السياسية:

تصدر أحيانا من الزعماء والمسؤولين الدوليين مواقف وتصريحات غريبة بل وخطيرة تتجاوز كل الحدود. يحدث ذلك بسبب رغبة البعض في لفت الأنظار أو ببساطة يكون ذلك زلة لسان من عيار ثقيل.

رونالد ريغان:

أكبر مثال على هذا النوع من التصريحات الغريبة، ما صدر عن رئيس الولايات المتحدة الأربعين، رونالد ريغان، الرجل الذي وصل إلى منصب حاكم ولاية كاليفورنيا ثم إلى سدة البيت الأبيض وكل ما لديه من خبرة اكتسبه في مجال التمثيل في أفلام “الكاوبوي”.

في عام 1984 كان الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، وكان يعرف بعداوته الشديدة للشيوعية وبمشروعه الوهمي المعروف باسم “حرب النجوم”، في منزله الريفي في كاليفورنيا يجلس أمام الميكروفون ويستعد لتسجيل كلمة مسموعة مجدولة.

طاب للمثل الأمريكي السابق المقام في تلك المناسبة وقرر المزاح مع المحيطين به وأعلن بصوته قائلا: “أيها المواطنون الأمريكيون، يسعدني أن أخبركم اليوم أنني وقعت على مرسوم يحظر روسيا إلى الأبد. نحن سنبدأ القصف بعد خمس دقائق”.

هذه المزحة الثقيلة سُجلت لكنها لم تبث مباشرة على الهواء، إلا أن التسجيل الصوتي جرى تسريبه لاحقا، وبما أن الحادثة جرت في ذروة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي فقد هرع الكثير من الأمريكيين للبحث عن ملاجئ من القنابل!

الحادثة الثانية جرت في بداية عمله حاكما لولاية كاليفورنيا، سأله أحد الصحفيين، أي نوع من الحكام سيكون في هذا المنصب الجديد، فأجاب قائلا: “لا أعرف، لم أمثل دور الحكام حتى الآن”!

سلفيو برلسكوني:

في هذا المجال بطبيعة الحال يحضر رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سلفيو برلسكوني المعروف بتعليقاته اللاذعة وتصريحاته الغريبة.

برلسكوني بعد عودته في عام 2009 من زيارة رسمية للولايات المتحدة بدا حديثه في كلمة موجهة لمواطنيه قائلا: “انقل إليكم تحيات من شخص.. هو شاب وجذاب ولديه لفحة شمس جيدة، هو بارك أوباما”.

باراك أوباما الذي كان وصفه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بأنه “ومضة في الظلام الإمبريالي”، تجاهل تماما تلميح رئيس الوزراء الإيطالي غير المناسب، لكن مواقع الصحف الأمريكية على الإنترنت امتلأت برسائل الاعتذار من مواطنين إيطاليين على زلة رئيس وزرائهم في ذلك الوقت.

جون ماكين:

جون ماكين السياسي الأمريكي ومنافس باراك أوباما عن الحزب الجمهوري على سدة الرئاسة عام 2008، التقى في عام 2007 وكان حينها عضوا في مجلس الشيوخ مع ناخبين في ولاية كارولينا الجنوبية.

في تلك المناسبة سأله أحد الحاضرين عن كيفية منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وما كان منه إلا أن أجاب قائلا: “فرقة روك بيتش بويز لديها مثل هذه الأغنية (اقصفوا إيران)”، ومضى فجأة يترنم: اقصفوا.. اقصفوا.. اقصفوا”.

الواقع أن تلك الأغنية تسمى “باربرا آن” ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بإيران، ولذلك ضجت القاعة بالضحك، فيما استبدلت المنظمات المناهضة للحرب الضحك بالتعبير عن المرارة!

ماكين برز في موقف آخر مشابه قبيل الانتخابات الرئاسية في عام 2008، حين طلب منه صحفيون التعليق على زيادة حجم صادرات السجائر الأمريكية إلى إيران.

هذا السياسي الأمريكي الشهير أجاب من دون تردد وهو يضحك قائلا :”ربما هذا الأمر وسيلة لقتلهم؟”.

بطبيعة الحال السلطات الإيرانية لم تعجبها سخرية ماكين، كما تعرض السيناتور إلى سيل من الانتقادات، وبالنهاية خسر الانتخابات الرئاسية أمام باراك أوباما.

جيمي كارتر:

جيمي كارتر الرئيس الأمريكي رقم 39، كان من طينة مختلفة والموقف اللافت الذي دار حوله لم يسيء لأحد ولم يتعد كونه طرافة بريئة.

خلال زيارة جيمي كارتر إلى اليابان، أدلى بتصريح بدأه بنكتة معدة سلفا. لاحظ الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت أن جميع الحاضرين من اليابانيين ضحكوا بتناغم مريب، ما دفعة إلى الإحساس بأن المزجة لم تكن مضحكة وأن اليابانيين جاملوه.

سأل جيمي كارتر المترجم عن كيفية ترجمته للنكتة، فأجاب قلت لهم، روى الرئيس حكاية مضحكة. يجب على الجميع الضحك!”.

* المصدر: روسيا اليوم
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر