السياسية:

“ليس فقط في مخيم جنين.. لاحظوا كيفية تفجير عبوة قوية ضد مركبة هندسية للجيش الإسرائيلي دخلت مخيم نور شمس في طولكرم”، هذا ما قاله مراسل قناة “كان” العبرية اليؤور ليفي في وصفه لتصدي “كتيبة طولكرم” لاقتحام قوات الاحتلال للمخيم في الرابع والعشرين من شهر يوليو 2023. ويعتبر هذا التصريح اعتراف بتمدّد إمكانيات المقاومة بين مناطق الضفة الغربية. فما وصلت اليه “كتيبة جنين” من عبوات “التامر” و”طارق 1″ الناسفة، سرعان ما انتقل أيضًا إلى نابلس في الأيام الماضية (عبوة “نابلسي 1”) ويصل اليوم الى طولكرم.

عبوة “سيف 1” محلية الصنع

خلال التصدي، أدخلت الكتيبة عبوتها الناسفة محلية الصنع “سيف 1″، تيمننًا بشهيدها المؤسس سيف أبو لبدة. وهو الذي استشهد في الأول من شهر أبريل 2022 في تصدٍ مشترك لقوات الاحتلال في بلدة عرابة (جنين) مع الشهيدين صائب عباهرة وخليل طوالبة. وأرفق الاعلام الحربي التابع للكتيبة الإعلان عن العبوة بعبارة “في جعبتنا المزيد”، في إشارة الى أنّ المقاومة ماضية في مسار التطوّر.

استهدفت هذه العبوة جرافة الاحتلال من نوع D9 في شارع “المحجر” مما أدى إلى إعطابها. وهي جرافة تابعة سلاح الهندسة القتالية في جيش الاحتلال، وهي بالأساس مدرّعة يدعي الاحتلال استخدامها لتحييد العبوات الناسفة وإزالة الألغام الأرضية وغيرها من “التهديدات”.

وقد طوّر جيش الاحتلال والصناعات العسكرية والصناعات الجوية التابعة لقوات الاحتلال قدرات هذه الجرافة، وزعمت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية تصنيف جرافة “كاتربيلر D9” التابعة لجيش الاحتلال “أكثر جرافة مدرعة على مستوى العالم”، وذلك في العام 2014.

في بيان الكتيبة حول عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيمها “نور شمس” فقد أكّدت أنّ “مجاهدو سرايا القدس – كتيبة طولكرم خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات وآليات الاحتلال التي اقتحمت المخيم بأعداد كبيرة من الآليات والمدرعات العسكرية وأحكمت حصارها حول المخيم”. وتابعت أن الكتيبة “استهدفت بالعبوات الناسفة وصليات الرصاص القوات المتوغلة على عدة محاور من أبرزها حارة المسلخ ومدخل المخيم ومنطقة المديرية وجبل النصر ومنطقة المنشية”.

وفي مشهد من الوحدة والدفاع عن المخيم، كانت مجموعات “الرد السريع” التابعة لكتائب شهداء الأقصى تقاتل وتساند، إذ أعلنت في بيان أيضًا أن مقاتليها ” يوجهون الضربة تلوا الأخرة في كل زقة وحي يضربونهم على جميع الأطراف والمحاور موقعين العديد من الإصابات في صفوف العدو ويساندون إخوتهم في داخل المخيم”.

الحاضنة الشعبية لا تفكك

على غرار جنين، خرجت قوات الاحتلال من طولكرم، دون أن تتمكّن من اعتقال أحد من المجاهدين نتيجة المقاومة، وبقيت منازل المواطنين العزّل والبنية التحتية لمخيم “نور الشمس” ضمن بنك أهداف الاحتلال. وفشل الاحتلال مرّة ثانية في تفكيك الحاضنة الشعبية التي تلتف حول كتائب ومجموعات المقاومة في كلّ المناطق، اذ خرج الشعب الفلسطيني بعد انسحاب قوات الاحتلال من المخيم مرددين الهتافات الداعمة لكتيبة طولكرم.

في هذا السياق، شدّدت حركة حماس في بيان حول العدوان أن “جرائم الاحتلال لن تدفع شعبنا للتخلي عن مقاومته واحتضان ثورته المتصاعدة، وإرادة شعبنا أقوى من رصاص العدو وآلياته، وأن محاولات العدو لإخماد المقاومة فاشلة، وتحطمها كل يوم سواعد مجاهدينا الأبطال”.

* المصدر: موقع الخنادق اللبناني

* المادة نقلت حرفيا من المصدر