“خوانيتا” تخون الزعيم الأسطوري بـ”الديدان”
السياسية:
لم يواجه فيديل كاسترو بنظامه الثوري لعقود طويلة “الإمبريالية الأمريكية” التي كانت تتربص به على مرمى حجر من “جزيرة الحرية”، بل وأعداء من الداخل بمن فيهم شقيقته.
مع كل ذلك، بقيت كويا “شوكة” في خاصرة الولايات المتحدة، عجزت واشنطن عن اقتلاعها حتى بعد أن فقدت هافانا دعم ومساندة الاتحاد السوفيتي الذي تفكك في عام 1991.
فشل الغزو العسكري المباشر، ولم ينجح الحصار الاقتصادي والسياسي الخانق المتواصل حتى الوقت الراهن، ولم تنجح 638 محاولة اغتيال نفذت ضد فيديل كاسترو الذي كان صرّح بأنه “غير قابل للقتل”.
زعيم الثورة الكوبية التاريخي لم يبالغ فيما قال، ولم تصل إليه يد الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتوفى حتف أنفه في 25 نوفمبر 2016، عن عمر ناهز 90 عاما.
يمكن تصور ما صادف فيديل كاسترو في مسيرته الطويلة والمضنية من مسرات وخيبات، إلا أن كتاب السيرة الذاتية الذي أصدرته شقيقته خوانيتا في عام 2009 بعنوان “شقيقاي فيدل وراؤول: تاريخ سري”، ربما يكون من بين أشد المواقف المؤلمة التي مرت به. الكتاب كان جاهزا للنشر قبل عقد من ذلك التاريخ إلا أن مؤلفته لم تحسم أمر نشره إلا في ذلك العام.
نتخيل فيديل جالسا مثقلا بأعباء الشيخوخة والمرض في ذلك العام هو يقرأ ما كتبت شقيقته خوانيتا كاسترو.
في 432 صفحة، وصفت شقيقة كاسترو التي تصغره بسبع سنوات قصة تعاونها مع الاستخبارات المركزية الأمريكية منذ عام 1961، عقب فشل الإنزال الأمريكي الشهير في خليج الخنازير.
كتبت “خوانيتا” في كتاب سيرتها الذاتية تقول إنها كانت في البداية تساند شقيقيها فيديل وراؤول في نضالهما الثوري لكنها أصيبت بخيبة أمل فيما بعد، ووصل بها الأمر إلى التعاون مع الاستخبارات الأمريكية بين عامي 1961 – 1964.
قصة اتصال “خوانيتا كتسترو” بـ CIA”:
كشفت شقيقة فيديل وراؤول كاسترو، أنها في تلك الفترة كانت تأوي في منزلها المناهضين لنظام شقيقيها وتقدم المساعدة لهم، فيما حذرها فيديل مرارا مطالبا إياها بالتوقف عن التواصل مع “الديدان”.
اتصالات “خوانيتا” مع الأمريكيين بدأت في عام 1961 حين رتبت زوجة السفير البرازيلي في هافانا لقاء لها في المكسيك مع عميل في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
سافرت خوانيتا إلى المكسيك بذريعة زيارة شقيقتها التي كانت تقيم هناك، والتقت بعميل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية توني سفورزا.
شقيقة فيديل كاسترو أبلغت العميل الأمريكي أنها غير راضية عن النظام القائم في جزيرة الحرية، لأنه تعامل مع غير الشيوعيين بطريقة سيئة، “بما في ذلك من قائل ضد دكتاتورية باتيستا”.
خوانيتا أبلغت عميل الاستخبارات المركزية الأمريكية موافقتها للتعامل مع الوكالة “بشرط واحد هو عدم ارتكاب أعمال عنف ضد شقيقها بمشاركتها”، وتحدثت في هذا السياق عن أن الاستخبارات المركزية الأمريكية وضعت عشرات الخطط لاغتيال فيديل كاسترو والإطاحة به.
فرت “خوانيتا” كاسترو في عام 1964 إلى المكسيك بلا رجعة، وشرعت في انتقاد ومهاجمة نظام اخويها فيديل وراؤول.
بررت شقيقة كاسترو فرارها إلى المكسيك بالقول إنها “بدأت تخشى على حياتها”، وأنها حين توفيت والدتها، وجدت نفسها في وضع حساس للغاية في كوبا بسبب نشاطاتها ضد النظام!
بطبيعة الحال تقدم “خوانيتا” المقيمة في ميامي نفسها على أنها مناضلة ضد “دكتاتورية” شقيقيها، وهي لا تزال تصر على أنها فعلت الأمر الصحيح حتى أنها في نوفمبر عام 2016 رفضت حضور جنازة شقيقها، فيديل كاسترو، الزعيم الأسطوري بكل المقاييس.
قد تجد “خوانيتا” من يساندها أو يتعاطف مع نضالها في صفوف “الاستخبارات المركزية الأمريكية” ضد شقيقيها فيديل وراؤول، وبالمقابل سيضع أنصار الثورة الكوبية ومحبو كاسترو موقفها تحت تلك العبارة الشهير القائلة “حتى الخيانة قد تصبح وجهة نظر”!
* المصدر: روسيا اليوم
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر