباشر الممارسات الصهيونية في الضفة الغربية، وسلوك المستوطنين ضد الفلسطينيين، إضافة إلى انتقاد التعديلات التي سعى لإقرارها ائتلاف اليمين المتطرف.

في حال تم إبرام اتفاق التطبيع، يرجح أن يتعزز حضور كيان إسرائيل في العالم العربي، ويتقوى الوجود الأمريكي في المنطقة على حساب النفوذ الصيني المتنامي. وهذا من الأسباب المفسرة لسعي إدارة بايدن الحثيث من أجل إحراز تقدم بشكل سريع، خاصة في ظل التحركات الأخيرة نحو الانفراج سعودي إيراني.

* المصدر: موقع مونت كارلو
* المادة نقلت حرفيا من المصدر