السياسية ـ وكالات:

تحتفظ منظمة الصحة العالمية بقائمة من “الأمراض ذات الأولوية” التي يمكن أن تسبب الوباء القاتل التالي.

ومعظم الأمراض في هذه القائمة معروفة لنا بالفعل، بينها الإيبولا والسارس وزيكا، إلا أن هناك تحذيرات من عوامل ممرضة غير معروفة حاليا يمكن أن تتسبب في ما يعرف بـ”المرض X”.

وبعد أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية (WHO) أن “كوفيد-19” لم يعد حالة طوارئ عالمية، ما يمثل نهاية رمزية للوباء الذي أودى بحياة 7 ملايين شخص على الأقل في جميع أنحاء العالم، يخشى الخبراء من أن “المرض X” قد يسبب وباء أكثر فتكا.

وتستخدم منظمة الصحة العالمية مصطلح “المرض X” كعنصر نائب لوصف مرض غير معروف للعلوم الطبية قد يسبب العدوى البشرية.

وكعامل مرض جديد – سواء كان فيروسيا أو بكتيريا أو فطريا أو آخر – لن يكون هناك على الأرجح أي لقاحات أو القليل من العلاجات، إن وجد.

وقال الدكتور ريتشارد هاتشيت، من التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، لصحيفة “تلغراف” البريطانية: “هذا ليس مادة خيال علمي. هذا سيناريو علينا الاستعداد له. هذا هو المرض X”.

وصاغت منظمة الصحة العالمية مصطلح “المرض X” في عام 2018. وبعد عام واحد، عندما بدأ “كوفيد-19” في الانتشار في جميع أنحاء الصين، شهد العالم وباء مميتا ناجما عن فيروس جديد – ظهر “المرض X”.

وقال الدكتور براناب تشاترجي، الباحث في قسم الصحة الدولية في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة في بالتيمور، لصحيفة “ناشيونال بوست”: “ليس من المبالغة القول إن هناك احتمالا لحدوث مرض X هو قاب قوسين أو أدنى. إن الموجة الأخيرة من حالات إنفلونزا الطيور H5N1 في كمبوديا هي مجرد مثال على ذلك”.

ويعتقد بعض خبراء الصحة العامة أن “المرض X” القادم سيكون حيواني المصدر، ما يعني أنه سينشأ في الحيوانات البرية أو الأليفة، ثم ينتشر ليصيب البشر. وكانت الإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز و”كوفيد-19″، تفشيا لأمراض حيوانية المنشأ. ومع ذلك، هناك مصادر أخرى للأمراض و”الإرهاب البيولوجي” يمكن أن يكون سبب الوباء المقبل.

وقال مؤلفو مقال نشر عام 2021 في مجلة Infection Control & Hospital Epidemiology: “لا يمكن أيضا تجاهل إمكانية وجود مُمْرِض وبائي معدل هندسيا”. وأضافوا: “إن إطلاق مثل هذه العوامل الممرضة، إما من خلال حوادث المختبرات أو كفعل من أعمال الإرهاب البيولوجي، قد يؤدي إلى كارثة المرض X أيضا، وقد لوحظ أنه خطر كارثي عالمي”.

ويمكن أن يكون المصدر المحتمل الآخر هو فيروسات “الزومبي” التي حُبست في التربة الصقيعية أو غيرها من المناطق الطبيعية المتجمدة لقرون عدة، ولكن تم إطلاقها بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ.

وتشمل الأمراض الأخرى ذات الأولوية في قائمة منظمة الصحة العالمية فيروس ماربورغ، وحمى القرم والكونغو النزفية، وحمى لاسا، وأمراض نيباه ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وغيرها.

ولمنع ومكافحة تفشي “المرض X”، يطالب الخبراء الطبيون في جميع أنحاء العالم بزيادة الأموال لدعم مراقبة العوامل الوبائية المحتملة والبحث عنها.