السياسية:

أكد موقع “مودرن دبلوماسي” الأمريكي، أن في المشهد البانورامي سريع التطور لتقنية الذكاء الاصطناعي، تبرز إندونيسيا، رابعة أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، وذات الاقتصاد المزدهر بصورة ملحوظة.

وأورد الموقع أنه في ظل التنافس التكنولوجي الشرس بين العملاقين، الصين والولايات المتحدة، “لا يمكن التقليل من أهمية التأثير الاستراتيجي لإندونيسيا”، شارحاً العوامل الأساسية التي تساهم في هذا الدور المحوري.

وبحسب الموقع، تحتل الإمكانات الهائلة لإندونيسيا، في مجال البيانات، مركز الصدارة. ومع اقتراب عدد سكانها من 270 مليون نسمة، وتزايد انتشار الإنترنت، تقدم إندونيسيا مخزوناً واسعاً ومتنوعاً من البيانات.

وتُعَدّ هذه البيانات رصيداً لا يقدَّر بثمن لتطوير الذكاء الاصطناعي، نظراً إلى أنّ نماذج الذكاء الاصطناعي تعزّز أداءها بناءً على حجم البيانات التي تعالجها وجودتها. بالإضافة إلى ذلك، تعكس البيانات الإندونيسية تنوعاً غنياً للخلفيات الاجتماعية والثقافية والدينية.

ونظراً إلى أنّ إندونيسيا هي موطن لأكبر مجتمع مسلم في العالم، فإنها توفر سياقاً عميقاً للذكاء الاصطناعي، بشأن التكيف والفهم. وأشار الموقع إلى أنّ “هذه الثروة من البيانات لا تغذّي نماذج الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تساهم أيضاً في فهم الممارسات والقيم السائدة في المجتمعات الإسلامية”.

وبحسب “مودرن دبلوماسي”، فإنّ هذا الفهم أمر محوري للذكاء الاصطناعي لاحترام الفوارق الثقافية لمستخدميه. وبالتالي، فهي “فرصة ذهبية للشركات التي تتطلع إلى التوسع في الأسواق الإسلامية”.

وأضاف أنه “بالانتقال من جانب البيانات، فإنّ وضع إندونيسيا، اقتصادياً وجيوسياسياً، هو العامل التالي الذي يجب مراعاته”.

وأوضح أنّ “موقع إندونيسيا الاستراتيجي عند مفترق طرق التجارة العالمية، إلى جانب هويتها كأكبر عضو في رابطة دول جنوبي شرقي آسيا، يجعلها بوابة أساسية للسوق الإقليمية المتوسعة”، مشيراً إلى أن “من المحتمل أن يفتح النجاح في إندونيسيا الأبواب أمام دول الآسيان الأخرى، على نحو يمهد الطريق للوصول إلى السوق على نطاق أوسع”.

ولفت الموقع إلى أنّ إندونيسيا أظهرت إمكانات نمو اقتصادي كبيرة، فبفضل الاستثمارات الضخمة وعدد السكان الشبان إلى حد كبير، تستعد إندونيسيا لأن تصبح مركزاً عالمياً للنمو الاقتصادي.

وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2030، ستتباهى إندونيسيا بـ 145 مليون فرد من الطبقة الوسطى، الأمر الذي يشير إلى مستقبل واعد.

وأكد الموقع أنّ استثمار الحكومة الإندونيسية في البنية التحتية الرقمية والتعليم التكنولوجي يزيد في هذه الإمكانات، إذ تشهد صناعة التكنولوجيا المحلية في إندونيسيا أيضاً نمواً غير مسبوق.

واعتباراً من أيار/مايو 2023، شهدت إندونيسيا ظهور 15 شركة “يونيكورن” للتكنولوجيا. ويشير هذا إلى أنّ إندونيسيا ليست مستهلكة رئيسة لتقنية الذكاء الاصطناعي فحسب، بل يمكنها أيضاً المساهمة، بصورة كبيرة، في ابتكار الذكاء الاصطناعي، وفق “مودرن دبلوماسي”.

وأكد الموقع أنّ دور إندونيسيا في المنافسة الصينية الأميركية على الذكاء الاصطناعي “ليس مجرد بيدق، بل هي لاعب حاسم”، موضحاً أنّ “لديها القدرة على التحول من مجرد ساحة تنافسية إلى مساهم محوري في مستقبل الذكاء الاصطناعي”.

وبحسب م”مودرن دبلوماسي”، فإنّ المنظور الفريد لدولة نامية، ذات أغلبية مسلمة توفرها إندونيسيا، ستثري ديناميكيات الذكاء الاصطناعي العالمية.

وأشار الموقع إلى أنّه يجب على الصين والولايات المتحدة النظر إلى إندونيسيا على أنها أكثر من مجرد سوق أو مصدّر بيانات، إذ يمكن أن تكون متعاوناً رئيساً يساهم في نمو الذكاء الاصطناعي، بصورة مستدامة وشاملة.

وبالنسبة إلى إندونيسيا، هذه فرصة ذهبية لتأكيد وجودها في الساحة العالمية والتأثير في مستقبل الذكاء الاصطناعي، وفق الموقع.

* المصدر: موقع عرب جورنال
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر